ان في عام 1972اطلق أول قمر صناعي لدراسة الكرة الأرضية و مراقبتها وكان ذلك ميلاد علم جديد هو علم الاستشعار عن بعد الذي اخذ يتطور بتطور علم الكمبيوتر وتعدد أنواع التوابع الصنعية حسب درجاتها العلمية المتخصصة. إن حداثة هذا العلم تدعونا إلى التعريف به قبل الحديث عنه.

ونعرض ثلاثة تعريفات مختلفة لعلم الاستشعار عن بعد:

1- يقصد بالاستشعار عن بعد مجموع العمليات التي تسمح بالحصول على معلومات عن شيء على سطح الأرض دون أن يكون هناك اتصال مباشر بينه و بين جهاز التقاط المعلومات  (1981-  Coney ).
2-الاستشعار عن بعد هو ذلك العلم الذي يستخدم خواص الموجات الكهرومغناطيسية  electromagnetic waves 

 المنعكسة أو المنبعثة من الأشياء الأرضية أومن الجو أو مياه البحار والمحيطات في تعرفها وتُحمل أجهزة التقاط الموجات بواسطة الأقمار الصناعية والطائرات و البالونات ( Alouges , 1977 , Courel , 1985).

3- من ناحية الدراسات الأرضية.. يمكننا أن ننظر إلى الاستشعار عن بعد على انه مجموعة الوسائل( طائرات- أو أقمار- وأجهزة التقاط البيانات- ومحطات الاستقبال- ومجموعة برامج معاملة المعطيات المستقبلة ) التي تسمح بفهم العناصر المكونة للأرض عن طريق خواصها الطيفية ( Girard , 1977)

وتنقسم طرق الاستشعار عن بعد تبعاً لوسائل حمل أجهزة الالتقاط إلى نوعين:

1- الاستشعار الفضائي spatial remote sensing : وفيه تحمل أجهزة الالتقاط على متن الأقمار الصناعية التي تطير على ارتفاعات عالية جداً والنوع الثاني  هو الاستشعار الجوي وفيه توضع أجهزة التقاط المعطيات بالطائرات التي تطير على ارتفاعات منخفضة نسبياً.

ومن ناحية أخرى .. يمكن تصنيف الاستشعار عن بعد طبقاً لنوع المعطيات المستقبلة إلى:

2- الاستشعار الفعال active remote sensing : وتكون المعطيات المستقبلة فيه عبارة عن انعكاسات طيفية حيث تقوم الأقمار الصناعية بإرسال الموجات الكهرومغناطيسية الشكل (1) إلى سطح الأرض فترتطم به وتنعكس ليستقبلها الرادار الذي يقوم بإرسالها إلى محطات الاستقبال الأرضية ground reception station .

- الاستشعار غير الفعال Passive remote sensing : وتكون المعطيات المستقبلة فيه عبارة عن الانبعاث الطيفي من سطح الأرض و الأجسام التي عليها ويعرف مقدار هذه الانعكاسات أو الانبعاثات بالمعطيات الرقمية Digital data  .

ولإدراك المقصود بالمعطيات الرقمية الخاصة بالأقمار الصناعية تخيل إن الصورة تتكون من كمٍّ هائل من النقاط الأساسية (pixels) كل منها يمثل مساحة أرضية تختلف من قمر لآخر (فهي 57×79م في السلسلة الأولى أقمار لاندسات الأمريكية 15×15م أو 20×20م في حالة القمر الفرنسي SPOT  سبوت ) وهذه المساحة الأرضية تصدر منها انبعاثات أو انعكاسات كهرومغناطيسية تلتقطها أجهزة القمر التي ترسل متوسطاتها إلى محطات الاستقبال الأرضية.

ويتوقف عدد المتوسطات (المعطيات الرقمية )لأية نقطة أساسية على عدد القنوات (الأطوال الموجية التي تُستقبل عليها الانبعاثات أو الانعكاسات الطيفية الشكل(2).