أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2022
1900
التاريخ: 9-4-2016
3410
التاريخ: 9-4-2016
3753
التاريخ: 9-4-2016
3341
|
1 - حديث الغدير في بيعة علي « عليه السلام » صحيح متواتر عندهم
حديث الغدير يهز المنكرين ويحيرهم ، لأنه عندهم صحيحٌ متواترٌ ، خاصة أنه حدث مستقل . وقد سمعت أحد علماء السلطة يقول متعجباً : لم يكن للنبي ( صلى الله عليه وآله ) أي شغل ولا هدف آخر في نزوله وخطبته في غدير خم ، إلا البيعة لعلي !
ومن أصح رواياته عندهم حديث أبي هريرة في فضل صوم يوم الغدير شكراً لله تعالي ، ونصه : « من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهراً وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي بن أبي طالب فقال : ألست ولى المؤمنين ؟ قالوا : بلى يا رسول الله . قال : من كنت مولاه فعلى مولاه . فقال عمر بن الخطاب بخٍ بخٍ لك يا ابن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ! فأنزل الله عز وجل : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكمُ الإسلام دِينًا » . تاريخ دمشق : 42 / 233 ، تاريخ بغداد : 8 / 248 والمنتظم : 5 / 233 .
وقد استقصى السيد الميلاني مصادره ، وكلماتهم فيه ، في نفحات الأزهار : 8 / 262 .
وأورد الأميني في الغدير : 1 / 236 عدداً من علماء السنة رووه ، وقال : « رواية أبي هريرة صحيحة الإسناد عند أساتذة الفن ، منصوص على رجالها بالتوثيق . .
ومع صحة حديث تاريخ بغداد ودمشق ، على شرط البخاري ومسلم ، فقد حاول الذهبي الطعن فيه بدون دليل ، إلا التعصب » !
وأما ابن كثير فزوَّر الحديث وكذب جهاراً نهاراً ، فزعم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بين في خطبته يوم الغدير أشياء ، ثم عالج مشكلة كانت بين على وكثير من الناس ! وكلاهما كذب ، فلم يبين فيها إلا ما يتصل بولاية على ( عليه السلام ) ، ولم يكن فيها أي معالجة للمشكلة المزعومة بين على ( عليه السلام ) وأحد من الصحابة !
قال في النهاية : 5 / 408 : « لما تفرغ النبي من بيان المناسك ورجع إلى المدينة خطب خطبة عظيمة الشأن في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة بغدير خم ، تحت شجرة هناك ، فبين فيها أشياء ، وذكر في فضل علي بن أبي طالب وأمانته وعدله وقربه إليه ، وأزاح به ما كان في نفوس كثير من الناس منه ، وقد اعتنى بأمر حديث غدير خم أبو جعفر الطبري ، فجمع فيه مجلدين ، وأورد فيها طرقه وألفاظه ، وكذلك الحافظ الكبير أبو القاسم بن عساكر أورد أحاديث كثيرة في هذه الخطبة » . يحاول بذلك ابن كثير أن يصوِّر القضية بأن كثيراً من المسلمين كانوا غاضبين على على متحاملين عليه ، فأوقفهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ليرضِّيهم عنه ويزيح « ما في نفوس كثير من الناس منه » ! و « أشياء » من هذا القبيل !
وارتكب العجلوني شبيهاً بتزوير ابن كثير « كشف الخفاء : 2 / 258 » ونقل تكذيب الذهبي للحديث بدليل واهٍ ولم يؤيده ، لكنه لم يذكر أسانيده الصحيحة !
وارتكب التحريف قبلهم الحسن البصري ، وهو من رواة السلطة القدماء ، لكن المحرفين جميعاً لم يبلغوا جناية ابن كثير ! ولهذا يحبه الوهابية ، وينشرون كتبه ؟ !
ومن رواياته الصحيحة عندهم ، ما رواه مسلم في صحيحه : 7 / 122 : « عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً . حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . قال : يا ابن أخي ، والله لقد كبرت سنى وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعى من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فما حدثتكم فاقبلوا ، وما لا ، فلا تكلفونيه . ثم قال : قام رسول الله يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خمّاً بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد ، ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ، ثم قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ؟ أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته ؟ ! ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال : ومن هم ؟ قال : هم آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس . قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم » . « ورواه أحمد : 2 / 366 ، الحاكم : 2 / 148 » ، وفيهما وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض . وهو إخبارٌ بوجود إمام من أهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) إلى يوم القيامة .
