المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2652 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


ذكر الجر والأسماء المجرورة  
  
1238   01:57 صباحاً   التاريخ: 2023-06-08
المؤلف : ابن السراج النحوي
الكتاب أو المصدر : الأصول في النّحو
الجزء والصفحة : ج1، ص: 410-429
القسم : علوم اللغة العربية / النحو / الكلام وما يتالف منه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-10-2014 1512
التاريخ: 14-10-2014 1231
التاريخ: 14-10-2014 5177
التاريخ: 14-10-2014 1569

 

ذكر الجر والأسماء المجرورة

الأسماء المجرورة تنقسم قسمين: اسم مجرور بحرف جر، أو مجرور بإضافة اسم مثله إليه وقولي جر وخفض بمعنى واحد.

ذكر حروف الجر:

حروف الجر تصل ما قبلها بما بعدها فتوصل الاسم بالاسم والفعل بالاسم ولا يدخل حرف / 478/ الجر إلا على الأسماء كما بينا فيما تقدم، فأما إيصالها الاسم بالاسم، فقولك: الدار لعمرو، وأما وصلها الفعل بالاسم فقولك: مررت بزيد فالباء هي التي أوصلت المرور بزيد.

وحروف الجر، تنقسم قسمين:

فأحد القسمين: ما استعملته العرب حرفاً فقط ولم يشترك في لفظه

الاسم ولا الفعل مع الحرف ولم تجره في موضع من المواضع مجرى الأسماء

ولا الأفعال.

والقسم الآخر: ما استعملته العرب حرفاً وغير حرف .

فالقسم الأول: وهو الحرف التي استعملته حرفاً فقط على ضربين:

فالضرب الأول منها: ألزم عمل الجر، والضرب الثاني : غير ملازم لعمل

الجر. فأما الحروف الملازمة لعمل الجرّ ،فمن وإلى، وفي، والباء، واللام. ولرب : باب يفرد به لخروجها عن منهاج أخواتها، وأنا مبين معنى حرف حرف منها .

أما «من»: فمعناها / 479 : ابتداء الغاية. تقول : سرت من موضع كذا إلى موضع كذا. وفي الكتاب : من فلان إلى (1) فلان. إنما يريد: ابتداؤه فلان وسيبويه يذهب إلى أنها تكون لابتداء الغاية في الأماكن (2) وتكون للتبعيض نحو قولك: هذا من الثوب وهذا منهم، تقول: أخذت ماله، ثم تقول : أخذت من ماله، فقد دلت على البعض (3) .

قال أبو العباس: وليس هو كما قال عندي؛ لأن قوله: أخذت من ماله، إنما ابتداء غاية ما أخذ فدل على التبعيض من حيث صار ما بقي انتهاء له والأصل واحد وكذلك أخذت منه درهماً وسمعت منه حديثاً، أي: أول الحديث، وأول مخرج هذه الدراهم، وقولك: زيد أفضل من عمرو (4) وإنما ابتدأت في إعطائه الفضل من حيث عرفت فضل عمرو فابتداء تقديمه هذا الموضع فلم يخرج من ابتداء الغاية. وقال في وقت آخر: مِنْ تكون / 480 على ثلاثة أضرب لابتداء الغاية كقولك : خرجت من الكوفة إلى البصرة، وللتبعيض كقولك: أخذت من ماله والأصل يرجع إلى ابتداء الغاية، لأنك إذا قلت أخذت من المال، فأخذك إنما وقع ابتداؤه من المال (5). ويكون لإضافة الأنواع إلى الأسماء (6) كقول الله تعالى : ( إِنَّمَا

الخَمْرُ وَالمَيْسِرُ والأَنْصَابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) (7). وكقول الله عز وجل: ﴿ وَعَدَ الله الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً ) (8) أي: من هؤلاء الذين آمنوا واجتنبوا الرجس من الأوثان . فقولك : رجس جامع للأوثان وغيرها. فإذا قلت من الأوثان فإنما معناه الذي ابتداؤه من هذا الصنف، قال: وكذلك قول سيبويه هذا باب علم ما الكلم من العربية (9)؛ لأن الكلم يكون عربياً وعجمياً فأضاف النوع وهو الكلم إلى اسمه الذي يبين به ما هو وهو العربية وتكون زائدة / 481 قد دخلت على ما هو مستغن من الكلام إلا أنها تجر لأنها حرف إضافة نحو قولهم: ما جاءني من أحد، وما كلمت من أحد، وكقوله عز وجل : ( أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْكُم مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) (10) إنما هو خير ولكنها توكيد وكذلك: ما ضربت من رجل، إنما هو: ما ضربت رجلاً ، فهذا موضع زيادتها إلا أنه موضع دلت فيه على أنه للنكرات دون المعارف، ألا ترى أنك تقول ما جاءني من أحد، وما جاءني من رجل، ولا تقول: ما جاءني من عبد الله ؛ لأن رجلا في موضع الجمع، ولا يقع المعروف هذا الموضع لأنه شيء قد عرف بعينه ألا ترى أنك تقول: عشرون درهماً ولا تقول عشرون ،الدرهم، وقال سيبويه: إذا قلت: ما أتاني من رجل، أكدت «من» لأنه موضع تبعيض فأراد أنه لم يأته بعض الرجال والناس وكذلك ويحه من رجل إنما أراد أن يجعل التعجب من بعض الرجال (482/25 وكذلك: لي ملؤه من عسل وقال كذلك: أفضل من زيد. إنما أراد أن يفضله على بعض ولا يعم، وجعل زيداً الموضع الذي ارتفع منه أو سفل منه في قولك شرّ من زيد وكذلك إذا قال: أخزى الله الكاذبين مني ومنك إلا أن هذا وأفضل لا يستغنى عن «من» فيهما، لأنها توصل الأمر إلى ما بعدها وقال وتقول رأيته من ذلك الموضع فجعلته غاية رؤيتك كما جعلته غاية حيث أردت الابتداء (11) .

وأما «إلى» فهي للمنتهى (12) تقول: سرت إلى موضع كذا، فهي منتهى سيرك، وإذا كتبت من فلان إلى فلان فهو النهاية، فمن الابتداء، وإلى الانتهاء، وجائز أن تقول سرت إلى الكوفة وقد دخلت الكوفة، وجائز أن تكون بلغتها ولم تدخلها لأن «إلى» نهاية فهي تقع على أول الحد، وجائز أن تتوغل في المكان، ولكن تمتنع من مجاوزته؛ لأن النهاية غاية /483 قال أبو بكر: وهذا كلام يخلط معنى «من» بمعنى «إلى» فإنما «إلى» للغاية و «من» لابتداء الغاية وحقيقة هذه المسألة : أنك إذا قلت: رأيت الهلال من موضعي «فمن لك وإذا قلت رأيت الهلال من خلال السحاب، «فمن» للهلال والهلال غاية لرؤيتك، فكذلك جعل سيبويه «من» غاية في قولك: رأيته من ذلك الموضع، وهي عنده ابتداء غاية إذا كانت «إلى» معها مذكورة أو منوية، فإذا استغنى الكلام عن «إلى» ولم يكن يقتضيها جعلها غاية ويدل على ذلك قوله: ما رأيته مذ يومين فجعلتها غاية كما قلت أخذته من  ذلك المكان، فجعلته غاية ولم ترد منتهى أي لم ترد ابتداء له منتهى(13). أي: استغنى الكلام دون ذكر المنتهى، وهذا المعنى ،أراد، والله أعلم، وهذه المسألة ونحوها إنما / 484 تكون الأفعال المتعدية نحو: رأيت وسمعت وشممت وأخذت تقول: سمعت من بلادي الرعد من السماء، ورأيت من موضعي البرق من السحاب وشممت من داري الريحان من الطريق، «فمن» الأولى للفاعل و «من» الثانية للمفعول، وعلى هذا جميع هذا الباب، لا يجوز عندي غيره، إنما جاز هذا لأن للمفعول حصة من الفعل كما للفاعل. وبعض العرب يحذف الأسماء مع «من» وقد ذكرنا بعض ذلك فيما قد مضى، قال الله تعالى : وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقام مَعْلُومٌ (14) : والتأويل . أصحابنا (15): وما منا أحد إلا له. والكوفيون يقولون إن «مَنْ» تضمر مع «من» وفي التأويل عندهم: إلا من له مقام / 485 وما كان بعده شيء يسم غاية، قال سيبويه : «إلى» منتهى لابتداء الغاية يقول : مِنْ كذا إلى كذا. ويقول: الرجل : إنما أنا إليك، أي: أنت غايتي وتقول : قمت إليه فتجعله منتهاك من مكانك (16). «في»: وفي معناها الوعاء. فإذا قلت فلان في البيت، فإنما تريد أن البيت قد حواه، وكذلك المال في الكيس، فإن قلت: في فلان عيب فمجاز واتساع، لأنكَ جعلت الرجل مكاناً للعيب يحتويه، وإنما هذا تمثيل بذاك، وكذلك تقول : أتيتُ فلاناً وهو في عنفوان شبابه، أي: وهو في أمره ونهيه، فهذا تشبيه وتمثيل أي : أحاطت به هذه الأمور، قال (17): وإن اتسعت في الكلام فإنما تكون كالمثل يجاءُ به يقارب الشيء وليس مثله(18). «الباء»: معناه الإلصاق (19) ، فجائز أن يكون معه استعانة، وجائز لا يكون، فأما الذي معه استغانة فقولك : كتبت بالقلم /486 وعمل الصانع بالقيدوم (20) والذي لا استعانة معه فقولك : مررت بزيد، ونزلت بعبد الله . وتزاد في خبر المنفي توكيداً نحو قولك: ليس زيد بقائم، وجاءت زائدة في قولك : حسبك بزيد، وكفى بالله شهيداً، إنما هو كفى الله .

قال سيبويه: باء الجر إنما هي للإلزاق والاختلاط وذلك قولك: خرجت بزيد ودخلت به وضربته بالسوط الزقت ضربك إياه بالسوط، فما اتسع من هذا الكلام، فهذا أصله (21).

«اللام» اللام لام ،الإضافة قال سيبويه : معناها الملك والاستحقاق، ألا ترى أنك تقول : الغلام لك، والعبد لك، فيكون في معنى: هو عبد لك، وهو أخ لك فيصير نحو هو أخوك، فيكون هو مستحقاً لهذا، كما يكون مستحقاً لما يملك فمعنى هذا اللام معنى إضافة الاسم (22)" وقال أبو العباس: لام الإضافة تجعل الأول لاصقاً بالثاني487(23) ويكون المعنى: ما يوجد في الأول، تقول: هذا غلام لزيد، وهذه دار لعبد الله . فأما تسميتهم إياها لام الملك فليس بشيء إذا قلت هذا غلام لعبد الله، فإنما دللت على الملك من الثاني للأول، فإذا قلت هذا سيد لعبد الله دللت بقولك، على أن الثاني للأول. وإذا قلت هذا أخ لعبد الله، فإنما هي مقاربة وليس أحدهما في ملك الآخر.

ولام الاستغاثة :

هي هذه اللام إلا أن هذه تكسر مع الظاهر الاسم وتلك تفتح وقد مضى ذكر ذلك في حد النداء فلام الاضافة حقها الكسر إلا أن تدخلها على مكنى (24) نحو قولك: له مال ولك، ولهم، ولها، فهي ذلك مفتوحة وهي في الاستغاثة كما عرفتك مفتوحة. جميع

قال سيبويه: إنما أردت أن تجعل ما يعمل في المنادى مضافاً إلى بكر (25)/488 باللام يعني بذلك الفعل المضمر الذي أغنت عن إظهاره «يا» وقد مضى تفسير هذا فهذه الحروف التي للجر كلها تضيف ما قبلها إلى ما بعدها. فإذا قلت سرت من موضع كذا فقد أضفت السير إلى ما بعدها، فإذا قلت مررت ،بزيد فقد أضفت المرور إلى زيد بالباء. وكذلك إذا قلت: هذا لعبد الله، فإذا قلت أنتَ في الدار، فقد أضفت كينونتك في الدار إلى الدار «بفي» فإذا قلت فيك خصلة سوء فقد أضفت إليه الرداءة بفي) فهذه الحروف التي ذكرت لك، تدخل على المعرفة والنكرة والظاهر والمضمر، فلا تجاوز الجر.

