المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) حجّة الله يوم القيامة
2024-04-26
امساك الاوز
2024-04-26
محتويات المعبد المجازي.
2024-04-26
سني مس مربي الأمير وزمس.
2024-04-26
الموظف نفرحبو طحان آمون.
2024-04-26
الموظف نب وعي مدير بيت الإله أوزير
2024-04-26

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خصائص الأدب وأعلامه في عصر الأمراء المتوارثين في المغرب والأندلس  
  
2522   07:28 مساءاً   التاريخ: 10-2-2016
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص64-74
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-06 356
التاريخ: 2023-02-05 961
التاريخ: 7/12/2022 936
التاريخ: 2023-02-11 733

في هذه الفترة، في عصر الأمراء المتوارثين، من سنة ١٣٨ إلى سنة 316 (756-٩٢٩ م) ، تطوّر الأدب في الأندلس و في المغرب كلّه تطوّرا كبيرا: ترقّى الشعر من الحماسة الجافية في الرجز إلى الوصف الجيّد و الأغراض الوجدانيّة في الأوزان المطربة. و يقال إنّ التوشيح المترف نشأ في هذا الدور على يدي مقدّم بن معافى القبريّ (ت ٢٩٩ ه‍) غير أنّ الخصائص العامّة من الفنون و الأغراض و الأسلوب ظلّت كلّها مشرقيّة. ثمّ لم يصل إلينا موشّحات من نظم مقدّم بن معافى.

أما في الحقبة الأولى من هذه الفترة، في بقيّة القرن الثاني للهجرة، فقد كان الجانب الأوفر من قائلي هذا الشعر و النثر من المشارقة الذين طرءوا هم أنفسهم على المغرب و الأندلس جنودا و ولاة أو من أولئك الذين كان أسلافهم قد طرءوا على المغرب و الأندلس. أمّا الذين تعرّبوا من البربر و جعلوا ينظمون و ينثرون في هذه الفترة فكانوا لا يزالون قليلين جدّا؛ و كانت خصائصهم الأدبية لا تزال ضعيفة غير مصقولة.

لأمراء البيت الأمويّ في الأندلس-سواء منهم من تولّى الملك و من لم يتولّه- شعر بعضه جيّد. و في هذا الجزء نفر منهم جميعا خصّوا بتراجم مستقلّة: عبد الرحمن الداخل (١٣٨-١٧٢) و ابنه هشام (و قد ولد في قرطبة سنة ١٣٨) و حفيده الحكم ابن هشام (١٨٠-206) و عبد الرحمن الأوسط (206-٢٣٨ ه‍) و عبد اللّه بن محمّد (275-٣٠٠) آخر الأمراء المتوارثين.

ثمّ هنالك آثار أدبية لنفر آخرين من بني أميّة جاءوا مع عبد الرحمن الداخل أو لحقوا به بعد مديدة منهم عبد الملك بن عمر بن مروان بن الحكم (ت نحو 160) و منهم حبيب بن عبد الملك بن عمر بن الوليد (ت 160) و منهم عبد الملك بن بشر بن عبد الملك بن بشر بن مروان قتل أبو جعفر المنصور العبّاسيّ أباه فنجا هو و قصد الأندلس فدخلها في صدر إمارة عبد الرحمن الداخل. و عبد الملك بن بشر هذا كان شاعرا روى له ابن الأبّار شيئا من الرثاء و الفخر و من الهجاء و الغزل. فمن غزله: (الحلّة السيراء 1:59) :

و بنفسي من عندها اليوم قلبي علق في حبالها معمود (1)

كلّما قلت قد تناهيت عنها عادني من غرامها ما يعود (2)

فبقلبي من لاعج الحبّ منها كلّ يوم سقم و حزن جديد (3)

و نعدّ في هذه الفترة - من غير أهل البيت الأمويّ-في الأندلس أيضا إبراهيم ابن محمّد بن إبراهيم بن مزين الأوديّ، و هو من المولّدين (4)، أورد له ابن الأبار (الحلّة السيراء ١:٨٨) شيئا من الغزل الرقيق:

بأبي أنت من غزالٍ مليحٍ... ليس فيه لمن تأوّل لو لا (5)

روضة الحسن فيك تزهى، و لكن... كلّ حول يبقى ربيعك حولا (6)

و يبدو من مراجعة الحلّة السيراء (7) أنّ الشعراء و الناثرين في إفريقية و المغرب من الطارئين عليهما كانوا غير قليلين؛ من هؤلاء الحسن بن حرب الكنديّ و يزيد بن حاتم بن قبيصة بن المهلّب ثمّ ابن أخيه الفضل بن روح بن حاتم ثمّ عبدويه و سواهم.

من أوائل الأدباء و المترسّلين في إفريقية خالد بن ربيعة الإفريقيّ (8) رحل إلى الشام في خلافة هشام بن عبد الملك (105-125) و تثقّف بأشياء من اللّغة و النحو و الأدب و كان من أوائل الذين خدموا في ديوان الإنشاء في دمشق فنشأت بينه و بين عبد الحميد بن يحيى الكاتب (قتله العبّاسيّون سنة ١٣٢) مودّة. و يبدو أنّه عاد إلى إفريقية بعد سقوط الدولة الأمويّة فاتّصل بعبد الرحمن بن حبيب الفهريّ (ت 162) والي القيروان من قبل العبّاسيّين فولاّه عبد الرحمن شؤون ولايته في المغرب. و كان خالد بن ربيعة مترسّلا بليغا له رسائل و له مجموع في الأدب نحو مائتي ورقة (ألف سطر) . و كانت وفاته سنة 140.

و ثار الحسن بن حرب الكنديّ على الأغلب بن سالم، في سنة 150(767 م) فكتب الأغلب إلى الحسن بن حرب يتهدّده:

ألا من مبلغ عنّي مقالاً... يسير به إلى الحسن بن حربِ

فإنّ البغي أبعده و بالٌ... عليك، و قربه لك شرّ قرب (9)

فإن لم تدعني لتنال سلماً... و عفوي فادنُ من طعني و ضربي (10)

فردّ الحسن بن حرب عليه بقوله (11):

ألا قولوا لأغلب غير سرٍّ... مغلغلة عن الحسن بن حربِ (12)

بأنّ الموت بينكمُ و بيني ... و كأس الموت أكره كلّ شرب

رويدكمُ، فيومكمُ و يومي ... و إن بَعُدا، مصيرهما لقرب

ثمّ وقع القتال بين الأغلب بن سالم و الحسن بن حرب فقتل الأغلب، في شهر شعبان من تلك السنة فرثاه الحكم بن ثابت السعديّ، و هو شاعر مجيد من نسل الشاعر الجاهلي سلامة بن جندل (ت ٣٢ قبل الهجرة) بأبيات جياد منها (13):

لقد أفسد الموت الحياة بأغلبٍ... غداة غدا للموت في الحرب معلما (14)

تبدّت له أمّ المنايا فأقصدت... إذا كان يلقى الموت في الحرب صمّما (15)

أخا غزواتٍ ما تزال جيادهُ... تصبّح عنه غارة حيث يمّها (16)

أتته المنايا في القنا فاخترمنه... و غادرنه في ملتقى الخيل مسلما (17)

كأنّ على أثوابه من دمائه... عبيطا، و بالخدّين و النحر عند ما (18)

فبات شهيدا نال أكرم ميتةٍ... و لم يبغ عمرا أن يطول و يسقما (19)

ثمّ قتل الحسن بن حرب في أواخر شعبان فجيء به إلى تونس فصلب يوم السبت آخر يوم من شهر شعبان نفسه (150 ه‍) . و يبدو أنّ الحكم بن ثابت السعديّ لم يعمّر بعد ذلك طويلا، و لعلّ موته كان في أواخر سنة 15٠ نفسها (20).