2 - جبرئيل ينزل بآية التبليغ ويوقف قافلة النبي « صلى الله عليه وآله »
كان جبرئيل ( عليه السلام ) ينزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأوامر ربه طوال حجة الوداع ، وقد يملى عليه عبارات من خطبه . وكان قال له في المدينة : إن الله عز وجل يقول لك إنه قد دنا أجلك ، ويأمرك أن تدل أمتك على وليهم ، فاعهد عهدك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث الأنبياء فورثه علياً وأقمه للناس علماً ، فإني لم أقبض نبياً من أنبيائي إلا بعد إكمال ديني ، ولم أترك أرضى بغير حجة على خلقي . . الخ .
ففي دعائم الإسلام : 1 / 14 ، أن رجلاً قال للإمام الباقر ( عليه السلام ) : « يا ابن رسول الله إن الحسن البصري حدثنا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إن الله أرسلني برسالة فضاق بها صدري ، وخشيت أن يكذبني الناس ، فتواعدنى إن لم أبلغها أن يعذبني ؟ قال له أبو جعفر : فهل حدثكم بالرسالة ؟ قال : لا ، قال : أما والله إنه ليعلم ما هي ولكنه كتمها متعمداً ! قال الرجل : يا ابن رسول الله جعلني الله فداك وما هي ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالصلاة في كتابه ، فلم يدروا ما الصلاة ولا كيف يصلون ، فأمر الله عز وجل محمداً نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يبين لهم كيف يصلون ، فأخبرهم بكل ما افترض الله عليهم من الصلاة مفسَّراً ، وفرض الصلاة في القرآن جملة ، ففسرها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في سنته وأعلمهم بالذي أمرهم به من الصلاة التي فرض الله عليهم . وأمر بالزكاة فلم يدروا ما هي ففسرها رسول الله وأعلمهم بما يؤخذ من الذهب والفضة والإبل والبقر والغنم والزرع ، ولم يدع شيئاً مما فرض الله من الزكاة إلا فسره لأمته وبينه لهم . وفرض عليهم الصوم فلم يدروا ما الصوم ولا كيف يصومون ، ففسره لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبين لهم ما يتقون في الصوم وكيف يصومون . وأمر بالحج فأمر الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يفسر لهم كيف يحجون حتى أوضح لهم ذلك في سنته .
وأمر الله عز وجل بالولاية فقال : إِنَّمَا وَلِيكمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ رَاكعُونَ . ففرض الله ولاية ولاة الأمر فلم يدروا ما هي ، فأمر الله نبيه ( عليه السلام ) أن يفسر لهم ما الولاية مثلما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله عز وجل ضاق به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذرعاً وتخوف أن يرتدوا عن دينه وأن يكذبوه ، فضاق صدره وراجع ربه فأوحى إليه : ياأَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ ، فصدع بأمر الله وقام بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه يوم غدير خم ونادى لذلك : الصلاة جامعة وأمر أن يبلغ الشاهد الغائب . وكانت الفرائض ينزل منها شئ بعد شئ ، تنزل الفريضة ثم تنزل الفريضة الأخري . وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكمُ الإسلام دِينًا ، قال أبو جعفر : يقول الله عز وجل : لاأنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة ، قد أكملت لكم هذه الفرائض » .
ونحوه في : 2 / 276 ، وفيه : « فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا جبرائيل أمتي حديثة عهدٍ بجاهلية ، وأخاف عليهم أن يرتدوا ، فأنزل الله عز وجل : ياأَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيك مِنْ رَبِّك - في علي - وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ . فلم يجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بداً من أن جمع الناس بغدير خم فقال : أيها الناس إن الله عز وجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً فتواعدنى إن لم أبلغها أن يعذبني ، أفلستم تعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنى مولى المسلمين ووليهم وأولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا : بلي ، فأخذ بيد على ( عليه السلام ) فأقامه ورفع يده بيده وقال : فمن كنت مولاه فعلى مولاه ، ومن كنت وليه فهذا على وليه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار . ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : فوجبت ولاية على ( عليه السلام ) على كل مسلم ومسلمة » .
ونحوه العياشي : 1 / 333 ، وفيه : « فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشي ، كان يروى عن الحسن البصري . . إلى آخر ما تقدم » .