واعلم أن العرب تتسع (26) فيها فتقيم بعضها مقام بعض إذا تقاربت المعاني، فمن ذلك: الباء تقول : فلان بمكة وفي مكة (27)، وإنما جازا معاً لأنك إذا قلت: فلان / 489 بموضع كذا وكذا. فقد خبرت عن اتصاله والتصاقه بذلك الموضع، وإذا قلت في موضع كذا فقد خبرت «بفي» عن احتوائه إياه وإحاطته به فإذا تقارب الحرفان فإن هذا التقارب، يصلح لمعاقبة، وإذا تباين معناهما لم يجز، ألا ترى أن رجلا لو قال: مررت في زيد، أو كتبت إلى القلم، لم يكن هذا يلتبس به، فهذا حقيقة تعاقب حروف الخفض، فمتى لم يتقارب المعنى، لم يجز، وقد حكي : كنت بالمال حرباً وفي المال حرباً، وهو يستعلي الناس بكفه وفي كفه. وقال في قول طرفة :

وإن يَلْتقِ الحَيُّ الجَميعُ تلاقني      إلى ذِرْوَةِ البيت الكَرِيم المصمد (28)

إن «إلى» بمعنى «في» ولا يجوز أن يدخل حرف من هذه التي ذكرت على حرف منها فلا يجوز أن تدخل الباء على «إلى»، ولا اللام على «من»، ولا «في» على «إلى»، ولا شيئاً / 490 منها على آخر.

باب رُبَّ

رب : حرف جر، وكان حقه أن يكون بعد الفعل موصلا له إلى المجرور كأخواته إذا قلت مررت برجل وذهبت إلى غلام لك، ولكنه لما كان معناه التقليل (29) وكان لا يعمل إلا في نكرة فصار مقابلاً «لكم» إذا كانت خبراً، فجعل له صدر الكلام كما جعل لكم» وآخر الفعل والفاعل، فموضع رب وما عملت فيه نصب، كما أن موضع الباء ومن وما عملنا فيه نصب إذا قلت مررت بزيد وأخذت من ماله. ويدل على ذلك أن «كم» يُبنى عليها، ورب: لا يجوز ذلك فيها، وذلك قولهم : كم رجل أفضل منك، فجعلوه خبراً لكم»، كذلك رواه سيبويه عن يونس عن أبي عمرو بن العلاء: أن العرب تقوله (30) ، ولا يجوز أن تقول : رُبَّ رجل أفضل منك، لا يجوز أن تجعله /491 خبراً لِرُب كما جعلته خبراً «لكم»، ومما يتبين أن رُبَّ حرف وليست باسم «ككم» أن «كم» يدخل عليها حرف الجر ولا يدخل على

رب ، تقول : بكم رجل مررت وإنك تولي «كم» الأفعال ولا توليها رب. قال أبو العباس: رُبَّ تنبىء عما وقعت عليه أنه قد كان وليس بكثير،

باب (رب)

فلذلك لا تقع إلا على نكرة؛ ولأن ما بعدها يخرج مخرج التمييز، تقول: رب رجل قد جاءني فأكرمته، ورب دار قد أبتنيتها وأنفقت عليها، وقال في موضع آخر رب معناها الشيء يقع قليلاً ولا يكون ذلك الشيء إلا منكوراً، لأنه واحد يدل على أكثر منه ولا تكون رب إلا في أول الكلام لدخول هذا المعنى فيها (31).

قال أبو بكر والنحويون كالمجتمعين على أن رُبَّ جواب إنما تقول : / 492 رُبَّ رجل عالم ، لمن قال: رأيت رجلاً عالماً، أو قدرت ذلك فيه، فتقول: رُبَّ رجل عالم تريد رُبَّ رجل عالم قد رأيتُ، فضارعت أيضاً حرف النفي إذا كان حرف النفي يليه الواحد المنكور وهو يراد به الجماعة. فهذا أيضاً مما جعلت له صدراً.

واعلم أن الفعل العامل فيها أكثر ما يستعمله العرب محذوفاً، لأنه جواب وقد علم فحذف وربما جيء به توكيداً وزيادة في البيان، فتقول: رب رجل عالم قد أتيت، فتجعل هذا هو الفعل الذي تعلقت به «رب» حتى يكون في تقديره : برجل عالم ،مررت وكذلك إذا قال: رب رجل جاءني فأكرمته، وأكرمته، فها هنا فعل أيضاً محذوف فكأنه قال له قائل : ما جاءك رجل فأكرمته وأكرمته، فقلت: رُبَّ رجل جاءني فأكرمته وأكرمته، أي: قد كنت فعلت ذاك، فيكون / 493 جاءني وما بعده صفة رجل، والصفة والموصوف بمنزلة اسم واحد والكلام بعد ما تم، فإن لم تضمر: قد فعلت، وما أشبه ذلك وإلا، لم يجز، فإذا قال: ما أحسنت إلي. قلت: رُبَّ إحسان قد تقدم إليك مني، فكأنك قلت : قد فعلت من إحسان إليك قد تقدم. قال قائل : لم لزم الصفة؟ قيل: لأنه أبلغ في باب التقليل لأن رجلاً قائماً أقل من رجل وحده، فخصت بذلك، والله أعلم.

وكذلك لو قلت رب رجل جاهل ،ضربت، إن جعلت ضربت هو العامل في رب. فإن جعلته صفة أضمرت فعلاً نحو ما ذكرنا. فصار معنى الكلام : رُبَّ رجل جاهل ضربت قد فعلت ذاك.