و من هؤلاء عبدويه، و هو عبد اللّه بن الجارود العبديّ، أحد الثائرين في إفريقية، قاتل الفضل بن روح بن حاتم والي القيروان (١٧٧-١٧٨ ه‍) و قتله. و جهّز أبو عبد اللّه مالك بن المنذر الكلبي والي ميلة جيشا و قاتل ابن الجارود ليثأر بالفضل بن روح، و لكنّ مالكا قتل أيضا في المعركة. عندئذ سار العلاء بن سعيد بن مروان المهلّبي والي الزاب لقتال ابن الجارود، و لكن يبدو أنه لم يقع بين العلاء و بين ابن الجارود قتال لأنّ هارون الرشيد كان قد استطاع أن يستميل ابن الجارود و يستقدمه إلى بغداد.

لمّا التقى مالك بن المنذر بابن الجارود انهزم أصحاب مالك فترجّل مالك عن فرسه ثمّ هجم في نفر ممّن بقي معه من أصحابه و هو يقول (الحلة السيراء ١: ٨٧-٨٨) :

يا موت، إنّي مالك بن المنذرِ... أهتك حشو البيض و السنوّرِ (21)

أقتل من صابر أو لم يصبر... كأنّني أفعل ما لم يقدر (22)

فخرج إليه ابن الجارود و هو يقول (23):

إليّ فادنُ، مالك بن منذر... أنا الّذي قتلت ربّ المنبرِ (24)

جرّعته كأس الحمام الأحمر... فاصبر-ستلقاه-و إن لم يصبر (25)

و لمّا أراد العلاء بن سعيد أن يخرج لقتال ابن الجارود كتب إليه يقول (الحلة السيراء ١:٨٧) :

لعمرك، يا عبدوي، ما كنت تاركاً... دم الفضل أو يكسونيَ الترب ثائرُ (26)

نذرت دمي فانظر، إذا ما لقيتني... على من بكأسيها تدور الدوائر (27)

ستعلم، إن أنشبت فيك مخالبي... إلى أيّ قرن أسلمتك المقادر (28)

فقال عبدويه بن الجارود يردّ على العلاء بن سعيد (29):

أ في كلّ يوم ثائر قد قتلتهُ... بفضل؛ و ما ينفكّ للفضل ثائرُ (30)

قضيت لنفسي الثأر في قتل مالكٍ... و إنّي لها قتل العلاء لناذر (31)

فما للعلاء خيرة في لقائنا... و ليس له في الناس-إن فرّ-عاذرُ (32)

ثمّ هنالك في هذه الحقبة، في إفريقية و المغرب أيضا (33)، محمّد بن مقاتل بن حكيم العكّيّ، و تمّام بن تميم الدارميّ و الأغلب بن سالم (ت 149) و ابنه إبراهيم ابن الأغلب المشهور و يحيى بن الفضل بن النّعمان التميمي و خريش بن عبد الرحمن و عمران بن مجالد (توفّي قبيل ٢٠٠) و عامر بن المعمّر بن سنان التميميّ و حمزة بن السبّال المعروف بالحرون و غيرهم. ثمّ هنالك بهلول بن عبد الواحد المدغري (المضغريّ) ، و هو من البربر، و سيرد ذكره في ترجمة إبراهيم بن الأغلب.

و يحسن أن نشير إلى أنّ دراسة الفقه و النحو قد بدأت في الأندلس و في المغرب منذ هذا الطور الباكر.

و كذلك روي لرجال العدوة في إفريقية (القطر التونسي) و المغرب شعر و نثر ممّن تولّوا الإمارة في أقطارهم و ممّن لم يتولّوها، و من الذين ترجع أنسابهم إلى العرب أو إلى البربر. و يبدو أن هذا الشعر صحيح و لكن يبدو عليه أيضا تقليد كثير للمشارقة و أكثره في الحماسة و الفخر.

