أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2019
2379
التاريخ: 20/10/2022
1539
التاريخ: 2024-10-13
183
التاريخ: 2024-10-11
206
|
الاسباب والمحفزات للتوجه نحو البناء الاخضر
بصورة عامة كانت المباني الخضراء قبل عام 2000 تجارب ممتعة، لكنها في الوقت نفسه مشاريع غير ممكنة في عالم الاعمال الواقعي. ومنذ ذلك الحين احدثت عوامل عديدة تغير كبير في التفكير بشأن هذا الموضوع ولتكون بمثابة اسباب ومحفزات للتوجة نحو اعتماد البناء الاخضر والتي من ابرزها هو الآتي :
1 ـ تحقيق الميزة التنافسية
لقد اصبح حصول المؤسسات والمشاريع المتخصصة بمجال البناء والاسكان على شهادة الجودة للمنتجات الصديقة للبيئة (الابنية الخضراء) بمثابة ميزة تنافسية لمنتجاتها قياساً بغيرها من المنتجات التقليدية الأخرى لكونها موضع طلب أكبر من قبل الزبائن حتى تصل نسبة فرص تسويق المباني الخضراء بمقدار 10% أكثر مما هو عليه بالنسبة للمباني التقليدية. ومن جانب اخر فأن الحصول على شهادة القيادة في الطاقة والتصميم البيئي & Leadership in Energy
(Environmental Design (LEED والمصدقة من مجلس البناء الاخضر الأمريكي تعتبر ميزة تنافسية قياساً بالابنية التقليدية. نظراً لما تتمتع به تلك الابنية من مواصفات صديقة للبيئة تتوافق مع توجهات الافراد في العيش ببيئة نظيفة ومناسبة من حيث استهلاك الطاقة وحجم النفايات المتولدة.
ومن المناسب الاشاره في القول هنا بان مجلس البناء الاخضر الامريكي American Green Building Concil هو كيان لاربحي يمنح شهاده LEED
والتي تجيز الابنية الخضراء وبدرجات مختلفة وهي :
شهادة LEED للابنية التي تجمع نقاط 26-32
الشهادة الفضية للابنية التي تجمع نقاط 33-38
الشهادة الذهبية للابنية التي تجمع نقاط 39-51
الشهادة البلاتينية للابنية التي تجمع نقاط 52 فاكثر
وقد اصبحت هذه الشهادة بمثابة معيار في تصميم الابنية الخضراء في امريكا وكانت مجلة الصناعة والتسهيلات الصحية قد وصفت هذه المعاير في عام 2002 على انها معايير للمقارنة Benchmarking لمفهوم الاستدامة. ويسعى مجلس البناء الاخضر الأمريكي الى وضع معايير مشتركة قابلة للقياس في تحديد مفهوم البناء الاخضر والترويج لاعتماده. فضلاً عن التحفيز لخلق المنافسة الخضراء من خلال خلق الوعي لدى المستهلك بمنافع البناء الاخضر والتحول الى تكوين سوق للبناء الاخضر مستقبلاً (45.Zane, 2009,p) .
2 ـ الكفاءه في استخدام الطاقة :
يعتبر استخدام الطاقة و التكلفة المترتبة على ذلك من المؤشرات المهمة في تبني التوجه نحو المقاولة الخضراء، حيث تشير الدراسات الذي انجزها المجلس الاستشاري الأمريكي للابنية الخضراء على أن متوسط الكلفة السنوية للطاقة في الابنية التقليدية 1.44 $ للقدم المربع وينخفظ هذا المتوسط بحدود 30 % عند استخدام الطاقة في الابنية الخضراء، وهذا يعني تخفيض قدره ما يقرب من 44000 $ لمساحة قدرها 100 ألف قدم مربع من الابنية المشيدة على وفق المقاولة الخضراء. فضلاً عن ذلك فان المؤشرات التالية تدعم استخدام الطاقة وترفع من كفاءتها في الابنية الخضراء ومنها : ( 19.Kats,et al,2003.p)
- تكون كفاءة الطاقة في الابنية الخضراء اكثر مما هو عليه في الابنية التقليدية بحدود 25 % ــ 30 % .
- استهلاك الطاقة الكهربائية في مستوى الذروة أوطئ.
ـ في الغالب يكون توليد الطاقة الكهربائية في موقع البناية.
ـ في الغالب يكون شراء الطاقة الكهربائية الاضافية من المشاريع المنتجة للطاقة المتجددة والتي لا تعتمد على الوقود الأحفوري.
ـ استخدام هذا النوع من الطاقة سيكون أكثر توافقاً مع الحفاظ على البيئة وحمايتها والاقلال من حجم التلوث البيئي.
وتشير الاحصاءات في هذا الجانب الى 50% من استعمال الطاقة في البنايات التقليدية ينصب نحو توفير مناخ داخلي اصطناعي مناسب للافراد المتواجدين في تلك البنايات من تدفئة، تبريد، تهوية اضاءة. وتمثل فاتورة الطاقة الكهربائية لهذه الابنية ما مقداره 25% من كلفه تشغيل البناية الكلية. ولكن باعتماد الانارة الموفرة للطاقة فانه يقوم بتخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية بما يوازي 65 مليون كيلو واط من الكهرباء ويخفض فاتورة الكهرباء في امريكا بما مقداره 16 مليار دولار سنوياً (.16Becker et al, 1996,p ) . هذا من جانب اما الجانب الآخر فإن تأثير الطاقة النظيفة سينعكس ايجاباً على تخفيض التلوث في الهواء والحد من ارتفاع درجة الحرارة التي من شأنها تأثر سلباً على البيئه الطبيعية، وكذلك الحد من استخراج الوقود الأحفوري واستخدامه في توليد الطاقة.
3 ـ الكفاءة في استخدام الماء :
يعاني العالم عموماً من مشكلات كبيرة في توفير المياه الصالحة للشرب، حيث تشير التقديرات الى انه يمثل 1% فقط من اجمالي المياه المتوفرة على سطح الكرة الارضية وبالتالي فان التخفيض في استهلاك الماء وعبر اعتماد الابنية الخضراء يمكن ان يؤدي الى تخفيض قدره 30% من الاستهلاك للماء الصالح للشرب قياساً بالابنية التقليدية . والجدول رقم (1) يوضح بعض النتائج التي تشير الى هذا الامر والتي تم احتسابها على اساس بناية مكونة من مكاتب تمثل مجموعها مساحه قدرها 100 الف قدم مربع، وهي تعتبر بناية مثالية لاحتساب كفاءة استخدام الماء للابنية الخضراء، وبتطبيق البناء الاخضر على هذه البناية يمكن ان تحقق تخفيض قدره 975 الف غالون من الماء سنوياً.
وتقوم استراتيجية الحفاظ على الماء ورفع كفاءة استخدامه في الابنية الخضراء على اساس اعتماد التصميم الافضل والتكنلوجيا المناسبة المستخدمة في الابنية الخضراء. فضلاً عن اعاده تدوير الماء المستخدم في هذه الابنية لكي لا يكون لها تأثير سلبي على بيئة البناية وصحة الانسان التي يشغلها . ويمتد الامر الى امكانية الاستخدام لتلك المياه المعاد تدويرها في مجال الري للمزروعات. وهذا من شأنه ان يخفض الاستهلاك للماء بحدود 30 % من كمية الماء بهذه الابنية قياساً بالابنية التقليدية.
4- تقليل النفايات
النفايات المتولدة عن اعمال الانشاءات العقارية تمثل 25 % من مجموع النفايات في الولايات المتحده الامريكية، وهذا من شأنه أن يزيد من الاعباء على الجهات المعنية في كيفية التعامل مع هذه النفايات التي تتمثل في الغالب بالزجاج. الالمنيوم، الفولاذ الطابوق، المكونات الأخرى المفككة من البناية... الخ.
ولكن باعتماد منهج البناء الاخضر فان الأمر يتيح لاعادة الاستخدام للكثير من المواد بدلاً من رميها في مكبات النفايات، وكما هو حاصل على سبيل المثال في بناء مركز Audulon الاجتماعي في مدينه نييورك والذي تم بنائه على وفق اسلوب البناء الاخضر وفي اغلبه من المواد المعاد تدويرها والذي تم تقدير العمر الافتراضي لهذا المبنى بحدود 100 سنة.
تقوم استراتيجية تقليل النفايات على مبدء اعادة الاستخادم واعادة التدوير للنفايات مرة اخرى للتقليل من حجم النفايات النهائية المرسلة الى مواقع الطمر ، لما لهذه العملية من اثار اقتصادية واجتماعية وتربوية على جميع الأطراف، وبقدر تعلق الأمر في النفايات الخاصة بالابنية الخضراء والمواد المستخدمة في وقت البناء وخلال دورة حياة الابنية الخضراء فانها تتضمن الاتي :
ــ اعادة استخدام المواد المستخدمة في البناء والحد الادنى درجة من عمليات الهدم للتقليل من كمية التحويل لهذه المواد الى مواقع الطمر.
ــ تخفيض المصادر المتعلقة باستخدام المواد الانشائية التي ليس لها قدرة افضل في البقاء والاستخدام.
ــ التصميم المناسب لتركيبة المواد الذي من شأنه ان يقلل من احتمالات تلفها عند الاستخدام في البناء وما بعد ذلك.
ــ استخدام المواد الانشائية المعاد تدويرها وزيادة نسبتها في اجمال المواد المستخدمة للانشاءات.
5 ـ قياس الكلفة والعائد :
الواقع الفعلي للابنية الخضراء يشير الى ان معدل كلفتها اكثر ارتفاعاً من الابنية التقليدية 10-15 %ولعل مرد ذلك يعود الى عدد من الاسباب والتي من ابرزها هو:
ـ نقص التكامل ما بين المشاريع المستدامة بعضها مع البعض الآخر.
ـ القصور في الاحتساب الدقيق لكلفة دورة حياة الابنية الخضراء ومضامين مراحلها.
ـ المحددات التفصيلية في المعلومات التقنية عند اقامة المشروع.
ويشير المجلس الاستشاري الهندسي في كالفورنيا بان هذا الامر سيستغرق بعض الوقت من اجل ملافاته والتغلب عليه وبخاصه عندما يشيع استخدام البناء الاخضر ويصبح موضع طلب من المعنين بالامر. ولقد برهنت العديد من الدراسات الامريكية والدولية على وجود فوائد مالية من مشروع انجاز المباني الخضراء ذات التصميم الجيد من خلال تقليل التكاليف. وعلى سبيل المثال فانه في السنه الأولى من تشغيل واستخدام مقار مرکز Genzyme في كل من Massachusetts ،
Cambridge فقد تم استخدام طاقة اقل بنسبة بلغت 42% ومياه اقل بنسبة 34% مقارنة بالمباني التقليدية الاخرى للمركز وهذا ماعزز من القدره الانتاجية لنسبة قدرها 15% تقريباً ولتحقق بالتالي عوائد افضل قياساً بالكلف المترتبة على البناء الاخضر وبالتالي يمكن القول الى ان النظرة الموضوعية لتحليل الكلفة والعائد للابنية الخضراء تنطلق من التخصيص المبكر للانفاق على البناء مقابل العوائد المستحصلة طوال دورة حياة عمر المبنى وليس بأجزاء محددة من تلك الدورة.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
السيد السيستاني يستقبل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق
|
|
|