واعلم : انه لا بد للنكرة التي تعمل فيها «ربّ» من صفة، إما اسم وإما فعل، لا يجوز أن تقول : رُبَّ رجل وتسكت حتى تقول: رُبَّ رجل صالح أو تقول : رجل يفهم ذاك / 494 ورب حرف قد خولف به أخواته واضطرب النحويون في الكلام فيه. وهذا الذي خبرتك به ما خلص لي بعد مباحثة أبي العباس - رحمة الله - وأصحابنا المنقبين الفهماء وسأخبرك ما قال سيبويه والكوفيون فيه قال سيبويه : إذا قلت رب رجل يقول ذاك فقد أضفت القول إلى الرجل بِرُب (32) ، وكذلك يقول من تابعه على هذا القول، إذا قال: رب رجل ظريف ، قد أضافت رُب الظريف إلى رجل، وهذا لا معنى له؛ لأن اتصال الصفة بالموصوف يغني عن الإضافة. وأما الكوفيون ومن ذهب مذهبهم فيقولون رب وضعت على التقليل (33) نحو: ما أقل من يقول ذاك، وكم وضعت على التكثير نحو قولك: ما أكثر من يقول ذاك، وإنما خفضوا «لكم» لأن من تصحبها تقول: كم من رجل، ثم تسقط من، وتعمل، فكذلك / 495 : رُبَّ وإن لم تر «من» معها كما قال: ألا رجل ومن رجل، وهم يريدون : أما من رجل، وحكي عن الكسائي أو غيره من القدماء: أن بعض العرب يقول : رُبَّ رجل ظريف فترفع ظريفاً، تجعله خبراً لرب» ومن فعل هذا فقد جعلها اسماً، وهذا إنما يجيء على الغلط والتشبيه، وفي رب لغات: رُبَّ، ورُبَّ يا هذا، ومن النحويين من يقولُ: لو سكنت جازَ : وربت.

واعلم أن رُبَّ تستعمل على ثلاثة وجوه (34).

فالوجه الأول: هو الذي قد ذكرت من دخولها على الاسم الظاهر النكرة (35) وعملها فيه وفي صفته الجر.

والوجه الثاني: دخولها على المضمر على شريطة التفسير، فإذا أدخلوها على المضمر نصبوا الاسم الذي يذكرونه للتفسير بعد المضمر، فيقولون: ربه رجلا، والمضمر ها هنا كالمضمر في «نعم» إذا قلت: نعم رجلاً / 496 زيد، إلا أن المضمر في «نعم» مرفوع لأنه ضمير الفاعل، وهو مع رب مجرور، وإنما جاز في رُبَّ وهي ! لا تدخل إلا على نكرة من أجل أن المعنى تؤول إلى نكرة، وليس هو ضمير مذكور وحق الإضمار أن يكون بعد مذكور، ولكنهم ربما خصوا أشياء بأن يضمروا فيها على شريطة التفسير وليس ذلك بمطرد في كل الكلام، وإنما يخصون به بعضه فإذا فعلت ذلك نصبت ما بعد الهاء على التفسير، فقلت ربه رجلاً، وهذه الهاء على لفظ واحد وإن وليها المذكر أو المؤنث أو الاثنان أو الجماعة موحدة على كل حال (36).

والوجه الثالث: أن تصلها فتستأنف ما بعدها وتكفها عن العمل، فتقول: ربما قام زيد وربما قعد وربما زيد ،قام وربما فعلت كذا (37)، ولما كانت رب، إنما تأتي لما مضى فكذلك ربما لما وقع بعدها الفعل /497 كان حقه أن يكون ماضياً، فإذا رأيت الفعل المضارع بعدها، فثم إضمار كان قالوا : في قوله : (و ربما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ) (38)، أنه لصدق

الوعد كأنه قد كان كما قال: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ ) (39) . ولم يكن، فكأنه قد كان لصدق الوعد. ولا يجوز رُبَّ رجل سيقوم، وليقومن غداً (40) ، إلا أن تريد رُبَّ رجل يوصف بهذا تقول رب رجل مسيء اليوم ومحسن غداً، أي: يوصف بهذا، ويجوز ربما رجل عندك فتجعل: «ما» صلة ملغاة. واعلم أن العرب تستعمل الواو مبتدأة بمعنى: «رب» فيقولون: وبلد

قطعت، يريدون ورب (41) بلد وهذا كثير .. وقال بعض النحويين : أن الواو التي تكونَ مع المنكرات ليست بخلف من «رب» ولا كم، وإنما تكون مع حروف الاستفهام، فتقول: وكم قد رأيت، وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ) (42)، يدل على التعجب تسقط / 498 كم وتترك الواو، ولا تدخل مع رُبَّ، ولو كانت خلفاً من «كم» لجاز أن يدخل عليها النسق كما فعل بواو اليمين وهي عندي : واو العطف، وهذا أيضاً مما يدل على أن رب جواب وعطف على كلام.

مسائل من هذا الباب :

تقول : رُبَّ رجل قائم ،وضارب، وَرُبَّ رجل يقوم ويضرب وتقول: رب رجل قائم نفسه وعمرو، ورب رجل قائم ظريفاً، فتنصب على الحال من «قائم» وتقول: رب رجل ضربته وزيداً، ورب رجل مررت به، فتعيد الباء، لأن المضمر المجرور لا ينسق عليه بالاسم الظاهر، وتقول: رب رجل قائم هو وزيد، فتؤكد ما في «قائم» إذا عطفت عليه ويجوز أن تقول: رب رجل قام وزيد، فتعطف على المضمر من غير تأكيد وتقول: رب رجل كان قائماً، وظننته قائماً، ففي «كان» ضمير رجل وهو اسمها وقائماً / 499 خبرها . وكذلك : الهاء في ظننته» ضمير رجل وهو مفعولها الأول. وقائماً مفعولها الثاني وإذا قلت رب رجل قد رأيت ورب ،امرأة، فالاختيار أن تعيد الصفة فتقول : ورب امرأة قد رأيت، لأنك قد أعدت رُب، وقد جاء عن العرب إدخال «رُبَّ» على «من» إذا كانت نكرة غير موصولة إلا أنها إذا لم توصل لم يكن بد من أن توصف لأنها مبهمة حكي عنهم مررت بمن صالح، ورب من يقوم ظريف، وقال الشعر.

