أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2022
1160
التاريخ: 22-10-2019
1680
التاريخ: 27-1-2022
1993
التاريخ: 11/12/2022
1171
|
صياغة العمود الصحفي
إن العمود الصحفي بالقياس إلى أنواع المقال أشبه بالاقصوصة إذا قورنت بفنون القصص الاخرى، ومعنى ذلك أن العمود الصحفي من حيث التفكير لا يعدو أن يكون فكرة صغيرة محدودة في مشكلة من مشكلات القراء، يدور حولها الكاتب، ولا يعدوها إلى سواها، أو يستطرد منها إلى أفكار أخرى، أو مشكلات بعيدة عنها، وفي الحالة التي يتناول فيها العمود تعليقاً على خبر من الاخبار يراعى في ذلك عادة أن يكون هذا الخبر معروفاً لدى القراء، وأن يعتمد الكاتب على هذه المعرفة لكي يثير اهتمامهم من جهة، ويضفي على عموده شيئاً من الطرافة من جهة ثانية.
وعلى هذا لا يعتبر "السبق الصحفي" غرضاً من أغراض العمود الذي يستمد منه التعليق على الاخبار، وإنما الغرض من العمود في مثل هذه الحالة هو الإمتاع، والطرافة، والتعقيب السريع، وشرح وجهة نظر الكاتب قليلة لا أكثر ولا أقل.
وثم مسألة هامة تتصل بكاتب العمود، وتعرض للباحث في هذا الفن من فنون الصحافة، وهي:
إلى أي حد يعتبر كاتب العمود حراً فيما يكتبه ما دام الذي يكتبه يحمل طابعه الشخصي، ويتسم بالذاتية البحتة؟
هنا يختلف الباحثون في الإجابة:
فمنهم من يرى أن كاتب العمود صاحب حرية واسعة فيما يكتب، ما دام يتحمل مسؤولية الكتابة، وما دام يذيل العمود بتوقيعه.
وإنما تسمح الصحيفة لكاتب العمود بمثل ذلك، وتبيح له كل هذا القدر من حرية القول كذلك طمعاً في التوزيع. والسبب في هذا أن كاتب العمود كثيراً ما يكون ذا شهرة خاصة لدى القراء قبل إقدامه على الكتابة، أو يصبح ذا شهرة خاصة بينهم بعد مدة طويلة من الكتابة، وهنا يوازن رئيس التحرير بين سياسة الصحيفة، وسعة التوزيع، فيؤثر الآخرة على الاولى.
ومع ذلك فمن رؤساء التحرير من لا يبيحون لكاتب العمود كل هذا القدر من حرية الكتابة، وإذ ذاك نرى مثل هذا الكاتب ينزل عن آرائه الخاصة، ويكتب بلسان الصحيفة التي يعمل لها، وينهج المنهج الذي يشير به رئيس التحرير.
ومن العلماء الذين يذهبون إلى هذا الرأي "لا يبلنج Liebling " ، وحجته في ذلك أن الصحافة بعد إذ أصبحت حرفة أو صناعة، جعلت من الصحافي محامياً لا ينبغي أن يطالب دائماً بالإيمان الخالص بالقضية التي يدافع عنها، ولقد بالغ الاستاذ "لايبلنج" في ذلك إلى حد أن قال:
"إن المحرر الصحفي له أن يترك آراءه الخاصة عند باب غرفة التحرير ويخلعها دائماً كما يخلع معطفه عند هذا الباب، حتى إذا ما انتهى من عمله، وعاد إلى معطفه عادت إليه آراؤه الخاصة التي يكمنه أن يحتفظ بها لنفسه متى أراد".
أما نحن فلا نميل إلى هذا الرأي، لان في إتباعه إهداراً لركن هام من أركان العمود الصحفي، وهو الطابع الشخصي، والرأي الشخصي الذي يتميز به العمود عن سائر أنواع المقال.
ولا شك أن الصحيفة التي تفقد هذا القدر الضئيل من الذاتية، أو الحرية لا تغري القراء بقراءة صفحاتها، ولا تسمح للكتاب بعرض وجهات النظر المختلفة في الموضوع الواحد، وإن زعمت في الوقت نفسه أنها تحافظ على سياستها العامة، وطابعها الصحفي الذي تمتاز به عن بقية الصحف الاخرى.
|
|
"الرعاية التلطيفية".. تحسين جودة حياة المرضى هي السر
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون طريقة جديدة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية
|
|
|
|
|
اختتام المراسم التأبينية التي أهدي ثوابها إلى أرواح شهداء المق*ا*و*مة
|
|
|