المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
علي مع الحق والحق مع علي
2024-04-23
صفات المتقين / لا يشمت بالمصائب
2024-04-23
الخلاص من الأخلاق السيئة
2024-04-23
معنى التمحيص
2024-04-23
معنى المداولة
2024-04-23
الطلاق / الطلاق الضروري
2024-04-23

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تصنيف الاحتياجات لدى الأطفال / الحاجة الى التجربة والمهارة  
  
909   08:47 صباحاً   التاريخ: 5/10/2022
المؤلف : علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص151ــ162
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-28 1167
التاريخ: 15-1-2021 4678
التاريخ: 14-2-2021 2671
التاريخ: 13-6-2017 2250

هناك ارتباط دائم بين الانسان والمحيط الذي يعيش فيه ويسعى إلى إيجاد الارتباط بينه وبين العالم الخارجي عن طريق نشاطاته الحسية. أن استخداماته الدائمة للأشياء وتعامله مع الظواهر وما يلمسه ويشاهده، ومقارناته فيما بينها تصبح سبباً لنمو وتكامل قواه العقلية ويجرب مسائل الحياة ويكتشفها.

أن شخصية الانسان وقيمة وجوده ترتبط الى حد كبير بمستوى الخبرة والتجربة التي اكتسبها من المحيط الخارجي. ويبقى يتغذى عليها طيلة حياته. ومن الضروري له ولنموه وتكامله أن يجرب مسائل الحياة دائماً لكي لا يعاني من المشاكل الحياتية مستقبلاً، ولا يسقط في دوامة الماء وهو لا يخبر فن السباحة.

وبناء على هذا الاساس فان للتجربة اهمية استثنائية في حياة الطفل وتعد التجارب من المصادر المهمة لنمو الطفل وتكامله، إذ أنها تساعد على تهيئة الأرضية المناسبة لأوضاعه التالية في الحياة. انه يتمكن في ظل التجربة والتعامل المستمران أن يصل الى نتائج جيدة وموفقة، وأن يصبح هذا الأمر بالتالي مقدمة لنمو العقل والادراك.

مجالات التجربة لدى الاطفال : 

ان امكانية القيام بالتجربة والارضية اللازمة لذلك متوفرة لدى الطفل إذ أنها نابعة من حركته ونشاطه. أن مساعي الطفل للحصول على شيء ما، والتلويح بيده لأخذ الأشياء في جميع مراحل الطفولة، وحركاته واصراره على اكتشاف الأمور كلها تعد مقدمة للكثير من الأعمال اليدوية الماهرة واكتساب التجارب والخبرة لمرحلة البلوغ.

ولعلكم تشاهدون اطفالكم في البيت وهم يبنون ويخربون بشكل مستمر، وكلما حصلوا على جديد يتداولونه بأيديهم، حتى أن الوليد الجديد عندما يرى زجاجة الحليب ويشرب منها يتداولها بيده ويمسح عليها ويحاول أن يتعرف على أسرارها وطبيعتها، وأحياناً بسحب بعض الأشياء إلى فمه ليتعرف إلى خواصها. وكل ذلك يبين لنا أنه متلهف لمعرفة خواص الأشياء واكتساب المهارة والقوة للتصرف بها. أنه يضم في أعماقه شبكة لطيفة جداً ودقيقة لا نظير لها لغرض الوصول لهذا الهدف.

ضرورة مساعدة الوالدين :

عندما يقوم الطفل بأداء عمل ما، ينبغي للوالدين ابداء المساعدة اللازمة في هذا المجال وتوجيه نشاطاته وتجاربه واصلاحها، ويجب على الوالدين توفير الأجواء والامكانيات اللازمة لتفجير الطاقات والنشاطات الموجودة عند الانسان بالقوة وتوجيهها نحو حركة تكاملية بناءة .

ويجب على الطفل أن يعرف كيف يستخدم قواه البدنية وكيف يطور عملية نموه وتكامله بكامل ابعادها وجوانبها، ويعمل على خلق الأجواء المناسبة لاكتساب المهارات الذاتية. ومن الضروري أيضاً أن يتحمل الوالدين مسؤولية توجيهه وارشاده في تجاربه واكتسابه المهارة اللازمة ويندفعوا في هذا الأمر بشكل يتناسب مع علائقه وقابلياته، وكذلك احتياجاته وامكانياته.