صالح، ورب من يقوم ظريف، وقال الشعر. يَا رُبَّ مَنْ تَغْتَشِه لَكَ نَاصِح ومُؤتَمَنِ بالغَيْبِ غَيْرِ أُمِينِ(43)

وتدخل رب على مثلك وشبهك إذ كانتا لم تتصرفا بالإضافة وهما نكرتان في المعنى. وتقول رب رجل تختصم وامرأة وزيد ولا يجوز الخفض لأنه لا يتم إلا باثنين، فإن قلت رب / 500 رجلين مختصين وامرأتين جاز لك الخفض والرفع، فتقول وامرأتان وامرأتين أما الخفض: فبالعطف على «رجلين»، والرفع بالعطف على ما في مختصمين، ولو قلت: رُبَّ رجلين مختصمين هما وامرأتان فأكدت ثم عطفت لكان أجود حكي عن بعضهم: أنه يقول: إذا جاء فعل يعني بالفعل اسم الفاعل بعد النعت رفع نحو قولك : رب رجل ظريف ،قائم والكلام الخفض وزعم الفراء : أنهم توهموا «كم» إذ كانوا يقولون : كم رجلاً قائم وتقول: رب ضاربك قد رأيت، ورب شاتمك لقد لقيت، لأن التنوين في تينك يريد ضارب لك، وإن قلت: ضاربك أمس، لم يجز لأنه معرفة والأخفش يعترض بالأيمان فيقول : رُبَّ - والله - رجل قد رأيت ، ورُبَّ / 501 رجل قد رأيت، وهذا لا يجوز عندنا، لأنّ حروف الجر لا يفصل بينها وبين ما عملت فيه(44) وسائر النحويين يخالفونه.

وحكى الكوفيون ربه رجلاً قد رأيت، وربهما رجلين رجالاً ، وربهم وربه رجالاً، وربهن نساء وربه نساء (45) مَنْ وحد. فلأنه كناية عن مجهول ومن لم يوحد فلأنه رد كلام كأنه قال: له مالك جوار؟ فقال: ربهن جوار قد ملكت.

وكان الكسائي يجيز: رب مَنْ قائم، على أنه استفهام ويخفض «قائماً»

والفراء يأباه، لأن كل موضع لم تقعه المعرفة لم يستفهم بمن فيه.

والضرب الثاني: من حروف الجر وهوما كان غير ملازم للجر. وذلك حتى والواو فواو القسم وهي بدل من الباء (46) وأبدلت لأنها من الشفة مثلها .

والتاء تستعمل في القسم في الله عز وجل، وهي بدل من الواو، والتاء قد تبدل من الواو في مواضع 502 ستراها وقد خصوا القسم بأشياء، ونحن نفرد باباً للأسماء المخفوضة في القسم وأما الواو التي تقع موقع رب فقد مضى ذكرها .

حتى منتهى لابتداء الغاية بمنزلة «إلى»، إلا أنها تقع على ضربين: إحداهما : أن يكون ما بعدها جزءاً مما قبلها وينتهي الأمر به. والضرب الآخر ينتهي الأمر عنده ولكنها قد تكون عاطفة وتليها الأفعال. ويستأنف الكلام أن بعدها ولها تصرف ليس لإلى»، «ولإلى» أيضاً مواقع لا تقع «حتى» فيها. فأما الضرب الأول وهو ما ينتهي به الأمر، فإنه لا يجوز أن يكون الاسم بعد حتى إلا من جماعة كالاستثناء لا يجوز أن يكون بعد واحد ولا اثنين، لأنه جزء من جماعة، وإنما يذكر لتحقير أو تعظيم أو قوة أو ضعف وذلك قولك : ضربتُ القومَ حتى زيد فزيد من /503 القوم وانتهى الضرب به، فهو مضروب مفعول، ولا يخلو أن يكون أحقر من ضربت أو أعظمهم شأناً وإلا فلا معنى لذكره، وكذلك المعنى إذا كانت عاطفة، كما تعطف الواو، تقول : ضربت القوم حتى عمراً. فعمرو من القوم به انتهى الضرب. وقدم الحاج حتى المشاة والنساء. فهذا في التحقير والضعف، وتقول: مات الناسُ حتى الأنبياء والملوك، فهذا في التعظيم والقوة، ولك أن تقول: قام القوم حتى زيد، جر، وإن كان في المعنى : جاء، لأنك انتهيت بالمجيء إليه بحتى، فتقدير المفعول، وقد بينا فيما تقدم أن كل فعل معه فاعله تعدى بحرف جر إلى اسم فموضعه نصب.

قال أبو بكر والأحسن عندي في هذا إذا أردت أن تخبر عن زيد بفعله أن تقول / 504 : القوم حتى زيد فإذا رفعت فحكمه حكم الفاعل في أنه لا بد منه، فإذا خفضت فهو كالمنصوب الذي يستغني الفاعل دونه وأما قول الشاعر:

ألقى الصَّحِيفَة كَيْ يُخَفِّفَ   رَحْلَهُ والزاد حتَّى نَعلَه أَلْقَاهَا(47)

فلك فيه الخفض، والرفع والنصب فالخفض على ما خبرتك به، والنصب فيه وجهان فوجه أن يكون منصوباً بألقى» ومعطوفاً على ما عمل فيه «ألقى»، ويكون ألقاها توكيداً والوجه الثاني : أن تنصبه بفعل مضمر يفسره «ألقاها» والرفع على أن يستأنف بعدها والمعنى ألقى ما في رحله حتى نعله هذه حالها، وإذا قلت العجب حتى زيد يشتمني، فالمعنى: العجب لسب الناس إياي حتى زيد يشتمني. قال الفرزدق. فيا عَجَباً حَتَّى كُلَيْب تَسبني كأنَّ أباها نَهْشَل أو مُجَاشِع (48) فإذا قلت مررتُ بالقوم حتى زيد فإن أردت العطف/505 فينبغي أن تعيد الياء لتفرق بين ما أنجر بالباء وبين ما أنجر «بحتى».

