المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تقارير حديثة عن ألغاز زحل
8-3-2022
التشبيه الضمني
13-9-2020
الشعر الرومانسي
29-09-2015
فلم الأبرة النانوية Nanopin film
1-12-2016
حق الام
2-2-2018
معنى كلمة عبس
6-7-2022


التهيئة من أجل الزوجة  
  
1360   11:27 صباحاً   التاريخ: 2023-03-23
المؤلف : د. رضا باك نجاد
الكتاب أو المصدر : الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص195 ــ 196
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

تحب المرأة أن ترى معبودها معبوداً لهاً..

وإن هي احترمته، تعيش الأمل بأن تكون احترمت من هو أهل للاحترام..

وهنا يتجلى أكثر معنى قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [النساء: 34].

إن علاقة الفتاة بأبيها لا تتصف بالإثارة؛ تنظر إليه ككتاب أدعية تعود إليه بين الفينة والأخرى للبرهنة على قدسيتها ونزاهتها. أما علاقتها مع زوجها فترسم في مخيلتها عنها صورا خاصة واستثناءات عديدة، وعندما تدخل بيته تعرف أنه )إمام المحراب( و (الساجد في السجن) والسباق في ساحات الوغى.

تأمل الفتاة بتحقق أحلامها الذهبية وأمانيها العذبة بشأن شريك حياتها وتكون لها حياة بملامح ونوع جديد، وهي تسعى دوماً للمحافظة على حيويتها وجاذبيتها، وأياً كان زوجها ونوع عمله فإنها تقوم بإنجاز أعمال البيت عن طيب خاطر وباندفاع ملفت للنظر وتظهر من نفسها أمارات التفاني والوفاء وكل ذلك لاعتناق الزوج والتمتع بتفوقه الزوجي الذي تطلعت إليه في أحلامها الحلوة السابقة.

وبغية تحقق هذا الاعتناق الزوجي فإنها تحتاج إلى الآيات الجسدية للزوج والتي يتلخص كثير منها في موضوع التزين والتطهر والتهيئة.

روى الحسن بن الجهم قال: رأيت أبا الحسن - موسى بن جعفر- (عليه السلام) اختضب، فقلت: جعلت فداك، اختضبت؟ فقال (عليه السلام): نعم، إن التهيئة مما يزيد في عفّة النساء، ولقد ترك النساء العفّة بترك أزواجهن التهيئة.

ثم قال (عليه السلام): أيسرك أن تراها على ما تراك عليه إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا. قال (عليه السلام): فهو ذاك، ثم قال: من أخلاق الأنبياء التنظف والتطيّب وحلق الشعر وكثرة الطروقة(1).

إن الإمام الكاظم (عليه السلام) أعطى تفاصيل واضحة عن زيادة القدرة الزوجية وعواملها التي منها التطيّب وحلق الشعر فضلاً عن أنه جعل التهيئة من عوامل انجذاب المرأة للزوج.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج5، ص567، ح50. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.