ان القيام بالجولات العملية. وعرض الأعمال اليدوية المناسبة، وإيجاد الباعث على صناعة الأشياء، والتوجيه في الفنون وحل المسائل الشخصية كلها من الجهود التي يمكن للوالدين والمربين أن يهتموا بها ويولونها عنايتهم اللازمة.

التجربة والقابلية:

تتوفر لدى الأطفال قابليات متعددة يمكن للطفل أن يكتشفها ضمن تجاربه، والمهم في هذا الأمر هو أنه من الممكن اكتشاف قابليات الاطفال من خلال ملاحظة تجاربهم. وتركيز الاهتمام على تنمية وتطوير تلك القابليات. أن عملية الاكتشاف هذه والعمل على تنميتها مهمة جداً لاسعاد الأطفال .

وما أكثر الأطفال الذين يولدون ويحملون معهم عالماً واسعاً من القابليات إلا أنها تبقى مدفونة بحالتها الخام دون أن يُصار إلى تنمية تلك القابليات بسبب عدم توفر امكانية التجربة. وكلما ازدادت قدرة الفرد على استخدام الآلات والأدوات ازدادت قابلياته نمواً وتطوراً. وكلما ازدادت درجة التعليم من قبل العوامل المحركة في المحيط بالاستفادة من حواسه في الأبعاد المختلفة ازدادت تبعاً لذلك درجة نمو قواه العقلية وتنمية وتطوير قابلياته.

من الممكن أن يكون الطفل أكثر حساسية تجاه بعض المسائل وأكثر استعداداً لاكتساب المهارات خلال عملية اكتسابه التجارب وتداول الأشياء. وفي هذه الحالة من الضروري أن نحمله على القيام يبذل جهوده ومساعيه في ذلك المجال، لكي تتوفر له الفرصة اللازمة لاكتساب المزيد من المهارات.

وتجدر الاشارة الى ان معرفة قابلياته الفكرية والعلمية فيما يتعلق بأموره الشخصية، يعتبر أمراً مهماً وذو دور أساسي وفعال في تطوير قابلياته.

أثر اللعب في تطوير المهارات :

ان التمارين التجريبية والالعاب التي يمارسها الطفل تهيئ له الأرضية الملائمة لامتلاك الروح الخلاقة في الأمور الذوقية، وبالتالي تساعده على اكتساب المهارات والتجارب اللازمة. وخلال ممارسة الطفل للعب يكتشف عوالم جديدة وتزداد قابلياته وامكانياته.

ان اللعب المتنوعة، والالعاب المثيرة والفعالة، والنشاطات التي تحرك جميع اعضاء الجسم، تفريق القطع عن بعضها، ادخال الجُعب والعلب الفارغة بعضها بالبعض، تداول الاشياء المتنوعة، رمي الكرة ومسكها ، كل ذلك مهم جداً لتقوية الطفل وتطوير مهاراته، وخلاصة القول ان الطفل يتمكن من تطوير نموه الجسمي وحتى الفكري والنفسي، ويوفق في نيل المهارات واكتسابها، في ظل الحركة والاعمال التي تتطلب نوعاً من المهارة في ادائها.

الحاجة الى المهارة :

ان الطفل بحاجة الى اكتساب المهارة والقوة في الاعضاء لأسباب متعددة ويمكن تبرير هذه الحاجة من زاوية الحياة الفردية والاجتماعية للطفل. انه بحاجة الى عدم الوقوع في الخطأ والانحراف في امور الحياة ، وأن يأخذ بنظر الاعتبار الجانب الصحيح وسلامة الأمور في إداء وظيفة معينة.

ان الطفل بحاجة الى اكتساب المهارات التخصصية في الامور وان يصبح هذا الأمر في المستقبل العامل المساعد على اشتغاله، ويجب ان لا ننسى الملاحظة التالية وهي:

ان المراد بالمهارة هو العمل المتقن الذي تتجلى فيه رغبات الانسان المعقدة بشكل اعتيادي وينبغي له ان يكون متعلماً جيداً في مرحلة الطفولة. وبإمكانه التمرن على تأدية الاعمال، ويحصل على المهارات الحركية والعضلية الخاصة ليكون بوسعه في المستقبل ان يصبح فرداً فعالاً ومنتجاً لا شك في ان اكتساب المهارات اليدوية تتوقف على قدرة الحواس خاصة حاسة اللمس والباصرة وفي هذا المجال ايضاً لابد من التمهيد والاعداد لذلك.