الضرب الثاني: المجرور بحتى وهو ما انتهى الأمر عنده، وهذا الضرب لا يجوز فيه إلا الجر، لأن معنى العطف قد زال وذلك قولك: إن فلاناً ليصوم الأيام حتى يوم الفطر، فانتهت «حتى» بصوم الأيام إلى يوم الفطر، ولا يجوز أن تنصب «يوم الفطر»، لأنه لم يصمه، فلا يعمل الفعل فيما لم يفعله، وكذلك إذا خالف الاسم الذي بعدها ما قبلها نحو قولك: قام القوم حتى الليل، فالتأويل: قام القوم اليوم حتى الليل. واعلم أنك إذا قلت: سرتُ حتى أدخلها، فحتى على حالها في عمل الجر، وإن كان لم يظهر هنا وإن وصلتها اسم وقال سيبويه : إذا قلت: سرت حتى أدخلها، فالناصب للفعل ها هنا هو الجار للاسم إذا كان غاية(49). فالفعل إذا كان غاية منصوب والإسم كان غاية جر / 506 وهذا قول الخليل(50). وقال سيبويه : إنها تجيء مثل كي التي فيها إضمار (أن) وفي معناها وذلك قولك: كلمتك حتى تأمر لي بشيء (51) : قال سيبويه : لحتى في الكلام نحو ليس لإلى، تقول إنما أنا إليك، أي أنت غايتي، ولا تكون حتى ها هنا (52). أعم من «حتى»، تقول: قمت إليه فجعلته منتهاك من مكانك ولا تقول : حتاه، وغير سيبويه يجيز حتاه وحتاك في الخفض (53) ، ولا يجيزون في النسق، لأن المضمر المتصل لا يلي حرف النسق لا تقول: ضربت زيداً وك يا هذا، ولا قتلت عمراً . وه ، إنما يقولون في مثل هذا إياك وإياه، والقول عندي ما قال سيبويه : لأنه غير معروف اتصال حتى بالكاف وهو في القياس غير ممتنع .

مسائل من هذا الباب:

تقول: ضربت القوم حتى زيداً وأوجعت، تنصب لأنك جئت بحرف نسق على الأول وكذلك /507 : ضربت القوم حتى قوم النصب في هذا لا غير لأنك جئتَ بحرف نسق على الأول، تريد حتى ضربت زيداً وأوجعت، وثم أوجعت.

قال أبو بكر: وهذا عندي على ما يقدر المتكلم أن قدر الإيجاع لزيد فالنصب هو الحسن، وإذا كان الإيجاع للقوم جاز عندي النصب والخفض، وتقول: ضربت القوم . حتى زيداً أيضاً، وحتى زيداً زيادة، وحتى زيداً فيها أظن، لأن هذه دلت على المضمر كأنك قلت: حتى ضربت زيداً فيما أظن. وحتى ضربت زيداً أيضاً فإن جعلت: «فيها أظن» من صلة الأول خفضت، كأنك قلت: ضربتُ القومَ فيما أظن حتى زيد وتقول: أتيتك الأيام حتى يوم الخميس، ولا يجوز حتى يوم لأنه لا فائدة فيه، وكذلك لو قلت: صمت الأيام إلا يوماً، فإن وقت ما بعد إلا وما بعد «حتى» حسن وكانت فيه فائدة فقلت /508: صمتُ الأيام إلا يوم الجمعة، وحتى يوم الجمعة. وقال قوم: إن أردت مقدار يوم جاز فقلت على هذا: أتيتك الأيام حتى يوم. وقالوا : فإن قلت: أتيتك كل وقت حتى ليلاً. وحتى نهاراً، وكان الأول غير موقت والثاني غير موقت نصبت الثاني كما نصبت الأول وكان الخفض قبيحاً.

قال أبو بكر: وجميع هذا إنما يراعي به الفائدة واستقامة الكلام صلحا فيه فهو جائز. ونقول : ضربتُ القومَ حتى إن زيداً لمضروب. فإذا أسقطت اللام، فإن كانت «إن» مع ما بعدها بتأويل المصدر فتحتها، قال سيبويه : قد عرفت أمورك حتى أنك أحمق كأنه قال: حتى حمقك، وقال: هذا قول الخليل(54)، فهذا لأن الحمق جاء بتأويل المصدر وقد مضى تفسير ذا.

وتقول: ضربت القوم حتى كان زيد مضروباً، وضربت القوم حتى لا مضروب صالحاً فيهم / 509 جاز في هذا كما جاز الاستئناف والابتداء بعدها، فلما جاز الابتداء جاز ما كان بمنزلة الابتداء - وتقول : لا أتيك إلى عشر من الشهر. وحتى عشر من الشهر، لأنك تترك الإتيان من أول العشر إلى آخر هذه فتقع هنا «حتى» وإلى ولا تقول : آتيك حتى عشر، إلا أن تريد: آتيك وأواظب على إتيانك إلى عشر. وتقول : كتبتتُ إلى زيد، ولا يجوز حتى زيد لأنه ليس هنا ما يستثنى منه زيد على ما بينت لك فيما تقدم.

وقوم يجيزون ضربتُ القومَ حتى زيداً فضربت، إن أردت كلامين، وقالوا: يجوز فيه الخفض والنصب والاختيار عندهم الخفض، قالوا: وإن اختلف الفعل أدخل في الثاني الفاء ولم تسقط وخفض الأول نحو قولك: ضربت القوم حتى زيد فتركت ولا يكون ضربت القوم حتى تركت زيداً. وتقول : جَلسَ حتى إذا تهيأ ،أمرنا ،قام وأقام حتى ساعة تهيأ أمرنا قطع علينا، وانتظر حتى يوم شخصنا مضى معنا / 510 فيوم وساعة مجروران، وإذا في موضع جر، وهذا قول الأخفش، لأن قولك جلسَ حتى ساعة تهيا أمرنا ذهب إنما قولك : ذهب جواب لتهيا وحتى واقع على الساعة وهي غاية له. وتقول: انتظر حتى إن قسم شيء أخذته منه، فقولك: أخذت منه راجع إلى قسم وهو جوابه وقع الشرط والجواب بعدها كما استؤنف ما بعدها وكما وقع الفعل والفاعل والابتداء والخبر. وتقول: أقم حتى متى تأكل تأكل معنا. فأي مبتدأه لأنها للمجازاة، وكذلك : أجلس يخرج مخرج معه، وأقم حتى أ أينا حتى أي يخرج تخرج وقال الأخفش: يقول لك الرجل: ائتني، فتقول: إما حتى الليل فلا،