ثار عمران بن مجالد بن يزيد الربعيّ (34)على إبراهيم بن الأغلب (14٠-196 ه‍) و هاجم القيروان فلم يستطع التغلّب. ثمّ هرب إلى نواحي الزاب (35) و طلب الأمان من إبراهيم فأمّنه إبراهيم. ثمّ لما مات إبراهيم و خلفه ابنه أبو العبّاس عبد اللّه (١٩٧-٢٠١ ه‍) جدّد عمران طلب الأمان فأجابه أبو العبّاس إلى ما طلب و لكن عاد فغدر به و قتله (نحو ١٩٨) . و لعمران الربعيّ-و هو ينازل إبراهيم بن الأغلب حول القيروان-رجز منه:

يا رسل الموت، أنا عمرانُ ... أنا الذي أنتم له أعوانُ (36)

تصعق من خيفتي الفرسان يضحك عن أيامنا الزمان (37)

نحن ضربنا الناس حتّى دانوا نقتل أهل النكث حيث كانوا (38)

و كان حمزة بن السبّال المعروف بالحرون (39) أحد القوّاد الرؤساء الشجعان في جند إبراهيم بن الأغلب. و قد قتل حمزة هذا في إحدى معاركه في تونس في صفر من سنة ٢٠٩(أيار-مايو ٨٢٣ م) . و لحمزة رجز جيّد سهل منه (في نصرة إبراهيم بن الأغلب) :

إن غاب إبراهيم عنّا أو حضر ... فإنّني أنصره فيمن نصر

و اللّه، لا أرجع إلاّ بظفر ....  ليس يموت المرء إلاّ بقدر

                و كلّ من خالفنا فقد كفر

و من أمراء الأغالبة أبو محمّد زيادة اللّه بن إبراهيم (٢٠١-٢٢٣ ه‍) تثقّف باللغة و النحو و قال الشعر الجيّد (40).

لمّا استعلى الجند في القيروان و كاد الأمر يخرج من يد زيادة اللّه، قال زيادة اللّه يصف تلك الحال، كيف تبدّلت بين اليوم و الأمس:

يا ويح نفسي حين أركب غادياً... بالقيروان تخالني مختالا

في فتيةٍ مثل النجوم طوالعٌ ... و تخالني بين النجوم هلالا

و اليوم أركب في الرعاع و لا أرى ... إلاّ العبيد و معشرا أنذالا

و جاء إلى زيادة اللّه رسول من المأمون العبّاسي يحمل رسالة يطلب المأمون فيها من زيادة اللّه أن يخطب على منابر إفريقية (تونس) لعبد اللّه بن طاهر بن الحسين والي خراسان (أن يذكر عبد اللّه بن طاهر في خطبة الجمعة) فلم يرض زيادة اللّه و خاطب الرسول بقوله:

«قد علم أمير المؤمنين طاعتي له و طاعة آبائي لآبائه و تقدّم سلفي في طاعتهم، ثمّ يأمرني الآن بالدعاء لعبد خزاعة (41). هذا، و اللّه، أمر لا يكون أبدا» .

و قال زيادة اللّه في تفّاحة بين يديه ذكّرته بحبيبه:

و لابسة ثوب اصفرارٍ بلا جسمِ ... تنمُّ بأنفاس الحبيب لمشتمِّ (42)

تجمّع معشوق لديها و عاشق ... فذو نظر يرنو إليها و ذو شمّ (43)

سأفنيك أو أفنى عليك تذكّرا ... لمن أنت عطر منه في الرشف و اللثم (44)

فقد هجت في قلبي لظّىً لتذكّري ... و عنوانه في مقلتي دمعة تهمي (45)

كأنّي أدني-حين أدنيك-من بهِ ... أثرت اشتياقي في عناق و في ضمّ (46)

و من بني الأغلب الذين رغبوا عن الملك يعقوب بن المضاء فقد انصرف إلى الزهد و نزع السواد (ترك لبس الثياب السود شعار العبّاسيّين و شعار الدولة) . و انتقل يعقوب إلى العراق و مات هناك. و ليعقوب هذا شعر في الشيب و الشباب يخاطب في البيت الأخير منه من قال له: «قد شبت» :

فإن تكُ لمّتي كُسيتْ بياضاً... و بدّل لي المشيب من الشبابِ

فقد عمّرت ذا فرع أثيثٍ ... كأنّ سواده حنك الغراب

فلا تعجل، رويدك، عن قريبٍ ... كأنّك بالمشيب و بالخضاب

ثمّ نحن نشمّ نفحة أمويّة من نفس جرير في أبيات أبي العبّاس محمّد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب (ت 242-856 م) و هو يفتخر قائلا (الحلة السيراء ١:١٧٠) :

أ ليس أبي و جدّي أوطآني ... -و جدّ أبي و عمّاي-الرقابا

ورثت الملك و السّلطان عنهم ... فصرت أعزّ من وطئ الترابا

أنا الملك الذي أسمو بنفسي ... فأبلغ بالسموّ بها السحابا

و لكنّ التقليد و الضعف باديان على هذه الأبيات بوضوح.

و إلى جانب الشعر في إفريقية (تونس) كانت الحركة العلمية في الفقه هي التي نقلت المغرب إلى المذهب المالكي و أثّرت في مجرى تاريخه.

فمن أوائل الذين يعدّون في هذا النطاق خالد بن أبي عمران التجيبيّ، ولد في تونس و تلقّى العلم على أبيه و آخرين ثمّ رحل إلى الحجاز فروى عن نفر من التابعين منهم القاسم بن محمّد بن أبي بكر الصدّيق (٣٧-١٠٧ ه‍) و عن سالم بن عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب (ت 106) و عن نافع مولى عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب (ت ١١٧) و عن سليمان بن يسار (ت ١٠٧) . ثمّ عاد خالد إلى إفريقية في مطلع القرن الثاني للهجرة يحمل فقها كثيرا و روايات (في الحديث) صحيحة. و كان ثقة فيما يروي و يقول. و تولّى خالد قضاء إفريقية، و كانت وفاته سنة ١٢٧. و لم تقتصر رواية خالد على الحديث و القراءة (قراءة القرآن الكريم) و الفقه، بل كانت له روايات من التاريخ عن فتح إفريقية و المغرب نرى كثيرا منها في كتاب «فتوح الشام» للواقديّ و في كتاب «فتوح مصر و المغرب» لابن عبد الحكم.

و من حملة العلم في تونس أبو محمّد عبد اللّه بن فرّوخ الفارسيّ من شيوخ أهل إفريقية و فقيه القيروان. ولد سنة 115(٧٣٣-734 م) ، قيل في الأندلس، ثم سكن القيروان. رحل إلى المشرق فأخذ عن مالك بن أنس في الحجاز ثمّ انتقل إلى العراق فلقي في الكوفة أبا يحيى زكريّا بن أبي زائدة (ت نحو 148-765 م) و سفيان الثّوريّ (ت 161) و أخذ عنهما كثيرا من الحديث، كما أخذ عن أبي حنيفة كثيرا من الفقه.

و عاد عبد اللّه بن فرّوخ إلى القيروان و أقرأ بها الحديث و الفقه. و كانت له أيضا عناية بالتفسير. و عرض عليه روح بن حاتم والي إفريقية (١٧١-174 ه‍) القضاء في القيروان فأبى. ثمّ إنّ عبد اللّه بن فرّوخ ذهب إلى الحجّ. و في أثناء عودته مرّ بمصر فتوفّي بها، سنة 175(٧٩١-٧٩٢ م) و دفن في سفح جبل المقطّم (47).

و من هؤلاء عليّ بن زياد العبسيّ من أبناء تونس سمع الموطّأ في المدينة من الإمام مالك (ت ١٨٣) . و هو أول من أدخل الموطّأ إلى المغرب.

و يجيء هنا أيضا عبد اللّه بن حسان اليحصبيّ من أهل القيروان رحل إلى الحجاز و أخذ الحديث عن مالك ثمّ دخل البصرة و الكوفة و تلقّى العربية (النحو) عن سيبويه (ت ١٨٠) و الكسائي (ت ١٨٩) ، ثمّ عاد إلى القيروان ينشر ما حمله معه من العلم. و كانت وفاته في سنة 226(840-841 م) .

_________________

1) معمود: مضروب بالعمود (معذّب) .

2) تناهى: (هنا) : توقّف، انتهى. تناهيت عنها: نسيت حبّها. عادني: رجع إليّ مرّة بعد مرّة.

3) لاعج: حريق.

4) المولّد (في الأندلس) المسلم من الإسنان.

5) تأوّل الكلام: نظر في باطنه (أشار إلى المقصود منه) . ليس فيه «لو لا» : ليس فيه ما يختلف الناس فيه، لا تختلف فيه الآراء.

6) تزهى: تفتخر، تعجب (بالبناء للمجهول) بنفسها. الحول: العام، السنة. الربيع عندك (كرمك) يدوم طول العام.

7) راجع 1:69-٧٠،٧٢؛2:356؛ مجمل تاريخ الأدب التونسي ٢٩-٣٠. .

8) الفهرست ١١٨؛ تاريخ إفريقية و تونس للرقيق القيرواني 134؛ مجمل تاريخ الأدب التونسي ٣٨-٣٩؛ الأعلام للزركلي 2:336(295) .

9) الوبال: الهلاك.

10) ادن: اقترب (فعل أمر) . طعني (بالرمح) و ضربي (بالسيف) : حربي، قتالي.

11) الحلّة السيراء ١:٧٠-٧٢؛ مجمل تاريخ الأدب التونسيّ ٢٩-٣٠. -بين رواية الحلّة السيراء (١: ٧٠ حاشية) و رواية مجمل تاريخ الأدب التونسي (ص ٣٠) خلاف غير قليل.

12) مغلغلة: رسالة. .

13) الحلّة السيراء ١:٧١.

14) غداة-في الغداة (الصباح) . غدا: خرج باكرا (كانت الحرب النبيلة تبدأ في الصباح، و لا تكون غدرا في الليل) . معلما: كاشفا عن وجهه (كان الفارس المشهور بشجاعته و كثرة من قتله في الحروب يتلثّم حتّى لا يعرفه غرماؤه فيثأروا منه) فخرج الأغلب معلما لأنّه لا يريد أن يتخفّى عن غرمائه و لأنّه لا يبالي بالأعداء.

15) أمّ المنايا: الموت الشديد. أقصد الرجل خصمه: أصاب منه مقتلا. صمّم: قصد، سار إلى. و يبدو أن عجز هذا البيت جملة معترضة. و الكلمتان «إذا كان» قراءة شخصية في مجمل تاريخ الأدب التونسي (!) . و في الحلّة السيراء «فتى حين» (اجتهادا من المحقّق، لأنّ مكان الكلمتين ممحوّ في المخطوط) .

16) «أخا» مفعول به من الفعل «أقصدت» (في البيت السابق) . تصبّح: تغزو القوم في الصباح. يمّم: قصد.

17) أتته المنايا (الموت) في القنا (قتلا بالرماح) اخترمته (قتلته و هو في مقتبل عمره) . غادرنه: تركنه. ملتقى الخيل: ميدان القتال. مسلما: متروكا (لا يدافع عنه أحد) .

18) عبيط: دم مسفوح قريبا (من مدّة يسيرة) . النحر: بين الصدر و العنق. العندم: الدم الأحمر.

19) لم يشأ أن يطول عمره فتكثر حينئذ أسقامه (أمراضه و أوجاعه) .

20) الحلّة السيراء ١:٧١؛ مجمل تاريخ الأدب الأندلسي ٣٠.