وفى شرح الأخبار : 1 / 104 : « قال جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين : إن آخر ما أنزل الله عز وجل من الفرائض ولاية على ( عليه السلام ) فخاف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن بلغها الناس أن يكذبوه ويرتد أكثرهم حسداً له ، لما علمه في صدور كثير منهم له ! فلما حج حجة الوداع وخطب بالناس بعرفة ، وقد اجتمعوا من كل أفق لشهود الحج معه ، علمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم وقال في خطبته : إني خشيت ألا أراكم ولا تروني بعد يومى هذا في مقامي هذا ، وقد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به بعدى لن تضلوا ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا عَلَى الحوض ، حبل ممدود من السماء إليكم طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، وأجمل ( صلى الله عليه وآله ) ذكر الولاية في أهل بيته إذ علم أن ليس فيهم أحد ينازع فيها علياً ( عليه السلام ) وأن الناس إن سلموها لهم سلموها لعلى ( عليه السلام ) ، واتقى عليه وعليهم أن يقيمه هو بنفسه . فلما قضى حجه وانصرف وصار إلى غدير خم أنزل الله عز وجل عليه : يا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ ، فقام بولاية على ( عليه السلام ) ونص عليه كما أمر الله تعالى فأنزل الله عز وجل : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكمُ الإسلام دِيناً » .
3 - خطبة النبي « صلى الله عليه وآله » يوم الغدير
جاءه جبرئيل ( عليه السلام ) بآية التبليغ وهو في كراع الغميم ، لخمس ساعات مضت من النهار ، فخشع لربه وتَسَمَّرَ في مكانه ، وأصدر أمره إلى المسلمين بالتوقف ، وكان أولهم قد وصل إلى مشارف الجحفة ، وهى بلدةٌ عامرة على بعد ميلين أو أقل ، لكنه ( صلى الله عليه وآله ) أراد تنفيذ الأمر الإلهى فوراً في المكان الذي نزل فيه الوحي ، ونادى مناديه :
أيها الناس أجيبوا داعى الله ، وأمرهم أن يوقفوا من تأخر من المسلمين ويردوا من تقدم منهم . وتقدم نحو دوحة غدير خم وأمرهم أن يكسحوا تحت الأشجار لتكون مكاناً لخطبته وللصلاة في ذلك الهجير ، فنصبوا له أحجاراً كهيئة المنبر ، ووضعوا عليها حدائج الإبل فصارت أكثر ارتفاعاً ، ووردوا ماء الغدير فشربوا منه وتوضؤوا . ولم يتسع لهم المكان تحت دوحة الغدير ، وكانت ستَّ أشجارٍ كبيرة ، فجلس بعضهم في الشمس ، أو استظل بناقته .
عرفوا أن أمراً حدث ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) سيخطب ، فقد نزل عليه وحى أوجب أن يوقفهم في هذا الهجير ، قبل محطة الجحفة القريبة ! وصعد ( صلى الله عليه وآله ) منبر الأحجار والأحداج ، وبدأ باسم الله تعالى وأخذ يرتل قصيدته في حمده والثناء عليه ، ويشهد الله تعالى والناس على عبوديته المطلقة لربه العظيم عز وجل . ثم قدم لهم عذره لأنه اضطر أن ينزلهم في مكان قليل الماء والشجر ، ولم يمهلهم إلى الجحفة المناسبة لنزول مثل هذا القافلة الكبيرة ، وكلفهم الاستماع إليه في حر الظهيرة !
أخبرهم ( صلى الله عليه وآله ) أن جبرئيل ( عليه السلام ) أمره أن يفسر للمسلمين فريضة الولاية ويقيم علياً إماماً بعده للناس ، قال لهم : إن الله عز وجل بعثني برسالة فضقت بها ذرعاً وخفت الناس أن يكذبوني ، فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لسانط : أمتي حديثو عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي ، يقول قائل ويقول قائل ! فأتتني عزيمة من الله بَتْلة « قاطعة » في هذا المكان وتوعدنى إن لم أبلِّغها ليعذبني ! وقد ضمن لي العصمة من الناس وهو الكافي الكريم ، فأوحى إلي : يا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ ، ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : « لا إله إلا هو ، لا يؤمن مكره ، ولا يخاف جوره أقرُّ له على نفسي بالعبودية وأشهد له بالربوبية ، وأؤدى ما أوحى إلى حذراً من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعةٌ ، لايدفعها عنى أحدٌ ، وإن عظمت حيلته .
أيها الناس : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، فما أنتم قائلون ؟
فقالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت .
فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن الجنة حقٌ وأن النار حقٌ وأن البعث حق ؟
قالوا : بلى يا رسول الله . فأومأ رسول الله إلى صدره وقال : وأنا معكم .
قال ( صلى الله عليه وآله ) : أنا لكم فرط وأنتم واردون على الحوض ، وسعته ما بين صنعاء إلى بصري ، فيه عدد الكواكب قِدْحان ، ماؤه أشد بياضاً من الفضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين . فقام رجل فقال : يا رسول الله وما الثقلان ؟
قال : الأكبر كتاب الله طرفه بيد الله وسبب طرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تزلوا ولا تضلوا . والأصغر : عترتي أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي « ثلاثاً » وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، سألت ربى ذلك لهما ، فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تتخلفوا عنهم فتضلوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .
أيها الناس : ألستم تعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنى أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله .
قال : قم يا علي ، فقام على عن يمين النبي ( صلى الله عليه وآله ) فأخذ بيده ورفعها حتى بان بياض إبطيهما ، وقال : من كنت مولاه فعلى مولاه . اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار .
فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم ولياً وإماماً مفترضةً طاعته على المهاجرين والأنصار ، وعلى التابعين لهم بإحسان ، وعلى البادى والحاضر ، وعلى الأعجمى والعربي ، والحر والمملوك والصغير والكبير .
فقام أحدهم فسأله وقال : يا رسول الله ولاؤه كماذا ؟ فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ولاؤه كولائي ، من كنت أولى به من نفسه فعلى أولى به من نفسه » !
وأفاض النبي ( صلى الله عليه وآله ) في بيان مكانة على والعترة والأئمة الإثنى عشر من بعده : على والحسن والحسين وتسعة من ذرية الحسين واحدٌ بعد واحد مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي .
ثم أشهد المسلمين مراتٍ أنه قد بلغ عن ربه ، فشهدوا له ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ، فوعدوه . وقام إليه آخرون فسألوه ، فأجابهم .
وما إن أتم خطبته حتى نزل جبرئيل بقوله تعالي : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكمُ الإسلام دِينًا ، فكبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقال : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ، ورضا الرب برسالتي وولاية على بعدي . ونزل عن المنبر وأمر أن تنصب لعلى خيمة ويهنئه المسلمون بولايته عليهم ويبايعوه على الولاية ، وأمر نساءه فجئن إلى باب الخيمة وهنأنه !
وكان من أوائل المهنئين عمر بن الخطاب فقال له : بخٍ بخٍ لك يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة !
وجاء حسان بن ثابت وقال : إئذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتاً :
يناديهمُ يوم الغدير نبيهُمْ * بخمٍّ فأسمع بالرسول مناديا
يقول فمن مولاكمُ ووليكمْ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولم تر منا في الولاية عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدى إماماً وهاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه * فكونوا له أنصار صدق مواليا
هناك دعا اللهم وال وليه * وكن للذي عادى علياً معاديا
راجع : كمال الدين / 276 ، أمالي الصدوق / 50 ، الإحتجاج : 1 / 70 ، روضة الواعظين / 89 ، المسترشد / 117 والكافي : 4 / 148 ، الفقيه : 2 / 90 ، تهذيب الأحكام : 4 / 305 وثواب الأعمال / 74 وغيرها .
وفى كتاب الغيبة للنعماني / 74 : « أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع أمير المؤمنين على صلوات الله عليه بصفين ، فحملهما الرسالة إلى أمير المؤمنين على ( عليه السلام ) وأدياها إليه قال : قد بلغتمانى ما أرسلكما به معاوية ، فاستمعا منى وأبلغاه عنى كما بلغتماني » . قالا : نعم . وجاء في جوابه قوله ( عليه السلام ) : « فنصبنى رسول الله بغدير خم وقال : إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس يكذبوني ، فأوعدني لأبلغنها أو ليعذبني ! قم يا علي ، ثم نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادى بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر ثم قال :
أيها الناس ، إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم منهم بأنفسهم ، من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه .
فقام إليه سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ، ولاء ماذا ؟ فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلى أولى به من نفسه ، فأنزل الله عز وجل : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكمُ الإسلام دِينًا ، فقال له سلمان : يا رسول الله ، أنزلت هذه الآيات في علي ؟ قال : بل فيه وفى أوصيائي إلى يوم القيامة . فقال : يا رسول الله ، بينهم لي . قال : على أخي ووصيي وصهري ووارثي وخليفتي في أمتي وولى كل مؤمن بعدي ، وأحد عشر إماماً من ولدي ، أولهم ابني حسن ، ثم ابني حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحداً بعد واحد ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على الحوض . . .
يا أيها الناس ، إني قد أعلمتكم مفزعكم بعدي ، وإمامكم ووليكم وهاديكم بعدي ، وهو علي بن أبي طالب أخي ، وهو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم ، فإن عنده جميع ما علمني الله عز وجل ، أمرني الله عز وجل أن أعلمه إياه وأن أعلمكم أنه عنده ، فاسألوه وتعلموا منه ومن أوصيائه ، ولا تعلموهم ولا تتقدموا عليهم ولا تتخلفوا عنهم ، فإنهم مع الحق والحق معهم ، لا يزايلهم ولا يزايلونه » . انتهي .
هذه خلاصة خطبة الغدير ، وهى أطول من ذلك ، فقد روتها مصادرنا بصفحات وروتها مصادر السلطة بصفحة ، والمطلب الأساسي فيها حديث الثقلين ، وولاية أولهم على ( عليه السلام ) ، وبخبخة عمر بن الخطاب ! راجع : كمال الدين / 276 ، الإحتجاج : 1 / 70 ، روضة الواعظين / 89 ، المسترشد / 117 وغيرها .
4 - أمر النبي « صلى الله عليه وآله » بنصب خيمة لعلي « عليه السلام » وتهنئته ومبايعته
ظهرت عصمة لله لرسوله ( صلى الله عليه وآله ) من الناس يوم الغدير ! فقد كمَّمَ أفواه قريش عن المعارضة وفتحها للموافقة فقالوا جميعاً : نشهد أنك بلغت عن ربك وأنك نعم الرسول ، سمعنا لك وأطعنا ! وكبروا مع المكبرين عندما نزلت آية : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِي ثم أصغوا جميعاً إلى قصيدة حسان في وصف نداء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وإبلاغه عن ربه ولاية على ( عليه السلام ) . ثم تهافتوا مع المهنئين إلى خيمة على ( عليه السلام ) ، واستمرت التهنئة من بعد صلاة العصر إلى ما شاء الله ، وبعد صلاة المغرب والعشاء ليلة التاسع عشر من ذي الحجة ، فقد بات النبي ( صلى الله عليه وآله ) في غدير خم ، وقيل بقي فيه يومان !
في مسارِّ الشيعة للمفيد / 38 : « وفى اليوم الثامن عشر منه سنة عشر من الهجرة عقد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب العهد بالإمامة في رقاب الأمة كافة ، وذلك بغديرخم عند مرجعه من حجة الوداع ، حين جمع الناس فخطبهم ووعظهم ونعى إليهم نفسه ، ثم قررهم على فرض طاعته حسب ما نزل به القرآن وقال لهم . . . ثم نزل فأمر الكافة بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين تهنئة له بالمقام ، وكان أول من هنأه بذلك عمر بن الخطاب » .
وفى الإرشاد : 1 / 176 : « ثم زالت الشمس فأذن مؤذنه لصلاة الفرض ، فصلى بهم الظهر ، وجلس ( صلى الله عليه وآله ) في خيمته وأمر علياً ( عليه السلام ) أن يجلس في خيمة له بإزائه ، ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجاً فوجاً فيهنؤوه بالمقام ، ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل الناس ذلك كلهم ، ثم أمر أزواجه وجميع نساء المؤمنين معه أن يدخلن عليه ويسلمن عليه بإمرة المؤمنين ففعلن .
وكان ممن أطنب في تهنئته بالمقام عمر بن الخطاب فأظهر له المسرة به وقال فيما قال : بخ بخ يا علي ، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة » !
وفى كتاب سليم بن قيس / 356 : « وأمر بنصب خيمة وأمر علياً ( عليه السلام ) أن يدخل فيها وأول من أمرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هما أبو بكر وعمر ، فلم يقوما إلا بعد ما سألا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : هل من أمر الله هذه البيعة ؟ فأجابهما : نعم من أمر الله جل وعلا واعلما أن من نقض هذه البيعة كافر ومن لم يطع علياً كافر ، فإن قول على قولي وأمره أمري ، فمن خالف قول على وأمره فقد خالفني » !
وفى مناقب آل أبي طالب : 2 / 237 عن أبي سعيد الخدري : « ثم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يا قوم هنئونى هنئوني ، إن الله خصني بالنبوة ، وخص أهل بيتي بالإمامة » .
5 - حجر من سجيل للمعترضين من قريش !
معنى قوله تعالي : « وَاللهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ » أنه تعالى تكفل بحفظ نبوة النبي وأن لا تقوم ضده حركة ردة إذا بلغ رسالة ربه في علي والعترة « عليهم السلام » . فهو ضمان لأن تتحمل قريش تبليغ النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولاية على ( عليه السلام ) نظرياً ، ولا يعنى ضمان طاعتها وعدم اعتراضها ، ولا عدم محاولتها قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) مجدداً !
لذلك بدأ الاعتراض يوم الغدير ، ووقعت محاولة قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) في طريق عودته من حجة الوداع ، لكن لم تحدث حركة ردة عن نبوته ( صلى الله عليه وآله ) !
وروت مصادرنا وبعض مصادرهم ما قاله المعترضون القرشيون ! واعتراض بعضهم نزول العذاب عليهم ! وقد بحثنا ذلك في كتابنا آيات الغدير .
ونكتفي هنا بما رواه في الكافي : 1 / 422 و 8 / 57 وتفسير فرات / 504 وفيه : « طُرحت الأقتاب لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم ، قال : فعلا عليها فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فاستلها فرفعها ، ثم قال : اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله . فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال : يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله فشهدنا ، وأنك رسول الله فصدقنا ، وأمرتنا بالصلاة فصلينا ، وبالصيام فصمنا ، وبالجهاد فجاهدنا ، وبالزكاة فأدينا ، قال : ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رؤوس الأشهاد فقلت : اللهم من كنت مولاه فهذا على مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ! فهذا عن الله أم عنك ؟ ! قال : هذا عن الله ، لاعني ! قال : آلله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لاعنك ! قال : آلله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لاعني .
ثم قال ثالثة : آلله الذي لا إله إلا هو لهذا عن ربك لاعنك ؟
قال : آلله الذي لا إله إلا هو لهذا عن ربى لاعني .
قال : فقام الأعرابي مسرعاً إلى بعيره وهو يقول : اللَّهُمَّ إِنْ كانَ هَذَا هُوَالْحَقَّ مِنْ عِنْدِك فَأَمْطِرْ عَلَينَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ . قال : فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته ، وأنزل الله في عقب ذلك : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِع ٍ . لِلْكافِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ . مِنَ اللهِ ذِى الْمَعَارِجِ » .
وأقدم من روى ذلك من أئمة السنيين أبو عبيد الهروي في : غريب القرآن ، قال : « لما بَلَّغَ رسول بغدير خم ما بَلَّغ وشاع ذلك في البلاد أتى جابر بن النضر بن الحارث بن كلدة العبدري فقال : يا محمد ! أمرتنا عن الله بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وبالصلاة ، والصوم ، والحج ، والزكاة ، فقبلنا منك ثم لم ترض بذلك حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت : من كنت مولاه فعلى مولاه ! فهذا شئ منك أم من الله ؟ ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : والذي لا إله إلا هو إن هذا إلا من الله . فولى جابر يريد راحلته وهو يقول : اللهم إن كان ما يقول محمد حقاً فَأَمْطِرْ عَلَينَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ! فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره وقتله ، وأنزل الله تعالى : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . . الآية » .
6 - نزلت ثلاث آيات في بيعة الغدير
فأولها قوله تعالي : يا أَيهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيك مِنْ رَبِّك وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يعْصِمُك مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يهْدِى الْقَوْمَ الْكافِرِينَ . المائدة : 67 .
والثانية : قوله تعالي : الْيوْمَ أَكمَلْتُ لَكمْ دِينَكمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيكمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكمُ الإسلام دِينًا . « المائدة : 3 » . نزلت بعد أن خطب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ونصب علياً ( عليه السلام ) خليفته .
