مقاومة الآفات للمبيدات Pesticides Resistance

يعتبر الاستخدام المكثف والمتكرر لأنواع معينة ومحددة من المبيدات من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى ظهور العديد من سلالات الآفات المقاومة لهذه الأنواع من المبيدات الأمر الذي يؤدي في نهاية الأمر إلى وقف استخدام تلك المبيدات والبحث عن مبيدات فعالة بديلة عنها أو وسائل أخرى للمكافحة، حيث أصبحت ظاهرة مقاومة الآفات الزراعية لأنواع المبيدات المختلفة شائعة لدرجة أن بعض الآفات الحشرية أصبح من الصعوبة بمكان القضاء عليها أو مكافحتها بواسطة المبيدات.

اتضح من واقع الدراسات التطبيقية التي تمت في هذا المجال ان التركيز الموصى باستخدامه لمكافحة الآفة لا يقتل 100% من الافراد، فتنجو بعض الافراد التي لديها صفات تجعلها اكثر تحملا للمبيد ، وبالتالي تتزاوج وتنتج افراد اكثر تحملا للمبيد، ومع تكرار المعاملة بنفس المبيد واستمرار تكاثر الافراد يؤدي في النهاية الى ظهور سلالة مقاومة من هذ الآفة للمبيد المستخدم. وقد اظهرت الدراسات ازدياد اعداد الآفات المقاومة لفعل المبيدات عاما بعد آخر في جميع انحاء العالم.

ونظرا لأهمية تحديد مستوى مقاومة الآفات لفعل المبيدات، تجرى العديد من القياسات والاختبارات التشخيصية لتقصي مستوى مقاومة الآفات بمعرفة بعض المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية WHO . كما أن الاستخدام المتكرر للمبيدات الكيميائية أعطى الفرصة للكثير من الآفات الحشرية الضارة والثانوية داخل البيئة أن تتكاثر وتنتشر بسرعة، الأمر الذي أدى إلى زيادة خطورتها نتيجة للخلل الذي أحدثه عدم التوازن الطبيعي في البيئة، وكذلك نتيجة للقضاء على مختلف الأعداء الحيوية النافعة مثل المفترسات والطفيليات الحشرية والفطريات والجراثيم والفيروسات، وجميعها تعمل بقدر كبير في مجال المقاومة الحيوية.

الجدير بالذكر أن المراجع العلمية اشارت إلى أن أول حالة لمقاومة الحشرات لفعل المبيدات تم اكتشافها بواسطة العالم Melander عام 1914م. ولا تقتصر مقاومة الآفات للمبيدات على الحشرات فقط ولكن قد تحدث أيضا في الكائنات الأخرى مثل البكتيريا والثدييات والنباتات البذرية. ولقد أثرت ظاهرة المقاومة على فاعلية مدى واسع من المبيدات الكيميائية المختلفة مثل المضادات الحيوية والمبيدات الحشرية ومبيدات القوارض وغيرها.