أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-13
796
التاريخ: 2024-11-28
167
التاريخ: 2024-03-13
959
التاريخ: 21-7-2016
1620
|
يقول كثير من علماء الأخلاق، إنّ الخطوة الاولى لتهذيب الأخلاق والسّير إلى اللَّه، هي «التّوبة»، التّوبة التي تمحو الذّنوب من القلب وتبيّض صفحته وتجعله يتحرك في دائرة النور، وتنقله من دائرة الظّلمة، وتخفّف ثقل الذّنوب من خزينه النّفسانيّ، ورصيده الباطنيّ، وتمهّد الطّريق للسّير والسّلوك إلى اللَّه تعالى، في خط الإيمان وتهذيب النّفس.
يقول المرحوم: «الفيض الكاشاني»، في بداية الجزء السابع من كتابه: «المحجّة البيضاء»، الذي هو في الواقع، بداية الأبحاث الأخلاقيّة: فإنّ التّوبة من الذنوب، والرّجوع إلى ستار العُيوب وعلّام الغيوب، مبدأ طريق السّالكين، ورأس مال الفائزين، وأوّل إقدام المريدين، ومفتاح استقامة المائلين ومطلع الاصطفاء والاجتباء للمقرّبين.
وبعدها يشير إلى حقيقةٍ مهمّةٍ، وهي أنّ أغلب بني آدم يتورّطون غالباً بالمعاصي، ويشير إلى معصية آدم: (التي هي في الواقع، من ترك الأولى)، و توبته منها، ويقول: «وما أجدر بالأولاد الاقتداء بالآباء والأجداد، فلا غرو إن أذنب الآدمي واجترم، فهي شنشنةٌ يعرفها من أخزم، ومن أشبه أباه فما ظَلم، ولكنّ الأب إذا جبر بعد كسر، وعمّر بعد أن هدم، فليكن النزوع إليه في كلا طرفي النّفي والإثبات والوجود والعدم، ولقد قلع آدم سنّ النّدم، وتندّم على ما سبق منه وتقدّم، فمن اتّخذه قدوةً في الذنب دون التّوبة فقد زلّت به القدم، بل التجرّد لمحض الخير دأب الملائكة المقرّبين، والتجرُّد للشرّ دون التّلافي، سجيّة الشّياطين، والرّجوع إلى الخير بعد الوقوع في الشرّ ضرورة الآدميين، فالمتجرّد للخير ملك مقرّب عند الملك الدّيان، والمتجرّد للشرّ شيطان، والمتلافي للشرّ بالرجوع إلى الخير بالحقيقة إنسان.
والمصرّ على الطّغيان، مسجّل على نفسه بنسب الشّيطان، فأمّا تصحيح النّسب بالتجرّد لمحض الخير إلى الملائكة، فخارج عن حيّز الإمكان، فإنّ الشرّ معجون مع الخير، في طينة آدم، عجناً محكماً لا يخلّصه إلّا إلى إحدى النارين: نار الندم أو نار جهنّم(1).
أو بعبارة أخرى: أنّ الإنسان غالباً ما يُخطىء، وخصوصاً في بداية سيره إلى اللَّه تعالى، فإذا ما وجد أنّ أبواب العودة مؤصدة في وجهه، فسيورثه اليأس الكامل، ويبقى يُراوح في مكانه، ولذلك فإنّ التّوبة تعتبر من الاصول المهمّة في الإسلام، فهي تدعو كلَّ المذنبين إلى العمل لإصلاح أنفسهم، والدّخول في دائرة الرّحمة الإلهيّة، والسّعي لجبران ما مضى.
وقد بيّن الإمام السّجاد (عليه السلام)، في مناجاته: «مناجاة التائبين» أفضل وأحلى صورة لها، فقال: ((إِلهي أَنْتَ الّذِي فَتَحْتَ لِعبادِكَ باباً إِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوبَةَ فَقُلْتَ تُوبُوا إِلى اللَّهِ تَوبَةً نَصُوحاً، فَما عُذْرُ مِنْ أَغْفَلَ دُخُولَ البابِ بَعْدَ فَتْحِهِ)).
والجدير بالذكر أنّ الباري تعالى يحبّ التّائبين؛ لأنّ التّوبة تعتبر الخطوة الأولى لكي يعيش الإنسان في أجواء السّعادة والحياة الكريمة.
وقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): ((إِنّ اللَّهَ تَعالى أشَدُّ فَرَحاً بِتَوبَةِ عَبْدِهِ، مِنْ رَجُلٍ أَضَلَّ راحِلَتَهُ وَزادَهُ، فِي لَيلَةٍ ظَلْماءَ فَوَجَدها)) (2).
فهذا الحديث مزج بكنايات خاصة وعبارات جذّابة، ليبيّن أنّ التّوبة في الواقع، الزّاد والرّاحلة لعبور الإنسان من وادي الظّلمات، ليصل إلى معدن النّور والرّحمة، ويعيش حالات الكرامة في الصفات الإنسانيّة.
وعلى أيّة حال، فإنّ ما يطرح في مبحث التّوبة أمورٌ عديدةٌ، أهمّها هي:
1 ـ حقيقة التّوبة.
2 ـ وجوب التّوبة.
3 ـ عمومية التّوبة.
4 ـ أركان التّوبة.
5 ـ قبول التّوبة، هل عقلي أو نقلي؟
6 ـ تقسيم التوبة وتجزئتها.
7 ـ دوام التوبة.
8 ـ مراتب التوبة.
9 ـ معطيات وبركات التّوبة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المحجّة البيضاء، ج 7، ص 6 و7، مع التلخيص.
(2) المناجيات الخمسة عشر للإمام السجاد (عليه السلام)، المناجاة الأولى؛ بحار الأنوار، ج 94، ص 142.
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|