وإما حتى الظهر فلا وإما إلى الليل فلا ولا يحسن فيه إلا الجر، وقال تقول : كل القوم حتى أخيك / 511 وهو الآن غاية، وذلك أنه لا بد لكل القوم من جر، وتقول: كل القوم حتى أخيك فيها، لأنك أردت : كل القوم فيها حتى أخيك. وتقول: كل القوم حتى أخيك ضربت. وقال الأخفش في كتابه الأوسط: إن قوماً يقولون : جاءني القوم حتى أخوك، يعطفون الأخ على «القوم»، وكذلك ضربت القوم حتى أخاك، قال: وليس بالمعروف. وتقول: ضربت القوم حتى زيدٍ ،ضربته على الغاية ولو قلت حتى زيد مضروب فجررت زيداً، لم يكن كلاماً، لأن مضروباً وحده لا . لأنه يستغني، اسم واحد كما استغنى ضربته فعل وفاعل، وهو كلام تام .

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) في كتاب سيبويه ،307/2 ، وتقول إذا كتبت كتاباً من فلان إلى فلان ...

(2) أنظر الكتاب ،307/2 ويرى الكوفيون أن من تكون للابتداء في الزمان أيضاً. انظر: الإنصاف / 328.

(3) انظر الكتاب 307/2

(4) أنظر المقتضب 44/1 و 136/4 وقال سيبويه :307/2: وكذلك هو أفضل من زيد إنما أراد أن يفضله على بعض ولا يعم وجعل زيداً الموضع الذي ارتفع منه أو سفل منه. وقد غلط المبرد سيبويه في هذا الموضع وذلك موجود في الانتصار /313- 316

(5) أنظر المقتضب 136/4 و 44/1 .

(6) نص المرد هنا عير موجود في المقتضب ولا في الكامل.

(6) المائدة: 90 .

(7) المائدة :

(8) أنظر: الكتاب 2/1.

(9) البقرة : 105 في البحر المحيط 340/1 من زائدة والتقدير: خير من ربكم...

(10) أنظر الكتاب 307/2

 (11) أنظر: الكتاب / 307 - 308

(12) قال سيبويه 310/2 وأما إلى فمنتهى لابتداء الغاية تقول: من كذا إلى كذا. ويقول الرجل إنما أنا إليك، إنما أنت غايتي

وقال المبرد في المقتصب 139/4 ، أما «إلى» فإنما هي للمنتهى، ألا ترى أنك تقول: ذهبت إلى زيد وسرت إلى عبد الله . ووكلتك إلى الله .

(13) أنظر الكتاب 308/2 و 310/2 .

(14) الصافات / 64 ، وانظر: الكشاف 312/1 ، والبحر المحيط 392/3، قال الزجاج: وحذف أحد لأنه مطلوب في كل نفي يدخله الاستثناء نحو ما قام إلا زيد، ومعناه :

ما قام أحد إلا زيد. وانظر المغني 166/1 .

(15) أي : البصريون.

(16) انظر: الكتاب 310/2

(17) أي : سيبويه. انظر: الكتاب 308/2

(18) انظر الكتاب ،308/2 ، وانظر: المقتضب 139/4 .

(19) قال المبرد في المقتضب 142/4، وأما الباء فمعناه الإلصاق بالشيء. وذلك قولك مررت بزيد والباء الصقت مرورك ،بزيد وكذلك لصقت به. وانظر: المقتضب 39/1 .

(20) القيدوم: قيدوم الرجل قادمته .

(21) انظر: الكتاب 304/2

(22) انظر: الكتاب 304/2

(23) انظر: المقتضب 143/4 و 1 / 39 وص / 354 و 37/2.

(24) أي ضمير وهو من اصطلاحات الكوميين.

(25) انظر الكتاب 209/1

(26) البصريون يرون أن حروف الجر لا ينوب بعضها عن بعض قياساً على حروف الجزم، وأحرف النصب، فإنها هي الأخرى لا يجوز فيها ذلك. وما أوهم ذلك عندهم: إما مؤول تأويلاً يقبله اللفظ كما قيل: وَلا صَلْبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النخل ، أن «في» ليست بمعنى على ولكن شبه المصلوب لتمكنه من الجذع بالحال في الشيء، وإما على تضمن الفعل

معى فعل يتعدى بذلك الحرف، وإما على إنابة كلمة عن أخرى، لذا نرى سيبويه يكرر في باب حروف الجر عبارة فهذا أصله وإن اتسعت، وانظر: الكتاب 310/1

(27) وتجي الباء بمعنى «في» كقوله تعالى : ( لَقَدْ نَصَرَكُمُ الله بِبَدْرٍ)، وقوله: و يدك الخير)، أي: في يدك.

(28) الشاهد فيه: استعمال «إلى» بمعنى في والصمد القصد والفعل صمد يصمد، والتصميد مبالغة الصمد. يقول: إن اجتمع الحي للافتخار تلاقني أنتمي وأعتزي إلى ذروة البيت الشريف، أي: إلى أعلى الشرف يريد أنه أوفاهم حظاً من الحسب وأعلاهم سهماً من النسب، وقوله: تلاقني يريد أعتزي «إلى» فحذف الفعل لدلالة الحرف عليه ويروى إلى ذروة البيت الرفيع وانظر أمالي ابن الشجري 268/2، والاقتضاب للبطليوسي / 243 ، والخزانة 594/3 ، وشرح الأنباري/ 192، والمعلقات السبع للزوزني /67، والديوان /25 .

(29) لم ينص سيبويه صراحة على أن «رب» تفيد التكثير أو التقليل وإنما ذكر أن «كم» في الخبر لا تعمل إلا فيها تعمل فيه رب لأن المعنى واحد وهذا يحتمل تفسيرات كثيرة ربما يكون أحد هذه التفسيرات أنها تفيد التكثير.

(30) انظر: الكتاب 293/1 .

(31) انظر: المقتضب 139/4 - 140 .

