أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-14
247
التاريخ: 21-7-2016
1837
التاريخ: 2024-11-19
229
التاريخ: 21-7-2016
2002
|
اتّفق علماء الإسلام على وجوب التّوبة، وكذلك فإنّ القرآن قد صرّح بها في الآية الثامنة من سورة التّحريم: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ} [التحريم: 8].
إنّ كلّ الأنبياء عندما يتقلدّون أعباء الرّسالة، فأوّل شيء يدعون إليه هو التّوبة، لأنّه بدون التّوبة وتنقية القلب، لا يوجد مكان للتّوحيد والفضائل في أجواء النّفس وواقع الإنسان.
فالنّبي هود (عليه السلام)، أوّل ما دعى قومه إلى التّوبة والاستغفار، فقال تعالى: {وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ...} [هود: 52].
وكذلك النّبي صالح (عليه السلام)، جعل التّوبة أساساً لعمله ودعوته، فقال تعالى:{فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} [هود: 61].
ثم النّبيّ شعيب (عليه السلام)، الذي تحرك في دعوته من هذا المنطلق، فقال تعالى: {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90].
ودعمت الروايات ذلك الأمر، وأكّدت على وجوب التّوبة الفوريّة، ومنها:
1 ـ وصيّة الإمام علي (عليه السلام) لابنه الإمام الحسن (عليه السلام): ((وَإِنْ قَارَفْتَ سَيِّئَةً فَعَجِّلْ مَحوَها بِالتَّوبَةِ)) (1).
طبعاً حاشا للإمام أن يقترف الذّنوب، ولكن قصد الإمام علي (عليه السلام) هنا تنبيه الآخرين إلى هذا المعنى.
2 ـ قال الرّسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لابن مسعود: ((يابنَ مَسْعُودَ لا تُقَدِّمِ الذَّنْبَ وَلا تُؤَخِرِ التَّوبَةَ، وَلَكِنْ قَدِّمِ التَّوبَةَ وَأَخِّرِ الذَّنْبَ)) (2).
3 ـ وفي حديثٍ آخر، قال الإمام علي (عليه السلام): ((مُسَوِّفُ نَفْسِهِ بِالتَّوبَةِ مِنْ هُجُومِ الأَجَلَ عَلَى أعْظَمِ الخَطَرِ)) (3).
4 ـ وقال الإمام الرضا (عليه السلام) نقلًا عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): ((لَيسَ شَيءٌ أَحَبُّ إلَى اللَّهِ مِنْ مُؤمِنٍ تائِبٍ أو مُؤمِنَةٍ تائِبَةٍ)) (4).
ويمكن أن يكون هذا الحديث دليلًا على وجوب التّوبة؛ لأنّها أحبّ الأشياء إلى اللَّه تعالى في دائرة السّلوك البشري.
مضافاً إلى ذلك، هناك دليلٌ عقلي على وجوب التّوبة، وهو أنّ العقل يحكم بوجوب دفع الضّرر المحتمل أو المتيقّن، وتحضير وسائل للنجاة من العذاب الإلهيّ، وبما أنّ التّوبة هي أفضل وسيلةٍ للنجاة من العذاب، فلذلك يحكم العقل السليم بوجوبها، فالعاصين أنّى لهم الخلاص، من العذاب الدّنيويّ والأخرويّ، ولمّا يتوبوا بعد؟!
نعم، فإنّ التّوبة واجبةٌ، بدليل القرآن والرّوايات والعقل، إضافةً إلى قبول المسلمين لها أجمع، وبناءً عليه فإنّ الأدلّة الأربعة تحكم بوجوب التّوبة، ووجوبها فوريّ، وقد تطرّق علم الأصول لهذا الأمر، على أساس أنّ الأوامر كلّها ظاهرةٌ في الوجوب ما لم يثبت العكس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار، ج 74، ص 208.
(2) بحار الأنوار، ج 74، ص 104.
(3) مستدرك الوسائل، ج 12، ص 130.
(4) مستدرك الوسائل، ج 12، ص 125.
|
|
واجه خطر الخرف.. بمعادلة "الركائز الأربع"
|
|
|
|
|
دراسة: القلب يملك "دماغا صغيرا" خاصا به
|
|
|
|
|
مليكة الروم.. إصدارٌ جديد للهيأة العُليا لإحياء التراث
|
|
|