التصنيف التاريخي

يتخذ هذا التصنيف الأصول التاريخية للمدن أساسا في التصنيف ويستند هذا الأساس على تخطيط المدن ومورفولوجيتها ونمط البناء ونوعه ومدی سعته ، وهذا يتباين باختلاف الفترة التاريخية التي وجدت بها المدن ، و يعتبر" لويس ممفور " واحدة من أهم المهتمين بالمدخل التاريخي في دراسة البيئة الحضري ، لذا نجده يهتم بشكل واضح بدراسة مظاهر تطور الثقافة الحضرية في مؤلفه المعنون ( ثقافة المدن سنة 1938)، حيث سعر إلى التمييز بين المراحل التي عرفتها الحياة الحضرية في تطورها والتي اتسمت كل واحدة منها بظهور نموذج حضري معين تميزه خصائص ثقافية خاصة به، وذلك على الرغم من قلة أهميتها في الدراسات التخطيطية:

أ- مدن ما قبل التاريخ.

ب- المدن الإغريقية والرومانية.

ج- المدن الإسلامية.

د- مدن العصور الوسطى في أوربا.

ه- مدن عصر النهضة والباروك و المدن الحديثة.

وعلى ضوء ما تقدم يمكن تقسيم التصنيف التاريخي للمدينة على النحو التالي:

1- نموذج مرحلة ما قبل التحضر: و هو الذي يشير إلى المجتمع المحلي والذي يمثل البدايات المبكرة للمدينة أي فجر المدينة (الأيوبوليس).

2- نموذج المدينة الصغرى Polis: يشير هذا النموذج إلى وجود مجتمع محلي حضري ، تظهر فيه الخصائص الحضرية بصورة أولية مثل التقسيم النسبي للعمل مع بقاء الإشكال الأولية القديمة للأسرة و الحياة و الدين.

3- نموذج المدينة المسيطرة Metropolis : يمثل ظهور مجتمع محلي حضري متمتع بمركز و بوضوح استراتيجي ، حيث يفد إله المهاجرون وتظهر فيه العلاقات المتطورة وتقسيم العمل و تعاون المراكز.

4- نموذج المجتمع المحلي الحضري: وهو يتسم بالضخامة وكير الحجم وتعقد التنظيم الذي تسيطر فيه المدن على الإقليم في كافة المجالات المتعلقة بالخدمات والتجارة ، وتظهر كذلك التنظيمات البيروقراطية والعلاقات اللاشخصية فتحل محل العلاقات الشخصية في هذه التنظيمات.

5- ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الخامسة: لتطور المجتمع المحلي الحضري والتي يظهر فيها النموذج الحضري المتميز بسيطرة المدينة الاقتصادية وعلى أعلى الدرجات، كذلك يبدأ السكان في الترويح إلى الضواحي والابتعاد عن ظروف الحياة الصعبة بوسط المدينة.

6- وأخيرا مرحلة ظهور نموذج لمجتمع محلي حضري : يمثل نهاية مطاف التطور الحضري، ويظهر هذا النموذج من وجهة نظر " ممفور " عندما تزداد حالات التفكك بالمدينة.