المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) حجّة الله يوم القيامة
2024-04-26
امساك الاوز
2024-04-26
محتويات المعبد المجازي.
2024-04-26
سني مس مربي الأمير وزمس.
2024-04-26
الموظف نفرحبو طحان آمون.
2024-04-26
الموظف نب وعي مدير بيت الإله أوزير
2024-04-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الفنون الشعرية في عصر الخلافة الأموية بالأندلس  
  
4593   07:23 مساءاً   التاريخ: 10-2-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص195-200
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

 بقيت فنون الشعر في عصر الخلافة الأموية بالأندلس هي نفسها الفنون المشرقية: المدح و الفخر و الحماسة و الرثاء و الهجاء و الوصف و الغزل و النسيب و العتاب و الأدب (الحكمة) . غير أنّ الأغراض (الموضوعات الجزئية) في عدد من هذه الفنون قد عرفت أشياء جديدة، و خصوصا في الوصف الذي اتّسع في الأندلس خاصّة اتّساعا عظيما، و على الأخصّ وصف المعارك البحرية ثمّ وصف الرياض من عالم الطبيعة و وصف المنشآت من عالم العمران (كوصف المدن و رثائها مثلا) . و لقد رقّت في هذه الفنون كلّها عاطفة الشاعر و اتّسع خياله. و لكن الشعر عامّة ظلّ-من حيث المعاني المبتكرة و المدارك البعيدة الغور- أدنى طبقة من الشعر المشرقيّ. ثمّ إنّ المدارك الفلسفية الصحيحة لم تجد طريقها إلى الشعر الأندلسيّ، لأنّ دراسة الفلسفة نفسها قد تأخّرت في الغرب الإسلاميّ عنها في الشرق الإسلاميّ، و لأنّ سيادة مذهب دينيّ واحد (هو المذهب المالكيّ) لم يشجّع على إبداء الآراء المختلفة كما كان الشأن في المشرق مع تعدّد المذاهب و الأديان و الفلسفات. و لا شكّ في أنّنا نجد في الشعر المغربيّ عامّة، في باب الأدب (الحكمة) ، خطرات من الفكر المثقّف قد تبلغ إلى ما عند ابن الروميّ و عند المتنبيّ أحيانا. و لكنّنا لا نجدها تبلغ-من حيث القصد و المنطق و الشمول و الجرأة الصحيحة-إلى ما نجد عند أبي العلاء المعرّيّ.

غير أنّه كان لانتشار المذهب الفاطميّ (و هو مذهب باطنيّ حلوليّ) (1) في المغرب- و لدى نفر قليلين من الأدباء المتكسّبين-أثر في تقبّل عدد من المدارك الخارجة عن التوحيد. من أشهر هؤلاء الأدباء الشاعر ابن هاني الأندلسيّ (ت 362) فقد قال في مدح المعزّ لدين اللّه الفاطميّ (341-365 ه‍) :

ما شئت، لا ما شاءت الأقدارُ... فاحكم، فأنت الواحد القهّارُ

و سوى ذلك ممّا تراه في ترجمته.

و لا شكّ في أنّ الوصف- وصف الطبيعة-كان أبهى مظاهر الشعر الأندلسيّ، لجمال البيئة الطبيعيّة في الأندلس و لتنوّع مظاهرها. و مع الإيقان بأنّ الأندلسيّين كانوا بارعين جدّا في وصف الجنان و الأنهار و الأشجار و الأزهار و في وصف السماء و ما فيها، فإنّهم لم يكسفوا في ذلك نور ابن الروميّ (ت ٢٨٣) و ابن المعتزّ (ت 296) و الصّنوبريّ (ت 334) في ذلك الفنّ و لا في أغراضه. ببد أنّ هذا كلّه لا يمنع الدارس من أن يكون منصفا فيرى للأندلسيّين في وصف الطبيعة-و في غير وصف الطبيعة-خيالا جميلا و لفتات كثيرة بارعة. غير أنّ تزاحم الصّور أحيانا ثمّ محاولة الإغراب أحيانا أخرى كانا يفقدان تلك الأخيلة كثيرا من وضاءتها. هذا الوصف البارع لمظاهر الطبيعة كان في الأندلس-منذ هذا الدور الباكر-أحد مقوّمات الأدب الأندلسيّ.

