الحث على المشاورة والتواضع
المؤلف:
السيد محمد الحائري – تحقيق: د. عادل الشاطي
المصدر:
النبأ العظيم في تفسير القرآن الكريم
الجزء والصفحة:
ج1، ص179-180
2024-04-24
1481
{فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَليظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلينَ} (159)
وَفِي الحَدِیثِ: (مَا تَشَاوَرَ قَومٌ إِلَّا هُدُوا إِلَى رُشدِهِم) [1] وَلِهذَا قَالَ اللهُ: {وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْـمُتَوَكِّلينَ}.
وَالآیَةُ دَالَّةٌ عَلَى اختِصَاصِ نَبِیِّنَا(صلى الله عليه واله وسلم) بِمَکَارِمِ الأَخلَاقِ، وَمَحَاسِنَ الأَفعَالِ، وَمِن عَجِیبِ أَمرِهِ(صلى الله عليه واله وسلم) أَنَّهُ کَانَ أَجمَعُ النَّاسِ لِدَوَاعِي التَّرَفُّعِ، ثُمَّ کَانَ أَدنَاهُم إِلَى التَّوَاضُعِ؛ وَمِن تَوَاضُعِهِ: أَنَّهُ کَانَ یَرقَعُ الثَّوبَ، وَیَخصِفُ النَّعلَ، وَیَرکَبُ الحِمَارَ، وَیُجِیبُ دَعوَةَ الـمَملُوكِ، وَیَجلِسُ فِي الأَرضِ، وَیَأَکُلُ عَلَى الأَرضِ، وَکَانَ یَدعُوا إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى مِن غَیرِ زَجرٍ [2].
وَفِي الآیَةِ أَیضَاً: تَرغِيبٌ لِلـمُؤمِنِينَ فِي العَفوِ عَن الـمُسیِئ، وَحَثُّهُم عَلَى الاستِغفَارِ لِـمَن یُذنِبُ مِنهُم، وَعَلَى مُشَاوَرَةِ بَعضِهِم بَعضَاً فِیمَا یَعرِضُ لَهُم مِنَ الأُمُورِ وَالتَّفویضِ[3].
[1] جوامع الجامع، الطبرسي: 1/344، مدارك التنزيل، النسفي: 1/188، تفسير الرازي: 9/66، وفيها: لأرشد أمرهم.
[2] في المصدر: من غير زأر.
[3] مجمع البيان في تفسير القرآن، الطبرسي: 2/429، باختصار في عبارته.
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة