التوزيع الجغرافي لدرجة الحرارة The Geographical Distribution of Temperature |
212
11:33 صباحاً
التاريخ: 2024-11-11
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-12-2015
2203
التاريخ: 16-3-2022
1330
التاريخ: 31-12-2015
2989
التاريخ: 2024-11-10
211
|
قبل البدء بتوزيع الحرارة، لابد من إلقاء نظرة سريعة على العوامل المتحكمة بهذا التوزيع. فبالرغم من أن التوزيع الجغرافي للحرارة يخضع بشكل رئيسي لتوزيع الإشعاع الشمسي وشدته، إلا أن هناك عوامل أخرى تؤثر على درجة الحرارة. لذلك يمكن إجمال العوامل المؤثرة على الحرارة بالاتي :ـ
1. الإشعاع الشمسي Solar Radiation:
لاحظنا أن قيمة الإشعاع الشمسي تتحدد بزاوية سقوط الإشعاع، وطول النهار، وصفاء السماء، ونسبة العاكسية. ولكي نتجنب التكرار فان القيمة العالية للإشعاع الشمسي ترفع من درجة الحرارة والعكس صحيح. لذلك سنلاحظ أن التوزيع السنوي والفصلي للحرارة سيخضع بشكل واضح للتوزيع السنوي والفصلي للإشعاع الشمسي. لذلك سترتفع الحرارة في المدارين لارتفاع قيم الإشعاع الشمسي الواصل إلى هذه المناطق. بينما تنخفض الحرارة في القطبين لانخفاض قيم الإشعاع الشمسي الواصل إليهما. ويمكن القول بشكل عام أن الحرارة كتوزيع ترتفع في المدارين وخط الاستواء، وتنخفض بالابتعاد شمالاً وجنوباً. لكن هذه الحقيقة ليست كاملة في أجزاء معينة من الأرض والسبب في ذلك يعود إلى تأثير بقية العوامل التي ستؤثر على الحرارة كما سنرى أينما توفرت .
2. توزيع الماء واليابس Distribution of Water and Land
أن هذا العامل يؤثر على الحرارة بسبب اختلاف سرعة اكتساب الطاقة. فالماء يكتسب الطاقة ببطء ويفقدها ببطء بينما اليابس يكتسب الطاقة بسرعة ويفقدها بسرعة. فالماء يكتسب الطاقة ببطء لان الإشعاع الشمسي الساقط على الماء يستطيع أن يتوغل خلال الماء إلى عمق 60 مترا فتتوزع الطاقة على مساحة كبيرة، بينما لا يستطيع الإشعاع أن يتوغل في اليابس أكثر من سنتمتر واحد فيتركز على مساحة اصغر. كما أن الماء قابل للتبخر، فكل غرام من الماء يتبخر يستهلك 580 سعرة. لذلك فان جزءاً كبيراً من الطاقة سوف يستهلك في التبخير. بينما كل الطاقة الساقطة على اليابس تستعمل في رفع درجة الحرارة بالإضافة إلى أن الحرارة النوعية للماء مرتفعة، فيحتاج غرام من الماء سعرة واحدة لرفع درجة حرارته درجة واحدة. بينما الحرارة النوعية لليابس تختلف باختلاف نوع التربة . ولكنها بشكل عام لا تزيد عن 5 سعرة لرفع حرارة غرام واحد من اليابس درجة مئوية واحدة. كما أن الحرارة تنتقل في الماء من خلال الحمل وبذلك تتوزع الطاقة إلى أعماق كبيرة خلال فترة قصيرة بينما تنتقل الحرارة في اليابس عن طريق التوصيل وهو بطئ، لذلك تتركز الحرارة في أعلى اليابس. لكل هذه الأسباب يكون الماء ابرد من اليابس في الصيف وأدفئ من اليابس في الشتاء. أي أن الماء يعمل على تلطيف اليابس المجاور فيعمل الماء على خفض درجة حرارة اليابس المجاور صيفا ويرفع قليلا من حرارة اليابس شتاءا . وحتى يكون الماء مؤثرا على اليابس المجاور فان المسطح المائي يجب أن يكون كبيرًا وعميقا . فالمسطحات المائية الضحلة والضيقة يكون تأثيرها محدود جداً كما هو الحال في تأثير البحر الأحمر والخليج العربي.
3. التيارات البحرية Ocean Current
أن للتيارات البحرية تأثير مباشر على توزيع درجة الحرارة، ولكن هذا التأثير كما في توزيع الماء واليابس يقتصر على المناطق الساحلية فقط. فالتيارات البحرية الباردة Cold Ocean Current تخفض من درجة حرارة السواحل المارة بالقرب منها والعكس صحيح، حيث ترفع التيارات البحرية الدافئة Warm Ocean Current من حرارة السواحل التي تمر بالقرب منها . ففي المناطق المدارية ترتفع حرارة السواحل الشرقية للقارات نسبة إلى السواحل الغربية، وذلك لان السواحل الشرقية تمر بالقرب منها تيارات بحرية دافئة بينما السواحل الغربية تمر بالقرب منها تيارات بحرية باردة أما في العروض الوسطى فان السواحل الغربية أدفئ من السواحل الشرقية وذلك لمرور التيارات البحرية الدافئة بالقرب من السواحل الغربية والباردة بالقرب من السواحل الشرقية.
4. الارتفاع عن مستوى سطح البحر Sea Level Altitude
أن كل 100 متر ارتفاع يخفض درجة الحرارة درجة مئوية واحدة. لذلك تتميز المرتفعات الجبلية في كل العالم بانخفاض درجة حرارتها نسبة إلى المناطق المستوية المجاورة لها. وهذا العامل يجعل المناطق المرتفعة المدارية أكثر جذبا للسكان من المناطق المستوية المجاورة لها . في حين يتجنب السكان المناطق المرتفعة في العروض الوسطى والعليا وذلك لانخفاض حرارتها الشديد شتاءاً نسبة إلى ما يجاورها.
5. عوامل محلية Local Factors
هناك مجموعة عوامل محلية تؤثر على الحرارة ولكن تأثيرها لا يظهر بوضوح على خريطة توزيع الحرارة. فالغطاء النباتي Vegetation Cover عامل محلي يؤثر على الحرارة ويعتمد تأثيره على نوع النبات وكثافته ويأتي تأثير هذا العامل من خلال أن النباتات ملطفة لدرجة الحرارة من خلال استهلاك الطاقة في عملية النتح. فبالرغم من أن النباتات تعكس القليل من الإشعاع الشمسي إلا إنها تستهلك كمية كبيرة منه في عملية النتح وبذلك لا تساهم إلا بالقليل في تسخين الهواء. كما أن نسبة عاكسية الأرض Albedo تؤثر على الحرارة من خلال كمية الطاقة المعكوسة من سطح الأرض. فالمناطق الجليدية ذات عاكسية عالية وبذلك تنخفض درجة الحرارة فوقها، لان حرارة الأرض التي تسخن الهواء تكون واطئة. بينما التربة الجافة والغامقة اللون ذات عاكسية قليلة مما يساهم في رفع درجة حرارة الهواء حيث تسخن التربة ليسخن الهواء.
|
|
تأثير القهوة على الصحة.. ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
|
|
|
|
|
تعطل منصات شركة "ميتا" لدى آلاف المستخدمين
|
|
|
|
|
ضمن برنامج الطالب الفعّال قسم الشؤون الفكرية ينظم محاضرات لطلبة المدارس في ذي قار
|
|
|