أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-12-2015
2137
التاريخ: 2024-09-05
142
التاريخ: 2023-11-20
831
التاريخ:
2107
|
لقد خلق الإنسان في عذاب ومكابدة: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} [الانشقاق: 6]؛ هذا مضافاً إلى أنه قد خلق ضعيفاً: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28]، وأن بعض التكاليف الصادرة على هيئة أوامر ونواهي فقهية قد أنيطت به أيضاً. من ناحية أخرى فهو مأمور بالتحلي بالفضائل الأخلاقية والحقوقية، والتخلي من رذائلها. إن كل هذه الأمور المذكورة - بقطع النظر عن الصعوبات والمشاكل التي يفرضها طغاة العصر ومفسدوه على المحرومين من البشر ولعل مجموع هذه المسائل الصعبة والشاقة، في الحقيقة ليست إلا تفسيراً ل "سير الإنسان بكدح" وكونه في "كبد".
مما لا شك فيه أن مثل هذا الكائن مع كلّ ما يعانيه من ضعف وعذاب ومشاكل هو بحاجة إلى الاستمداد من موجود أقوى وأسمى، ولما لم يكن في عالم الوجود معتمد وسند ذو قدرة سوى الله عزّ القوى منه سبحانه: {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [البقرة: 165]، فإن المستعان الوحيد هو "الله"، ولابد من استمداد العون منه وحده؛ كما علمنا الله عز وجل في سورة "الحمد" أن نقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]، كما وأمر على لسان موسى : {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} [الأعراف: 128]. وإن الله قد بيّن أيضاً طريق الاستعانة به وهو ذات ما جاء في الآية محط البحث واستعينوا بالصبر والصلوة ، أي إن سبيل الاستعانة بالله هو أن تعملوا على أن تقتربوا من مبدأ القدرة الوحيد، الأمر الذي لا يتحقق إلا من خلال الصبر والعبادة قربة إلى الله القوي والقاهر على كل شيء.
وبقطع النظر عن الحصر الموجود في تعابير من قبيل: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] و {وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ} [يوسف: 18] فإن الشاهد على أن المستعان الوحيد الله جل وعلا هو التعبير بقوله: {اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا} [الأعراف: 128] عوضاً عن "استعينوا بالله وبالصبر"؛ وذلك لأن مثل هذا التعبير يُظهر كذلك أن المستعان هو الله فحسب، وإذا كان تعالى قد أمر بعده بالصبر فإنه من باب تبيين سبيل الاستعانة بالله ليس إلا، ولو كانت الاستعانة بالله تحتمل الشريك لقال: "استعينوا بالله والصبر". بالطبع إن الاستعانة بالصبر لها عدل وشريك هو الاستعانة بالصلاة :{اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153]، لكن مثل هذه الشراكة لا تنافي حصر الاستعانة بالله؛ إذ أن الصبر والصلاة هما طريقان للاستعانة بالله تعالى؛ وبعبارة أخرى، فإن طريق الاستعانة بالله تنحصر في طاعته، وإن الصبر والصلاة هما مصداقان لطاعته؛ كما يقول الإمام الصادق له في تفسيره للآية محلّ البحث: "إذا نزلت بالرجل النازلة والشديدة فليصم فإن الله عز وجل يقول: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ} [البقرة: 153]، يعني الصيام"(1)، "ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ويركع ركعتين الله فيهما ؟ أما سمعت الله يقول: {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 153] (2)، "كان علي إذا هاله شيء فزع إلى الصلاة ثم تلا هذه الآية: {وَاسْتَعينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلوة} (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي، ج 4، ص 63؛ وتفسير الصافي، ج 1، ص 111.
(2) تفسير العياشي، ج 1، ص 62 ؛ وتفسير الصافي، ج 1، ص 111.
(3) الكافي، ج 3، ص 480؛ وتفسير الصافي، ج 1، ص 111.
|
|
هذا ما يفعله فيروس كورونا بجذع الدماغ الذي "يتحكم في الحياة"
|
|
|
|
|
تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول
|
|
|
|
|
العتبة العلوية المقدسة تقيم ندوة علمية في محافظة البصرة حول مكانة النبي محمد (ص) في القرآن الكريم
|
|
|