والثالثة : قوله تعالي : سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ . لِلْكافِرِينَ لَيسَ لَهُ دَافِعٌ . « المعارج : 1 - 2 »
نزلت عندما اعترض على النبي ( صلى الله عليه وآله ) معترضون من قريش .
وفى كل واحدة منها حديث صحيح في مصادرنا ومصادر أتباع السلطة ، وقد فصلناها في رسالة : تفسير آيات الغدير .
7 - محاولة قريش اغتيال النبي « صلى الله عليه وآله » بعد يوم الغدير !
في بحار الأنوار : 2 / 97 : « فأقبل بعضهم على بعض وقالوا : إن محمداً يريد أن يجعل هذا الأمر في أهل بيته ، كسنة كسرى وقيصر إلى آخر الدهر ! لا والله مالكم في الحياة من حظ ، إن أفضى هذا الأمر إلى علي بن أبي طالب ! وإن محمداً عاملكم على ظاهركم وإن علياً يعاملكم على ما يجد في نفسه منكم ! فأحسنوا النظر لأنفسكم في ذلك وقدموا رأيكم فيه . ودار الكلام فيما بينهم وأعادوا الخطاب وأجالوا الرأي ، فاتفقوا على أن ينفروا بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ناقته على عقبة هرشي ، وقد كانوا عملوا مثل ذلك في غزوة تبوك ، فصرف الله الشر عن نبيه ( صلى الله عليه وآله ) » .
وفى تفسير القمي : 1 / 174 : « فقال أصحابه الذين ارتدوا بعده : قد قال محمد في مسجد الخيف ما قال ، وقال هاهنا ما قال ، وإن رجع إلى المدينة يأخذنا بالبيعة له ! فاجتمعوا أربعة عشر نفراً وتآمروا على قتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقعدوا في العقبة وهى عقبة هرشى بين الجحفة والأبواء ، فقعدوا سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها ، لينفروا ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلما جن الليل تقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في تلك الليلة العسكر فأقبل ينعس على ناقته ، فلما دنا من العقبة ناداه جبرئيل : يا محمد إن فلاناً وفلاناً وفلاناً قد قعدوا لك ، فنظر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : من هذا خلفي ؟ فقال حذيفة اليماني : أنا يا رسول الله حذيفة بن اليمان ، قال : سمعت ما سمعت ؟ قال : بلي . قال : فاكتم ، ثم دنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منهم فناداهم بأسمائهم ، فلما سمعوا نداء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فروا ودخلوا في غمار الناس ، وقد كانوا عقلوا رواحلهم فتركوها ! ولحق الناس برسول الله وطلبوهم وانتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى رواحلهم فعرفهم ، فلما نزل قال : ما بال أقوام تحالفوا في الكعبة إن مات محمد أو قتل ألا يردوا هذا الأمر في أهل بيته أبداً ؟ !
فجاؤوا إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فحلفوا أنهم لم يقولوا من ذلك شيئاً ولم يريدوه ولم يكتموا شيئاً من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأنزل الله : يا أَيهَا النَّبِى جَاهِدِ الْكفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ . يحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا : أن لا يردوا هذا الأمر في أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وَلَقَدْ قَالُوا كلِمَةَ الْكفْرِ وَكفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ ينَالُوا : من قتل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ . . .
فرجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى المدينة وبقى بها محرم والنصف من صفر لا يشتكى شيئاً ثم ابتدأ به الوجع الذي توفى فيه ( صلى الله عليه وآله ) » .
وفى كتاب سُلَيم / 271 ، عن أبي ذر « رحمه الله » أن بعض الصحابة تعاقدوا في الكعبة في حجة الوداع وقالوا : « ما بال هذا الرجل ما زال يرفع خسيسة ابن عمه ! وقال أحدهما :
إنه ليحسن أمر ابن عمه ! وقال الجميع : ما لنا عنده خير ما بقي علي » .
وفى الإقبال : 2 / 249 : « فلما كان في تلك الليلة قعد له ( عليه السلام ) أربعة عشر رجلاً في العقبة ليقتلوه ، وهى عقبة بين الجحفة والأبواء ، فقعد سبعة عن يمين العقبة وسبعة عن يسارها لينفروا ناقته ، فلما أمسى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى وارتحل ، وتقدم أصحابه وكان ( صلى الله عليه وآله ) على ناقة ناجية ، فلما صعد العقبة ناداه جبرئيل : يا محمد إن فلاناً وفلاناً وسماهم كلهم . . » !
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|