فوائد وأهمية اكتساب المهارة:

لمهارة الاطفال فوائد عظيمة واهمية استثنائية ومنها ما يلي:

١- السيطرة على الاعضاء: يوفق الطفل في ظل اكتساب المهارة الى السيطرة على الحركات الاعتيادية للجسم ويحصل بالتالي على القدرة اللازمة في ادارة اعضائه.

٢- انسجام الاعضاء مثل الانسجام بين العين واليد، والعين ونقل الخطوة، وبين اليد والفم، والاذن والرجل وبقية الحركات التي تتحقق عادة عن طريق التمارين المتكررة.

٣- تقوية الاعضاء بحيث يصبح بإمكان اليد حمل شيء ظريف وتمتلك الاصابع المهارة والخفة اللازمة في هذا المجال بحيث تحافظ على تلك الاشياء وتنجز الاعمال بالسرعة اللازمة.

٤- التمهيد للسيطرة على المحيط بحيث يتمكن من اخضاع الظواهر والاشياء تحت سلطته ويتصرف بها دون أي خطأ أو انحراف، ودون اهدار للوقت والمال.

٥- التمهيد لتعلم حرفة ما بحيث يصبح بإمكانه فيما بعد وبفضل الجهود التي يبذلها ان يحصل على عمل معين، ويتطور في ذلك العمل عن طريق العلم والتخصص مع وجود الرغبة المناسبة في ذلك المجال.

٦- خلق حالة الثقة بالنفس ، وتحكيم الحالة النفسية ، بحيث يندفع ويتطور بتصميم محكم، وشوق اكثر، ويحصل بالتالي على سعادته وسروره. اما الاطفال الغير ماهرين فانهم يشعرون بالنقص في انجاز الاعمال.

٧- الحصول على محبة الآخرين والسبب في ذلك يعود الى ان المحبة والشعبية ترتبط والى حد بعيد بالخبرة وتستمد قوتها من القابليات ولهذا الامر دور مؤثر في سلامة الطفل ونموه الروحي.

٨- واخيراً القدرة على حل المسائل والصعوبات التي تواجهه في حياته في الوقت الحاضر أو في المستقبل والحصول على الهدوء والتوازن في الانفعالات والابتعاد عن المخاطر المحتملة اثناء مواجهة المسائل والشعور باللذة بعد النجاح والموفقية.

ابعاد المهارة:

ان ابعاد المهارة والحاجة لها واسعة وشاملة بحيث تشمل جميع المسائل وابعاد الحياة، ؟قسم منها يشمل المهارة:

* في البدن واعضاء الجسم، لأنه وكما قلنا آنفاً ان المهارة دوراً استثنائيا في حالة ونمو الانسان وان جزء مهماً من جهود الطفل والمربي تبذل من اجل بلوغ هذا الهدف.

* في القدرة على البيان والتفاهم مع الآخرين، والذي يعد عاملاً مهماً في السلامة والتعايش الاجتماعي. ان الاداء السليم واستخدام الفصاحة والبلاغة، وبعبارة أخرى التحدت السليم والصحيح، له دور مهم في حياة الانسان المسالمة.

* المهارة في قراءة العبارات بحيث ينجم عنها الاستقبال الصحيح والفهم الواضح والصريح من الكتابات والمقولات.

* المهارة في الخط والكتابة والتأليف الفني والذي يعد عاملاً مهماً في نقل الافكار وسبباً في انتصار ونجاح الانسان في نقل الافكار.

* المهارة في الاصغاء، وتحتل كلام الآخرين، والذي يعد هو الآخر عاملاً مهماً للسلامة والتعايش في خضم الحياة الاجتماعية.

* وأخيراً ، المهارة في الدفاع عن الافكار ، والجسم والنفس ، بحيث ينجح الانسان في انقاذ افكاره ومعتقداته من التلوث والتخريب، ويدافع أيضاً عن جسمه وروحه وشخصيته عند اللزوم.

حدود ذلك ونسبتها:

ما هي الحدود اللازمة للمهارة وما مقدارها ونسبتها ، ان جواب ذلك واضح ويرتبط بشروط وعوامل متعددة. فالمهارة يجب ان يكون بنسبة تناسب مع سن الطفل وقابليته ومستوى ادراكه وحاجته. ويجب ان يصل الى درجة معينة بحيث يكون بوسعه فيما بعد ان يستخدمها في الوقت المناسب ويكون موفقاً في هذا الاستخدام، ونحن نعلم ان العادة المكتسبة في مجال المهارات مهمة وضرورية لنمو الطفل كما هو الحال بالنسبة للمعلومات والادوات وانه يحتاج لهذه الادوات طيلة حياته.

ويتساوى الأولاد والبنات في هذا الأمر، ولكن ما من شك في ان نوعية المهارات تتفاوت لدى الاثنين، إذ ينبغي للأولاد ان يكتسبوا المهارة التي يحتاجونها في حياتهم الرجولية. والبنات كذلك يجب عليهن ان يكن ماهرات في الامور الضرورية لحياتهن النسائية. وعلى الاثنين ان يصلوا الى اعلى درجة في النمو حسب امكانياتهما وظروفهما ويجب ان تكون اوضاعهما فيما بعد بالشكل الذي لا يشعرون معه بالنقص في دفع عجلة الحياة إلى الامام اولا، وان لا يشعرون بالذلة في المجتمع ثانياً.

ضرورة التمرين والممارسة:

على العكس من الاسلوب الذي يمارسة بعض الأولياء مع الاطفال من خلال منعهم وصدهم عن ممارسة الأعمال، من الضروري ان يسمح الاولياء والمربون بلمس الاشياء ، ويدعون الطفل يلمس الاشياء ، ويرى ثقلها وخفتها ، ويذوق طعم الاشياء ، ويشمها، ويتعرف على خصائصها. ويعد هذا الأمر عامل للنمو ، وضرورة لحياتهم الحالية والمستقبلية .

ويجب ان يستمر هذا الامر من خلال مساعدة وارشاد الوالدين كي لا يؤدي الى الحاق الضرر بنفسه وبالآخرين. لا شك في ان هذه التمرينات من الممكن ان تتسبب أحياناً في الحاق خسائر مالية. ولكن لو أدى الأولياء دورهم في ارشاد وتوجيه الطفل في كيفية الاستفادة من الظواهر والاشياء لن يحصل مثل هذا الأمر، وحتى لو وقعت هذه الخسارة في أحيان نادرة ينبغي غض النظر عنها.

ان التمرن على المهارات الاساسية يجب ان تستمر الى حدود ١٢-١٣ سنة من العمر لكي لا يعانون من المعضلات فيما بعد . كما يجب ان يمتلكوا الفرص المناسبة ليتمكنوا من الحصول على المهارات الجديدة في ظل التجارب الجديدة ويعملوا ايضاً على ابراز وتوسيع تعلقاتهم وطلباتهم الشخصية.

كيفية التمرين:

تستند التمرينات في البداية على المشاهدة الدقيقة، ومعرفة الظواهر وعمق الاشياء. ويجب أن تتم بفواصل زمنية قصيرة ، لكي يصار الى ترسيخ تلك التمارين لدى الافراد.

وبشكل عام فان أول رد فعل يبديه الطفل يتم عن طريق الاصابع، ويمكنه في الشهر الخامس بعد الولادة ان يستخدم ابهامه ويمسك الاشياء بكفه في الشهر التاسع ، ويستخدم ابهامه لمسك الاشياء ويمكنه فيما بعد ان يكتسب مهارات معقدة في ظل سلسلة من التمارين بشرط ان يكون هذا الأمر مستنداً على مسألة التدريج وبصورة منتظمة، وبفواصل معينة ولكن متتالية . وفي حالة عدم تكرار المهارات المكتسبة فإنها ستؤول الى النسيان بسرعة ومن هذا المنطلق ينبغي القيام بتمرين آخر لغرض المحافظة على تلك التجارب والتمارين.

