ثالثاً: بعض نماذج التخطيط الإستراتيجي

بعد عرض المراحل الرئيسية للتخطيط الإستراتيجي وما يتبعها من تغييرات والتي تختلف من دولة لأخرى ويؤكد هذا مدى العبء الملقى على كاهل إدارة الشركات الدولية وقابليتها للتغيير فى أي وقت وتحت أي ظرف ..... ومع ما يتولد عنها من المزيد من المخاطر السياسة والإقتصادية والتى تؤثر على طبيعة العمليات الإنتاجية والتسويقية ومن الهام جداً مراعاة البعد الزمني للتخطيط الإستراتيجي حيث التخطيط قصير الأجل يتميز بالمرونة حيث يتيح للإدارة حرية التصرف في الموافق المختلفة.

وسنكتفى هنا بعرض نموذجين من نماذج التخطيط الإستراتيجي بإيجاز هما :

1- نموذج التخطيط الإستراتيجى طبقا لأسلوب الفرص والتهديدات المالية (نموذج بوسطن (Boston Consulting Group. B.C.G)

وهو من أهم النماذج الشائعة في تحليل التخطيط الإستراتيجي في الشركات - وصمم بعد التحليل لخطط إستراتيجية لعدد (50) شركة من (500) شركة كأكبر الشركات فى الولايات المتحدة والذى تم تطبيقه عام 1979م.

ويعتمد هذا النموذج على مفهوم الفرص والتهديدات المالية التي تتعرض لها الشركة الأم وفروعها من قبل الشركات المنافسة لها في السوق العالمى - وتحديد فرصة الشركة من السوق العالمي ومعدل النمو المتوقع لها - وحصة الشركة من السوق.

أى أن الشركة أمامها أربع بدائل تفاضل فيما بينهما طبقاً للمرحلة التي تمر بها منتجات الشركة من دورة حياة المنتج.

وتتحد هذه البدائل في ضوء معدل النمو والحصة التسويقية (معدل نمو عالي - ومنخفض) - حصة سوقية (مرتفعة أو منخفضة).

البديل الأول : إستراتيجية المنافسة أو "البقرة الحلوب" Cash Cow

وهذا البديل يمكن الشركة من تحقيق : حصة تسويقية عالية ومعدل نمو منخفض High Share Market& Low - growth rate

وبذلك تحقق الشركة أقل تكلفة مع أكبر قدر من التدفقات النقدية.

البديل الثاني: إستراتيجية القناعة - الإختيار السهل.

وهذا البديل يمكن الشركة من تحقيق حصة تسويقية منخفضة ومعدل نمو منخفض. Low share market - Low growth rate

فتصبح الشركة مهددة بالإنسحاب من السوق أو من جزء منه - وتصفيه نشاطها نظراً لتدهور الأرباح وركود بعض المنتجات - مما يدفع الشركة الأم إلى مزج بعض الأنشطة وحذف بعض المنتجات وتخفيض إستثماراتها لحاجتها للأموال.

البديل الثالث إستراتيجية القيادة - التميز - النجومية.

Excellency - Leading - Star.

ويتضمن هذا البديل حصة سوقية مرتفعة ومعدل نمو عالي High share market - High growth rate.

وهنا تكون الشركة بحاجة للمزيد من الإستثمارات وانتشار نشاطها والحفاظ على مستواها التنافسي والقيادة فى مجال التطوير والإنتاج - وذلك من خلال الإنفاق الزائد على البحوث والإبتكار.

البديل الرابع: إستراتيجية المغامرة (Adventure) أو القطط البرية (Wild Cats)

ويتضمن هذا البديل حصة سوقية منخفضة.

Low share market - High growth rate.

وهنا تشعر الشركة بحاجة للمزيد من الأموال لزيادة حجم الإستثمارات - ولكن لا يقابلها تدفقات نقدية سائلة داخلة للشركة نظراً لإرتفاع تكلفة الإنتاج ومحاولة الشركة الحفاظ على السوق - مما تلجأ الشركة بتوزيع نشاطها على الفروع بإستخدام أسلوب التخصيص الوظيفي حتى تلقى المنتجات رواجاً وإقبالاً عليها في أسواق الدول المضيفة.

والشكل التالي يوضح نموذج بوسطن :

في ضوء ما سبق وطبقاً للتهديدات والفرص المالية فإن :

1 ـ البديل الأول يساعد الشركة الأم وفروعها على تحقيق تدفقات مالية عالية (فرص).

2 ـ البديل الثاني يحقق خسائر (تهدید).

3 ـ البديل الثالث الحاجة للتوسع وزيادة النشاط وتقوية مركز تنافسي (فرص).

4 ـ البديل الرابع الحاجة للأموال لتمويل النشاط الأساسي للشركة ودعم المركز التنافسي من أجل الحفاظ فقط (خوف وتهديد).

إذن البديل الثالث هو الأفضل لكونه إستراتيجية تنطوي على الدور القيادي والمنافسة والتمييز.