[2] انظر: الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، م.س، ج20، ص388.
تَدَبُّر: إنّ المتدبِّر في هذه الآية الكريمة، يستفيد منها بعض النكات اللطيفة، وهي:
- وجه دخول اللام في "الصمد", لإفادة الحصر, فهو تعالى وحده الصمد على الإطلاق. وهذا بخلاف "أحد" في قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾, فإنّ أحداً, بما يفيده من معنى الوحدة الخاصة، لا يُطلَق في مقام الإثبات على غيره تعالى, فلا حاجة فيه إلى عهد أو حصر.
- وجه إظهار اسم الجلالة "الله" ثانياً: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾، ولم يقل: "هو الصمد"، أو "الله أحد صمد", لعلّه للإشارة إلى كون كلّ من الجملتين وحدها كافية في تعريفه تعالى, حيث إنّ المقام مقام تعريفه تعالى بصفة تختصّ به, فقيل: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾، ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾, للتنبيه على أنّ المعرفة به تعالى حاصلة, سواء قيل كذا أم قيل كذا, كما في قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى...﴾ (الإسراء: 110).
- قوله تعالى: ﴿اللَّهُ أَحَدٌ﴾, وصف لمقام أحديّة الذات, الذي هو عين الذات المقدّسة.
- قوله تعالى: ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾, صفة جامعة للصفات الفعليّة للذات المقدّسة, بلحاظ رجوع كلّ شيء إليه تعالى.