ان التمرن على مهارة ما من قبل الطفل، يجب ان يكون قصيراً ، ولا يعرضه الى الارهاق؛ ذلك ان الارهاق يعتبر عاملاً للتهرب والإعراض ، كما يجب توجيه التمرينات وتبدأ من نقطة معينة وتنتهي بأخرى .

ان مبدأ المشاركة في النشاطات الاجتماعية يعد بحد ذاته عاملاً مهماً لاكتساب جانب من المهارات التي يحتاجها الفرد في حياته لاحقاً. وفي كل الاحوال فان المهارات تبدأ من الجزئي الى الكلي ومن العناصر المكونة بصورة الكل، مع ان البعض يحاولون سوق المسألة من الكلي الى الجزئي.

الشروع بالتمرين واوقاته:

لغرض اكتساب مهارة ما من الضروري تنظيم اوقات التمرين. بحيث يطبق كل تمرين في عدة دقائق. وكلما يتم الشروع بهذه التمارين في السنين الأولى من العمر ستكون له نتائج وآثار لامعة وتمهد الأرضية المناسبة للنجاحات التالية فيما بعد .

ان الطفل الذي له ثلاث سنوات من العمر يمكنه السيطرة تدريجياً على عضلاته، وان يبرز قابلياته اللازمة للوصول الى بعض أهدافه ومراميه. ويمكنه في حدود السنة الخامسة من عمره وبواسطة المهارات التي اكتسبها ان ينجز جزء مهماً من اعماله الشخصية كارتداء الملابس، والأكل والشرب ، والاهتمام بالنظافة والصحة؛ بل ينجح في هذا العمل أيضاً.

وعلى العموم فان الوضع النفسي للطفل ذو طبيعة معينة بحيث انه يقوم في سني حياته الأولى بتربية نفسه واعضائه بطريقة خاصة وذكية، ويعمل على ايجاد أسس التجربة اللازمة. لذا من الضروري هنا ان يعمل الأولياء والمربون على توفير اسباب وامكانية هذا الأمر منذ البداية وان يشجعوا الطفل على هذه الأمور والمسائل. ان اعطاء التجارب المتنوعة مهم جداً في دفع الطفل الى اداء الاعمال التي تتطلب المهارة ويمكن أن يؤدي حمل الطفل على التقليد دوراً بناءً في هذا المجال.

ملاحظات مهمة:

وفي ختام هذا البحث نرى من الضروري ان نشير الى بعض الملاحظات الهامة بخصوص التمرينات واكتساب المهارات من قبل الاطفال:

١- من الضروري للوالدين والمربين استخدام الاسلوب المباشر في اعطاء التجارب للأطفال ويدعوا الطفل ان يلمس ويجرب كل ما يصبو إليه بشكل عملي.

٢- في كل مرة يتم فيها انجاز عمل ما من قبل الطفل، يجب اثارة انتباهه الى خطأه وانحرافه للحيلولة دون تكراره ، وعلى الوالدين القيام بإصلاح اخطائه.

٣ـ ايجاد الفواصل بين التمرينات أمر حسن بشرط ان لا تتعدى الحد المتعارف عليه ولا تؤدي الى خلق موجبات النسيان.

٤- لا نتوقع ان ينجز الطفل في تلك المراحل الابتدائية كل شيء في حد التمام والكمال. ان الكمال والمهارة تحصل في ظل تكرار المكررات.

٥- في كل مرة ينال فيها الطفل نجاحاً ما، من الضروري ان يصار الى تشجيعه لفتح الطريق امامه واسعاً للتطور الاحق.

٦- ينبغي للوالدين والمربين التحلي بالصبر والتحمل في تعليم الطفل على اكتساب المهارة. ان انضاج طفل ما يطوي مرحلة الطفولة ليس امراً يسيراً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






العتبة العباسية تختتم فعاليات حفل سنّ التكليف الشرعي المركزي لطالبات المدارس في كربلاء
العتبة العباسية تكرم المساهمين بنجاح حفل التكليف الشرعي للطالبات
ضمن فعاليات حفل التكليف الشرعي.. السيد الصافي يلتقط صورة جماعية مع الفتيات المكلفات
حفل الورود الفاطمية يشهد عرضًا مسرحيًّا حول أهمية التكليف