المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ممارسة الضغط على‏ المسلمين الجدد
7-12-2015
الأغشية البلازمية Plasma membranes
21-2-2017
أئتمنه عليه بأمانة الله عز وجل
1-7-2017
التشبيه الضمني
13-9-2020
تفسيرات السلوك الإجرامي
8-6-2022
الاستمتاع بالحياة والبقاء بعيدا عن السكّري
2024-09-09


الهوايات والمتع المضرة  
  
947   09:52 صباحاً   التاريخ: 2024-04-15
المؤلف : جماعة من العُلماء
الكتاب أو المصدر : نحو حياة أفضل
الجزء والصفحة : ص 226 ــ 228
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-05 1440
التاريخ: 23-3-2021 2163
التاريخ: 2024-02-20 1054
التاريخ: 8-10-2020 2183

إن الفكر العميق الصادق للإنسان المعتز بالإنسانية هو أرفع من ان يسلم صاحبه لبعض المتع الجوفاء الطفولية... فالإنسان الحق لا يرضى أن يخدش مقامه الإنساني السامي ويقلل من قيمته الحقيقية.

فمن الضروري لكل انسان واعٍ لكي يصل إلى أهدافه السامية ويرتبط أكثر فأكثر بمبدأ العالم ويتكامل جوهر وجوده، ان يرفع كل العقبات التي تقف في سبيله ويتمسك بكل ما من شانه ان يرفده بالقوة للسير على طريقه المرسوم.

ولهذا الامر نجد أن القوانين الإلهية وشرائع الانبياء وخصوصاً الدين الاسلامي الحنيف يمنع ويكره أنماط المتع المضرة وكل العوامل التي تقعد بالإنسان عن التقدم المعنوي وتجره إلى السقوط والانحطاط الحضاري.

و(الموسيقى والغناء) من هذه العوامل الخطرة. فإن من المسلّم به أن هذه الألحان المهيجة والأغاني المخصوصة التي يقوم بأدائها المغنون أو من يسمون بـ (الفنانين) تحرك القوى الشهوانية والحيوانية لدى الانسان، وتقعد بالإنسان عن التوجه لله والآخرة. وهل هناك ضرر أكبر من ان يفقد الانسان حياته الواقعية التي يجب أن تتوفر في ظل العبودية والاهتمام بالجوانب المعنوية، يفقدها نتيجة لهذه المتع الرخيصة المضرة.

يقول القرآن الكريم: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} [لقمان: 6].

الاثر التخديري للموسيقى

يسعى المستعمرون بكل جهدهم لكي يجروا الشعوب التي تقع تحت نفوذهم إلى الغفلة والجهل لئلا يفكر أحد بالمسائل الحياتية وواقعيات الحياة، ولهذا كانت العوامل المخدرة للأفكار هي أكبر وسائله، وقد ساعد كل من الخمر والفحشاء والقمار والحرية الجنسية والتمتع الحرام والتحلل والرقص والموسيقى، ساعدت الاستعمار بشكل وآخر لتحقيق هدفه المشؤوم ... ومن الطبيعي أن هذه الأمور في نفس الوقت الذي تكون فيه مضرة بنفسها تفسح المجال لأنماط من التلوث بباقي الانحرافات، فمن يشرب الخمر لا مانع لديه من القمار، ومن يسلم نفسه للفحشاء يسلم نفسه للخمر، ومن يستمع بكل وجوده وأشواقه لصوت فلانة الفنانة لا يمتنع مطلقاً عن الزنا مع تلك المرأة لو امكنه ذلك فهو إذن يقبل الفحشاء ... ان مثل هؤلاء سوف لن يكونوا مصونين من الذنوب والانحرافات الأخرى، ولا ريب في ان الانحرافات تشكل عاملاً مساعداً لانتصار الغزو الاستعماري للشعوب فإن قوى الاستعمار بمعونة هذه البرامج التخديرية تلقي الشعوب في عالم الغفلة والضياع اكثر ليخلو لها الجو فتنهب ما تشاء بسهولة وتسرق وجودها بلا رادع. نعم انها أفضل معادلة استفاد منها العدو أحسن الاستفادة... تخلية الدماغ أولاً ثم تخلية الجيب !..

ومن العجيب حقاً ان يتصور البعض الموسيقى غذاء للروح فهم يلجأون إليها فراراً من الآلام ونسياناً للمصائب في حين أن الموسيقى - بالإضافة إلى انها ليست غذاءً للروح - سم قاتل لها فهي تقضي على روح الانسان المؤمن ووعيه. ان للموسيقى اثراً يشبه أثر الخمر والأفيون إذ انها بحالة الخفة والطرب التي توجدها في الأعصاب تجعل الانسان يغيب مؤقتاً عن واقعيات الحياة ... فإذا كانت هذه الخاصية تعني تغذية الروح فالخمر والهرويين يليقان أكثر منها بتغذية الروح!

إن للموسيقى لذة وتخديراً آنياً سريع الانقضاء ولكن لها مقابل ذلك مساوئ واضطرابات كثيرة، وأهم من جميع المضرات انها تبعد الانسان عن ربه وتجعله إنساناً غير مسؤول وهذا الضرر كبير جداً لمن يؤمن بالله والرسول واليوم الآخر. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.