(32) أنظر الكتاب 209/1

(33) أنظر : ارتشاف الضرب /842، والجمع 25/2 .

(34) في الأصل: «جهات».

(35) هذا ما نص عليه سيبويه وابن السراج، ولكن بعضهم أجاز حرها لما فيه الألف واللام في الشعر كقول الشاعر: ربما الجامل المؤيل فيهم .. بخفص «الجامل»، وصفته، وانظر الكتاب ،270/1 ، وشرح الرماني 144/2 .

(36) حكي عن الكوفيين: مطابقة الضمير لمميزه فيقولون: ربها امرأة، وربهما امرأتين

رجالاً نساء وانظر: تسهيل الفوائد / 212 . وربين ورجلين، وربهم

(37) إذا كفت «ربّ بما عن العمل صارت كحرف الابتداء، يقع ما بعدها الجملة

والفعل

(38) الحجر: 2 .

(39) سبأ 51

(40) قال أبو حيان في الارتشاف / 851 أن العامل في رب يكون ماضياً في الأكثر، ويجوز أن يكون حالاً ومستقبلاً، وهذا قليل في كلامهم وإنما يوقعونها على الماضي ثم اعتذر عن قوله تعالى: ﴿ ربما يود الذين ) ثم قال: ومع هذا يحسن أن يقال في الكلام : رأيت الرجل يفعل ما يخاف منه، ربما يندم وربما يتمنى أن لا تكون فعلت.

قال أبو حيان وهذا كلام عربي حسن ومثله قال الفراء انظر: الارتشاف /852.

 (41) أجاز سيبويه حذف «رب وإبقاء عملها قال وليس كل جار يضمر، لأن المجرور داخل في الجار فصار عندهم بمنزلة حرف واحد فمن ثم قبح، ولكنهم قد يضمرونه ويحذفونه فيما كثر في كلامهم، لأنهم إلى تخفيف ما أكثروا استعماله أحوج ثم ذكر قول العنبري :

وجداء ما يرجى بها ذو قرابة لعطف وما يخشى السماة ربيبها قال: سمعنا ذلك ممن يرويه عن العرب وانظر الكتاب 294/2 . إشارة إلى أن بعض العرب ينصب هذا النوع على الفعل الذي بعده، لكنه يرى أنه مجرور «برب» المحدوفة وهو القياس.

(42) آل عمران: 101 وتكملة الآية: ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ الله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ )

(43) من شواهد سيبويه 271/1 على تنكير (من) ووصفها مناصح، وتغتشه في موضع الوصف، يقول: قد ينصح الإنسان ويتولاه من يظن به الغش وقد يغشه ويغتابه من يأمنه ويثق به وتغتشه تظر به الغش والخديعة ومؤتمن : تراه أميناً ناصحاً . وانظر: شرح الرماني 144/2 ، وروايته : ألا رب من تعتشه .. بدلاً يا رب كرواية سيبويه واللسان غشش :رواه أيا رب من تغتشه . والهمزة زائدة، إذ لا يستقيم معها الوزن، فالبيت من الكامل، وإذا زيدت الهمزة فلا يكون من هذا الوزن، ولم يعرف قائل هذا البيت.

(44) يرى سيبويه أن الفصل بين الجار والمجرور أمر قبيح، لأنهما بمنزلة كلمة واحدة، وانظر الكتاب 295/1

(45) انظر التسهيل لابن مالك / 52.

(46) قال سيبويه: والواو التي تكون للقسم بمنزلة الباء، وذلك قولك: والله أفعل. الكتاب

.145/2

(47) من شواهد سيبويه 50/1 على مجيء «حتى» عاطفة بنصب «نعله» وعلى مجيئها ابتدائية برفع «نعله» وفيه وجود قرينة هي ألقاها» تقتضي دخول ما بعد «حتى» في مضمون الحكم قبلها والبيت ينسب للمتلمس أو لأبي مروان النحوي، وفيه إشارة إلى قصة المتلمس وطرفة حين كتب لهما عمرو بن هند كتابين وانظر: الموجز لابن السراج /57 والجمل للزجاجي / 81 ، ومعجم الأدباء 146/19 ، وابن يعيش 19/8.

 (48) من شواهد الكتاب 413/1 على دخول (حتى) على الجملة الاسمية، لأنها إذا كانت حرف ابتداء تقع على الجمل الفعلية والاسمية معاً، وتفيد معنى الغاية، إما في التحقير أو التعظيم . هجا الشاعر كليب بن يربوع رهط جرير وجعلهم من الضعة بحيث لا يسابون مثله لشرفه ونهشل ومجاشع رهط الفرزدق وهما ابنا دارم. وانظر المقتضب ،41/2 والمغني 114/1 ، والخزانة 141/4، والسيوطي /4 والديوان / 517 .

(49) انظر الكتاب 413/1 وهذا على مذهب البصريين أما الكوفيون فيرون: أن حتى تنصب بنفسها لقيامها مقام الناصب.

(50) انظر: الكتاب 413/1

(51) انظر: الكتاب 413/1

(52) انظر: الكتاب 310/2

(53) كان المبرد يرى إضافة ما منع سيبويه إضافته إلى المضمر في هذا الباب، ولا يمنع منها إذا كان ما بعد حتى منصوباً، حتى إياه، وإذا كان مرفوعاً حتى هو، وإذا كان مجروراً :

حتاه وحتاك. انظر: المقتضب 7/2

(54) انظر الكتاب 473/1 والنص: وتقول قد عرفت أمورك حتى أنك أحمق، كأنك قلت: عرفت أمورك حتى حمقك، وصفت «إن» في هذا الموضع. هذا قول الخليل.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



جامعة كربلاء: في حفل تخرج الطلبة المركزي امتزج التحصيل العلمي بالقيم الأخلاقية والاجتماعية
قسم التربية والتعليم يقيم حفل ختام المسابقة المركزية لبرنامج (الأذن الواعية)
جامعة تكريت: حفل التخرج المركزي لطلبة الجامعات جمع الطيف العراقي في المدينة المقدسة
جامعة واسط: حفل التخرج المركزي حمل رسائل متعددة للطلبة وأهاليهم وملاكاتهم التدريسية