ابطال قول المجبرة إن اللّه يكلف عباده ما لا يطيقون
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص37-38.
2025-02-07
712
ابطال قول المجبرة إن اللّه يكلف عباده ما لا يطيقون
قال تعالى : {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء : 28].
قال الشيخ الطوسي : معنى قوله : يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ ههنا أي في نكاح الإماء ، لأن الإنسان خلق ضعيفا في أمر النساء .
وأصل التخفيف خفة الوزن ، والتخفيف على النفس بالتيسير ، كخفة الحمل بخفة الوزن ، ومنه الخفافة النعامة السريعة ، لأنها تسرع إسراع الخفيف الحركة ، والخفوف السرعة ، ومنه الخف الملبوس لأنه يخف به التصرف ، ومنه خف البعير . والمراد بالتخفيف ههنا تسهل التكليف ، بخلاف التصعب فيه ، فتحليل نكاح الإماء تيسير بدلا من تصعيب ، وكذلك جميع ما يسره اللّه لنا إحسانا منه إلينا ، ولطفا بنا .
فإن قيل : هل يجوز التثقيل في التكليف ، مع خلق الإنسان ضعيفا عن القيام به بدلا من التخفيف ؟
قيل : نعم إذا أمكنه القيام به ، وإن كان فيه مشقة ، كما ثقل التكليف على بني إسرائيل في قتل أنفسهم ، غير أن اللّه لطف بنا فكلمنا ما يقع به صلاحنا ، بدلا من فسادنا . وفي الآية دلالة على فساد قول المجبرة : إن اللّه يكلف عباده ما لا يطيقون ، لأن ذلك مناف لإرادة التخفيف عنهم في التكليف ، من حيث أنه غاية التثقيل . وقوله : ( وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً ) أي يستميله هواه « 1 ».
_________________
( 1 ) التبيان : ج 3 ، ص 175 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة