المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التغذية والمجاعة  
  
832   08:08 صباحاً   التاريخ: 2023-07-13
المؤلف : د. أحمد عادل عبد العظيم
الكتاب أو المصدر : البيئة والتنمية المستدامة
الجزء والصفحة : ص 53 ــ 54
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /

لا يزال النقص في المواد الغذائية والجوع المستمر مشكلة تثير القلق في الدول النامية والمتخلقة وقد ابتليت شبه الصحراء الأفريقية بشكل خاص بالمجاعات والجوع، وانه لمن الصعب تقدير مدى الجوع والفقر في العالم بشكل دقيق لأنه وكما توضح بعض التقارير: (قليلا ما تجد الحكومات الدولية حافزاً للبحث في مصير هؤلاء الذين لا تقوم بدعمهم) وبالرغم من شيوع المجاعات بشكل كبير في منطقة شبه الصحراء الأفريقية إلا أن حدوثها اصبح قليلا، فلا تحدث المجاعات في الوقت الحالي إلا عندما تعمل الحروب الأهلية أو أي عوامل سياسية أخرى على تشويش عمليات إنتاج وتوزيع الطعام، ويعتبر نقص العناصر الغذائية الهم الأكثر الحاحاً، ففي مناطق كالهند تحديداً واسيا وأمريكا اللاتينية تتنامى أعداد السكان بشكل مطرد بحيث لا يستطيع السكان الاعتماد على الزراعة البسيطة التي أعالتهم في السابق ويحصل الكثير من السكان في الدول النامية على حوالي 90% من غذائهم من الكربوهيدرات التي يحصل عليها بشكل أساسي من الحبوب التي قد لا تحتوي على بعض العناصر الغذائية الحيوية، فعلى سبيل المثال لا يحتوي الأرز على فيتامين أ ويزيد الغذاء غير الكافي فرصة حدوث العدوى والأمراض وحالات الضعف بما فيها العمى والقزم والقماءة (حالة مرضية ناشئة من اضطراب الإفراز الدرقي). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.