أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1566
التاريخ: 21-7-2016
1830
التاريخ: 23-12-2021
2133
التاريخ: 24-6-2021
1935
|
«التوبة» في الأصل هي الرجوع عن الذّنب «هذا إذا ما نسبت للمذنبين»، ولكن الآيات القرآنيّة والرّوايات نسبتها إلى الباري تعالى، وعليه فيصبح معناها: الرجوع إلى الرّحمة الإلهيّة، تلك الرحمة التي سُلبت من الإنسان إثر ارتكابه للمعصية والذّنب، فبعد عودته لموقع العبودية والعبادة، تمتد إليه الرّحمة الإلهيّة من جديد، وبناءً على ذلك فإنّ أحد أسماء الباري تعالى، هو (التوّاب).
و«التّوبة» في الحقيقة: هي مشترك لفظي أو معنوي بين اللَّه وعباده، (ولكن إذا ما نُسبت للعبد، تتعدّى بكلمة «إلى»، وإذا ما نُسبت للباري تعالى، فهي تتعدّى بكلمة «على») (1).
وورد في «المحجّة البيضاء» عن حقيقة التّوبة فقال: اعلم أنّ التّوبة عبارةٌ عن معنى ينتظم ويلتئم، من ثلاثة أمورٍ مرتّبةٍ: علم وحال وفعل، فالعلم أوّل والحال ثانٍ والفعل ثالث، أمّا العلم فهو معرفة عِظم ضرر الذنوب، وكونها حجاباً بين العبد وبين كلّ محبوب، فإذا عرفت ذلك معرفةً محقّقةً بيقينٍ غالب على قلبه، ثار من هذه المعرفة، تألّمٌ للقلب بسبب فوات المحبوب، فإنّ القلب مهما شعر بفوات محبوبه تألّم، فإن كان فواته بفعله تأسّف على الفعل المفوّت، فيسمّى تألّمه بسبب فعله المفوّت لمحبوبه ندماً، فإذا غلب هذا الألم على القلب واستولى؛ انبعث من هذا الألم في القلب، حالة أخرى تسمّى إرادةً وقصداً إلى فعلٍ له تعلّق بالحال وبالماضي والاستقبال.
فثمر نور هذا الإيمان مهما أشرق على القلب، نار الندم فيتألّم به القلب، حيث يبصر بإشراق نور الإيمان أن صار محجوباً عن محبوبه (2).
وهو الشّيء الذي يدعوه البعض: بالثّورة الروحيّة والنفسيّة، ويعتبرون التّوبة نوعاً من الانقلاب الرّوحي في باطن الإنسان على كلّ شيء، وتحثّه هذه الحالة على اتّخاذ موقف جديد، حيال أعماله وبرامجه الآتية، من موقع الوضوح في الرّؤية لعناصر الخير والشرّ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) تفسير الفخر الرازي وتفسير الصّافي، ذيل الآية 37 من سورة البقرة.
(2) المحجّة البيضاء، ج 7، ص 5.
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|