و واضحٌ في صورة العصر السابق (عصر الأمراء المتوارثين) اتّكاء يحيى الغزال (ت 250) في الخمريّات على أبي نواس. و يحسن أن نشير هنا إلى أنّ ابن درّاج القسطلّيّ (ت 4٢١) -بعد الغزال بجيلين من الدهر أو يزيدان (2) - قد اتّكأ في إحدى مدائحه (و الغاية هنا ضرب مثل فقط) على قصيدة بعينها لأبي نواس نفسه، في الفنّ و الغرض و النفس و البحر و القافية. و لم ينس ابن درّاج أن يودّع امرأته-قبل أن يذهب إلى الممدوح-و أن يمنّيها عطاء جزيلا، كما فعل أبو نواس تماما. و هذا يتّضح بأدنى نظر من مقارنة قصيدة ابن درّاج «دعي عزمات المستضام تسير» بقصيدة أبي نواس «أجارة بيتينا، أبوك غيور» . و في مختارات ابن درّاج جانب من قصيدته المذكورة.

ثمّ بالغ المغاربة و الأندلسيّون في محاكاة المشارقة في الأغراض، حتّى في وصف الصحراء و البادية، و وصف الأطلال و النياق، مع أنّ الغالب على الأندلس خاصّة كثرة الأنهار و الرياض.

أمّا الأسلوب فإنّه أصبح في هذا الدور-عموما-أكثر رشاقة و أناقة، مع فصاحة الألفاظ و سهولة التراكيب و وضوح المعاني، و إن كان ذلك الأسلوب ذاته قد ركّ تركيبه قليلا أو كثيرا. غير أنّ الشاعر الفصيح لم يدخل شيئا من الألفاظ العاميّة في شعره و لا ترك الإعراب. و يلفت النظر أنّ الأندلسيّين و المغاربة قد استعملوا ألفاظا عربية لم تبق - منذ ذلك الحين - مألوفة في المشرق، كما اجتهدوا في اشتقاق صيغ متنوّعة أو في استحداث معان جديدة لصيغ قديمة بحسب ما اقتضته أحوال بيئاتهم. و هذا ما حمل المستشرق الهولنديّ راينهارت دوزي على تصنيف قاموس لهذه الألفاظ و الصيغ و المعاني (3). و ربّما لجأت أنا إلى الإشارة إلى عدد من الصيغ و المعاني التي ترد في النصوص الأندلسية من هذا الجزء، ثمّ لا تكون قد وردت في القواميس العربية المعتمدة، بأن أحصرها بين أهلّة أو بأن أنصّ على أنّها لم ترد في القاموس (و تكون الإشارة عادة إلى القاموس المحيط للفيروزآبادي) .

و أمّا في الخصائص اللفظيّة فإنّ الشعر الأندلسيّ لم تكن له في التركيب تلك المتانة التي صنعت روعة الشعر المشرقيّ. و لمّا قصّر الأندلسيّون في اختراع المعاني و الغوص عليها تعلّقوا بالألفاظ الجميلة و بالتنميق و الزخرف. و لا ينكر أحد عليهم ألفاظهم ذات الطلاوة و الرنين في التراكيب السهلة. و لقد نحا معظم شعراء الأندلس نحو البحتري (ت 286 ه‍) في الاتّكاء على الألفاظ الفصيحة الحلوة و التراكيب السهلة العذبة و المعاني المألوفة القريبة المأخذ. و لكنّ البحتريّ ظلّ في ذلك كلّه زعيم الشعراء الذين اختاروا أن يسلكوا سبيل الألفاظ الرائقة و ينشروا لواء الديباجة الأنيقة.

و في هذا الدّور بدأ الاهتمام بالملاحم. قال ابن خلدون (المقدمة 6٠٢) : كتب الناس في حدثان الدول منظوما و منثورا و رجزا ما شاء اللّه أن يكتبوا. و في أيدي الناس (أشياء كثيرة متفرّقة) منها، و تسمّى الملاحم. و بعضها في حدثان الملّة على العموم، و بعضها في دولة (دولة) على الخصوص. و كلّها منسوبة إلى مشاهير من أهل الخليقة. و ليس لها أصل يعتمد على روايته عن واضعه المنسوبة إليه.

و أوّل إشارة إلى الملاحم نجدها في آثار يحيى بن حكم الغزال المتوفّى سنة 250 (راجع ترجمته) .

و من الملاحم الثابتة المعروفة أرجوزة لابن عبد ربّه (ت ٣٢٨) تبلغ أربعمائة و خمسين بيتا فيها وصف لحروب عبد الرحمن الناصر، من سنة ٣٠١ إلى سنة ٣٢٣ (٩١٣-٩٣٣ م) . و لكنّ اهتمام ابن عبد ربّه في ملحمته كان بسرد الأحداث التاريخية، و لم يعن بالفنّ الملحميّ، من التزيين بالخيال و من براعة القصص و وصف البطولات و حبك المفاجئات و تدخّل القوى الخارقة للطبيعة في سبيل حلّ العقد (ممّا هو معروف في الملاحم التي هي على النمط اليونانيّ) .

