أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-25
1402
التاريخ: 21-6-2017
1880
التاريخ: 8-1-2021
1797
التاريخ: 23-5-2018
2184
|
عندما ضاق الحال بالخليفة الراضي لقلة الأموال قلد ابن رائق إمارة الأمراء ببغداد في سنة 324ﻫ، فاستبد ابن رائق حتى لم يبق للخليفة غير الاسم والخطبة، وعلى أثر ذلك أرسل حاكم الأهواز أبو عبد الله محمد بن البريدي غلامه إقبالًا في ألفي مقاتل لأخذ البصرة من ابن يزداد، فساعده البصريون؛ ليتخلصوا من ظلم ابن يزداد الذي أساء السيرة معهم، وأخذ أموال مثريهم بالباطل، وأكثر من الضرائب حتى اضطروا إلى الالتجاء بابن البريدي، واستنجدوا به، وبعد مناوشات انتصر إقبال، ودخل البصرة ظافرًا في سنة 325ﻫ، وبعد قليل سار إليها ابن البريدي، وكتب إلى الخليفة يطلب منه توجيه البصرة إليه، فأصدر الخليفة منشوره بذلك، فدخلت البصرة في ضمان ابن البريدي؛ فخفف عن أهلها الضرائب والمكوس، ولكنه لما استتب أمره ورسخت قدماه اضطهد الأهلين وظلمهم حتى اضطروا إلى رفع الشكوى إلى الخليفة، وأخبروه بما يقاسونه من ظلم ابن البريدي، ولما كان الخليفة يومئذ ضعيفًا لا يقدر على شيء أصدر أمره بتوجيه ولاية البصرة إلى القائد بجكم التركي ليأخذها بالسيف، فسار بجكم بعشرة آلاف من الأتراك في سنة 326ﻫ وبعد عدة وقائع استولى بجكم على البصرة، وطرد منها ابن البريدي.
ولم تَمْضِ أشهر قليلة حتى حدث خلاف بين بجكم وبين أمير الأمراء ببغداد ابن رائق، فسار بجكم بجيشه إلى بغداد في سنة 326ﻫ فتغلب على ابن رائق، فقلده الخليفة إمارة الأمراء، وعلى أثر ذلك وُجِّهَت إمارة البصرة إلى ابن البريدي — ثانية — في سنة 327ﻫ — ويُرْوَى: في سنة 328ﻫ — وضمن رسومها وضرائبها وأعشارها.
ولما مات الراضي بالله طمع ابن البريدي ببغداد، فسير في سنة 329ﻫ جيشًا من البصرة لقتال بجكم، فجهز له بجكم جيشًا سيره بقيادة توزون التركي، فالتقى الجيشان، فاندحر جيش بجكم أولًا ثم انتصر، وفي أثناء ذلك مات بجكم قتيلًا بطعنة غلام كردي طعنه حينما حمل على الأكراد طمعًا في أموالهم.
وفي أيام إمارة ابن البريدي على البصرة حمل يوسف بن وجيه حاكم عمان على البصرة في سنة 332ﻫ في سفن كثيرة مشحونة بالرجال، فاستولى على الأبلة، ثم تقدم نحو البصرة، فخرج ابن البريدي لقتاله، ولكنه لما علم بكثرة جيوش حاكم عمان عمد إلى الحيلة، فتظاهر بالتقهقر خدعة، فلما جن الليل هجم بجيشه فأحرق سفن يوسف، وصافح جيشه بالسيف فقتل أكثرهم، ونهب أموالهم وذخائرهم، فانهزم يوسف بالفشل والخسران. وفي السنة نفسها — 332ﻫ — زحف معز الدولة ابن بويه بعساكره إلى البصرة، فحدثت بينه وبين ابن البريدي عدة وقائع اندحر في آخرها ابن البريدي، وتحصن بالمدينة، فحاصره معز الدولة أكثر من شهر، ثم ترك الحصار وعاد إلى مقره.
وبقي ابن البريدي مستقلًّا بإمارة البصرة إلى أن تُوفِّيَ فيها في سنة 334ﻫ، فتولى مكانه ابنه أبو القاسم ابن أبي عبد الله محمد بن البريدي، فأرسل إليه الخليفة منشور الإمارة على جري العادة في ذلك العهد.
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|