مواصفات كاتب المقال الصحفي

في كتابه (المقالة في أدب العقاد) يرى (د. عبدالقادر الطويل) أن من الباحثين من حدد المقالة الأدبية في أنها: التي تدرس شخصيه أو ظاهرة أو اتجاهه أو أثرا في الأدب العربي القديم أو الحديث، أو في الأدب الأوروبي الغابر أو المعاصر.

وقد أفاض النقاد في بيان ملامحها وشروطها، وما ينبغي أن تكون عليه موضوعا وأسلوباً، وما ينبغي توافره في كاتبها، فمنهم من اشترط (أن يكون الأديب ناقماً وأن تكون النقمة خفيفة يشيع فيها لون باهت من التفكة الجميل) كما اشترط (أن تكون المقالة على غير نسق من المنطق، وأن تكون أقرب إلى قطعة مشعثة من الأحراش الحوشية منها إلى الحديقة المنسقة المنظمة). كما اشترط في الكاتب (أن يكون لقارئه محدثا لا معلمة وأن يكون له مخلصا يحدثه عن تجاربه وليس واعظا، وأن يشعر القارئ أنه ضيف استقبله الكاتب ليمتعه بحديثه ).

وقد رأى بعضهم أن كاتب المقالة الأدبية (شخص يعبر عن الحياة ومظاهرها وينقدها بأسلوبه الخاص، وأن يكون صادقاً في التعبير عن عاطفته، خفيف الروح، متمتعا بالذوق اللغوي، ذكياَ قوي الملاحظة، نامي الثقافة، يتمتع بالروح الشاعرية الشفافة، والخيال المتوثب). وفي أسلوبه عامة (أن يمتاز بالعاطفة التي تؤثر في عباراته تأثير واضحة يبدو في الكلمات والصور والتراكيب. ومع ذلك لا تخلو من الفكر القيم والحقائق المبتكرة، لأن الحقيقة عنصر أدبي هام، وهي في النثر ألزم لذاتها أولا، ولأنها تسند العاطفة وتبعث فيها القوة ثانية، فتحمل الألفاظ إلى جانب معانيها العقلية محصولا من العواطف الإنسانية والمشاعر الحية).

وأما موضوعها فقد لاحظوا أنها تتسع لكل ظواهر المجتمع مع مراعاة خطورته، فموضوع المقالة الأدبية هو أخطر عنصر فيها، والكاتب الموفق لاختيار موضوعه يكسب نصف المعركة قبل أن يخط سطر . وما على الكاتب إلا أن يلتفت بذكاء إلى المجتمع ليلتقط موضوعه).

وهذا يقترب من الإطار الذي رسمه (العقاد) للمقالة الأدبية بقوله: "ينبغي أن تكتب على نمط المناجاة والأسمار وأحاديث الطريق بين الكاتب وقرائه، وأن يكون فيها لون من ألوان الثرثرة والإفضاء بالتجارب الخاصة والأذواق الشخصية".