و يقال إنّه كان لابن عبد ربّه موشّحات (راجع ترجمته). و لكن لم يصل إلينا شيء منها. و لم يورد ابن عبد ربّه شيئا من موشّحاته-و لا من موشّحات غيره-في كتابه «العقد»، مع كثرة ما يورد من شعر غيره و شعر نفسه في هذا الكتاب.

و مع كلّ هذا التجديد الطارئ على الأدب الأندلسيّ-في الشعر و في النثر-فإنّ الرجز (و هو فنّ بدويّ جاف و نتاج فطريّ بسيط-حتّى قيل فيه: إنّه حمار الشعر) ظلّ معروفا في الأندلس، لا في الألفيّات الفقهيّة و النحوية و ما شابهها فقط، بل في الإنشاد الوجدانيّ أيضا. و قد ظلّ الرجز مألوفا إلى أواخر العصر الأندلسي. و في نفح الطيب نحو مائة شاهد تطول أو تقصر من هذا البحر (4) .

فمن الراجزين في عصر الخلافة أبو المطرّف عبد اللّه بن محمّد الأصمّ (ت 335) ، «كان نحويّا لغويّا فصيح اللسان شاعرا مجوّدا. و أكثر أشعاره على مذاهب العرب، و له أراجيز فصيحة» (الزبيدي ٣٣١) .

و للشاعر الرماديّ (ت 4٠٣) المشهور رجز في موضوع حضريّ من وصف الخمر و وصف الطبيعة (نفح الطيب 4:٧4) :

نوء و غيث مسبلُ... و قهوة تسلسلُ (5)

تدور بين فتيةٍ... بخلقهم تمثّل (6)

و الأفق من سحابه... طلٌّ ضعيفٌ ينزل (7)

كأنّه من فضّةٍ... برادة تغربل (8)

و مرّ ابن شهيد (ت 4٢6) برجل من معارفه بين يديه زنبيل فيه حرشف (9) فأصرّ عليه الرجل أن يصف ذلك الحرشف، فقال ابن شهيد ارتجالا (نفح الطيب 3:246) أشطرا منها:

هل أبصرت عيناك، يا خليلي... قنافذا تباع في زنبيلِ (10)

من حرشف معتمد جليل... ذي إبر تنفذ جلد فيل (11)

كأنّها أنياب بنت الغول... لو نخست في است امرئ ثقيل

               لقفّزته نحو أرض النيل (12)

______________________

1) الفاطمي، الباطنيّ (انظر، فوق، ص ١٧٠) . مذهب الحلول: الاعتقاد بأن اللّه يمكن أن يتمثّل بالبشر، يحل في جسم بشريّ.

2) الجيل ثلاث و ثلاثون سنة.

3) R.G.Dozy (1981-1982)

4) راجع نفح الطيب 8:448-45٢(فهرست الرجز) .

5) النوء في الأصل منزلة للنجم يحدث في زمانها مطر. الغيث: المطر النافع. المسبل: الكثير (الهطول) . المستمر. القهوة: الخمر المطبوخة بالنار. تسلسل-تتسلسل: من «سلسل» : صبّ (الماء) شيئا فشيئا. (خمر كانت تشرب قليلا قليلا) .

6) بخلقهم تمثّل (كانت رقيقة دمثة، ليّنة مثل أخلاقهم الكريمة) .

7) الطلّ: المطر الخفيف.

8) البرادة: القطع الصغيرة المنفصلة من قطعة كبيرة من المعدن بعد حكّها بمبرد.

9) الزنبيل: وعاء كبير مصنوع من خوص النخل (قفة) . الحرشف، أو الخرشف، و الخرشوف: شوكة الدمن، أرضي شوكي (لفظ تركيّ!) : نبات مأكول يتألّف من قرص مغطّى بطبقات مثلّثة ليفية تنتهي بطرف إبريّ.

10) قنفذ (بضمّ فسكون فضمّ) : الشيهم (بفتح فسكون ففتح) ، الدلدل (بضمّ فسكون) ، الدلدول (بالضم) : حيوان يشبه الجرذون و لكن أكبر حجما، جسمه مغطّى بشوك مثل الإبر يستطيع أن يطلقها على عدوّه دفاعا عن نفسه. و يستطيع أن يخفي رأسه في بطنه فيتكوّر و يصبح كرة مغطّاة بشوك، و لذلك يسمّيه العامّة «كبّابة الشوك» .

11) معتمد: معتبر (حسن النوع، مرغوب فيه). جليل: كبير الحجم. تنفذ: تخرق.

12) نخس: شكّ. الاست: المقعدة (بالكسر) ، مؤخّرة البدن. قفّزته (ليست في القاموس) : جعلته يقفز.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية