من موارد السقط والتحريف ونحوهما في أسانيد الروايات / عبد الله بن جعفر عن محمد بن سرو. |
1000
04:55 مساءً
التاريخ: 2023-06-05
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-03
988
التاريخ: 2024-05-06
672
التاريخ: 2023-07-04
1275
التاريخ: 2023-06-12
1009
|
عبد الله بن جعفر عن محمد بن سرو (1):
روى الشيخ (قدس سره) (2) بإسناده المعتبر عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن سرو (3) قال: كتبت إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام): ما تقول في رجل يتمتع العمرة الى الحج وافى غداة عرفة.
وقد نوقش في سند هذه الرواية بأن محمد بن سرو مجهول، ولا ذكر له في
كتب الرجال ولا في الأسانيد، فالرواية ضعيفة من جهته.
ولكن رجّح المحقق الشيخ حسن نجل الشهيد الثاني (قُدِّس سرُّهما) كون صاحب المكاتبة هو محمد بن جزك ــ الذي وثقه الشيخ (قدس سره) (4) ــ قائلاً: (الذي تحققته من عدة قرائن أن راوي هذا الحديث محمد بن جزك، وقد وجدته بصورة ما أثبته (5) في النسخ التي تحضرني لكتابي الشيخ، وبعضها قديم. والتعجب من هذا التصحيف كثير، وقد مضى في كتاب الصلاة (6) عن رواية حديث من أخبار الصلاة في السفر ووقع في تسميته نحو هذا التصحيف).
ومقصوده (قدس سره) بما ذكره في ذيل كلامه هو أن رواية أخرى قد أوردها الكليني عن (محمد بن جزك) وردت في بعض نسخ الفقيه عن (محمد بن شرف). فيلاحظ أن فيها صحف لفظ (جزك) بـ(شرف) وهنا صحف بـ(سرو) أو (سرد) أو (مسرور).
وقد علّق السيد الأستاذ (قدس سره) على كلامه قائلاً (7): (إن هذا منه (قدس سره) مجرد ظن وتخمين، فإن عبد الله بن جعفر وإن كان يروي عن محمد بن جزك وهو عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) إلا أن هذا لا ينافي أن يكون قد روى عن شخص آخر يسمى بـ(ابن سرد) مثلاً، وهو قد روى عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام).
فالجزم بذلك وأن هذا غلط وتحريف جزم بلا قرينة، بل غايته الظن الذي لا يغني عن الحق).
ولكن الإنصاف أن ما أفاده المحقق الشيخ حسن (قدس سره) ــ ووافقه عليه المحقّق التستري (قدس سره) (8) ــ قريب جداً، فإنه إذا لوحظ أن لفظة (جزك) ليست من الأسماء المأنوسة إلى الذهن التي يكثر استعمالها ويبعد التصحيف فيها، وأنها قريبة في رسم الخط من لفظة (سرد) و(سرو) ونحوهما، وأنه قد وقع تصحيفها بلفظة: (شرف) في موضع آخر، وأنه لا يوجد شخص في الأسانيد ولا في كتب الرجال يسمى بـ(محمد بن سرد) أو نحوه مما ورد في نسخ الرواية، وأن محمد بن جزك قد تكررت رواية عبد الله بن جعفر عنه عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، فإذا لوحظ هذا كله فليس من المستغرب حصول الاطمئنان بما أفاده المحقق صاحب المنتقى (قدس سره).
وبعبارة أخرى: إنّ وجود شخص آخر يسمّى بـ(محمّد) ويشبه اسم والده لفظة (جزك) في رسم الخط، مع كونه ممن روى عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) مكاتبة، وروى مكاتبته عبد الله بن جعفر الحميري، مما يحصل للممارس الألمعي ــ كالمحقق الشيخ حسن (قدس سره) ــ الظن القوي بخلافه، وليس هو من الظن الذي لا يغني عن الحق شيئاً، بل مما ينطبق على صاحبه قول الشاعر:
اليلمَعِيّ الذي يَظنُ بك الظنّ * * * كَأن قَد رأى وقَد سَمِعَا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|
|
هذا ما يفعله فيروس كورونا بجذع الدماغ الذي "يتحكم في الحياة"
|
|
|
|
|
تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول
|
|
|
|
|
من فلسطين إلى لبنان.. دعم المرجعية العُليا وتضامنها حاضر مع القضايا العادلة
|
|
|