المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Loose Connective Tissue-Vestibular Fold
12-1-2017
التَّعَبُ في طَلَب المَعيشَة ـ بحث روائي
21-1-2016
خصائص اللغة
28-8-2021
John Stewart Bell
21-2-2018
نماذج «رواد» إدارة الجودة الشاملة - نموذج ايشيكاوا
2023-06-03
دعائم الأخلاق
2024-10-14


حول الشاب والتجربة  
  
1129   01:12 صباحاً   التاريخ: 2023-05-02
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص178 ــ 180
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قال الله تعالى في محكم كتابه : {فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف: 176].

التجربة ونمو العقل:

إن من عوامل النمو المكتسب للعقل التجارب التي يكتسبها الإنسان من مختلف المجالات طوال حياته لكي يطبقها عند اللزوم .

فالإنسان الذي يسمع أو يرى حادثة ما قد تترك أثرها في نفسه، يبقى يفكر فيها وفي أسبابها ونتائجها ، وهذا ما يكسبه تجربة من شأنها أن تنمي عقله وتفتح ذهنه وتفكيره . قال أمير المؤمنين (عليه السلام): العقل عقلان عقل الطبع وعقل التجربة وكلاهما يؤدي إلى المنفعة(1) .

إرشاد الفكر:

إن التجربة ترشد الفكر إلى الطريق الصحيح، والتجربة تزيل ستائر الوهم والظن، وتصنع من الإنسان إنساناً واقعياً. فالتجربة التي تأتي من العلوم الطبيعية أو من السبل الأخلاقية والتربوية أو من الحياة الفردية أو الاجتماعية أو من شتى مراحل الحياة العلمية والعملية، تكون نتائجها إيجابية وحميدة، والتجربة هي السبب في تنوير العقل وتعزيز القدرة الذهنية لدى الإنسان .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : التجارب لا تنقضي والعاقل منها في زيادة(2).

جديد العلم:

وعنه (عليه السلام) أيضاً : وفي التجارب علم مستأنف(3) .

«يقول «جان ديوي» : عندما نريد أن نجرب أمراً أو شيئاً ما ، فإننا نجري اختباراً عليه من جهة، ونحاول إدخال تعديل عليه يتلاءم ومحور التجربة من جهة ثانية، أي أننا ننفذ في صلب موضوع التجربة من جهة، ومن جهة ثانية فإن محور التجربة يتفاعل في نفوسنا، إذن للتجربة وجهان، وجه فاعل ووجه مفعول به، وبدون أحد هذين الوجهين لا يمكن للتجربة أن تنجح ، فهي من دون الوجه الفاعل لا يمكن أن تحصل ، وهي أيضاً من دون وجه المفعول به لن تكون سوى محاولة عقيمة».

تحقيق التعلم:

«إن المحاولة قد تؤدي إلى تغيير، ولكنها تفقد قيمتها كمحاولة إذا لم يكن لها تأثير. فعندما تؤدي المحاولة إلى تغيير ويكون لهذا التغيير أثره، تكون التجربة قد تحققت، وفي مثل هذه الحالة يتحقق التعلم» .

«إن الطفل الذي يقرب يده من النار ويترك النار تلسعه لا يمكن أن يصبح ذا تجربة ، ولكن الطفل الذي يمد يده نحو النار ويسحبها فور إحساسه بحرارتها ، يصبح ذا تجربة ، إذ ان ردة فعله دليل على إدراكه لمعنى النار، إن احتراق يد الطفل إذا لم يُثر فيه فهمه وإحساسه فإنه يكون أشبه باحتراق قطعة من الخشب ، أي أنها مجرد عملية كيميائية لا معنى لها ولا يمكن اعتبارها تجربة» .

«إن التجربة تستلزم التفكير، لأن التفكير يشكل حلقة الوصل المهمة بين ما نفعله تجاه الأشياء وبين ما تفعله الأشياء تجاهنا، وهو الرابط بين جهودنا ونتائج ما نقوم به من تجارب، لذا فإن التجربة لن تترك أثرها الا بالتفكير(4).

______________________________

(1) بحار الأنوار ج17، ص116.

(2) غرر الحكم، ص58.

(3) تحف العقول ، ص 96 .

(4) مقدمة على فلسفة التربية والتعليم، ص 105. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.