21) هتك: شقّ، مزّق، قطع. البيضة: الخوذة (إناء معدني) يضعها المحارب على رأسه. السنّور: الدرع. حشو البيض: الرءوس. حشو السنّور: الأبدان.

22) ما لم يقدر: ما لم يأت وقته بعد (أو ما لا يقدر عليه أحد) .

23) الحلّة السيراء ١:٨٧.

24) ادن: اقترب (فعل أمر) . ربّ المنبر: صاحب العرش (الملك) .

25) الحمام: الموت.

26) ما كنت تاركا دم الفضل (بن روح بن حاتم) : لن أترك الأخذ بثأره. يكسوني الترب ثائر: يقتلني ثائر (آخذ بثأر!) .

27) نذرت دمي: أعلنت أنّك ستقتلني. الدوائر: المصائب (الموت) . دارت الدائرة بكأسها على الناس: أماتتهم واحدا بعد واحد.

28) إن أنشبت فيك مخالبي (أظافري) : إذا تمكّنت منك، إذا لقيتك. القرن: البطل الند لغيره. -إذا ظفرت بك يدي ستعلم أنّي شجاع قويّ مثلك أو أكثر.

29) الحلّة السيراء 1:86.

30) انتقاما لمقتل الفضل بن روح بن حاتم والي القيروان (أول ١٧٧-أواسط ١٧٨ ه‍) . و سيبقى هنالك ثوّار ينتقمون لمقتله حتّى يفنوا جميع الذين كانوا خصومه.

31) مالك بن المنذر و العلاء بن سعيد (راجع الصفحة السابقة) . -قتلت مالكا و أخذت على نفسي (عزمت) على قتل العلاء.

32) ما له خيرة (بكسر ففتح) : اختيار (لا بدّ له من أن يحاربنا) .

33) الجلّة السيراء ١:٨٨ و ما بعد.

34) الحلّة السيراء 1:104: كان عمران هذا من أصحاب إبراهيم بن الأغلب ثمّ ثار عليه.

35) الزاب مقاطعة في الشمال الغربي من الجزائر اليوم و عاصمتها بسكرة (على نحو ثلاثمائة كيلومتر من مدينة الجزائر جنوبا في شرق) .

36) رسول الموت هو الذي يأتي إلى الإنسان الذي انتهت مدّته في الأرض فيقبض روحه. و الشاعر يقول إنّه هو الذي يقبض الأرواح (يقتل الأعداء في المعارك) و إن ملك الموت يساعده في مهمّته!

37) يصعق: تصيبه الصاعقة، يسقط فاقدا وعيه (يموت) . يضحك عن أيامنا الزمان (يسرّ بنجاحنا في المعارك) .

38) ضربنا: قاتلنا. دانوا: اتّبعوا الدين (أسلموا) أطاعوا. النكث: الإخلاف بالوعد.

39) الحلّة السيراء ١:١٠٧-١٠٩.

40) الحلّة السيراء 1:163-176.

41) عبد اللّه بن الحسين فارسيّ النسب من خراسان و لكن ينتسب بالولاء إلى بني خزاعة العرب.

42) بلا جسم، لأنّ الاصفرار في التفّاحة جزء منها (و لا يمكن تبديله كالثوب العاديّ) .

43) تجمّع معشوق لديها و عاشق (؟) .

44) سأفنيك بكثرة ما أشمّ منك. . . (لأنك تذكّرينني بحبيبي فأعاملك كما كنت أود أن أعامله. أو أفني عليك تذكّرا. . . : أو أذوب أنا (أموت) لأنّني لا أستطيع أن أصل فيك إلى غايتي من حبيبي (سيكون تذكيرك لي بالحبيب، مع حرماني من لقائه، سببا لنحولي أو موتي) .

45) اللظى: لهيب النار. دمعي الذي يهمي (يتساقط) عنوان (دليل) على ما أشكو من نار البعد عن الحبيب.

46) حينما أمسكك بيدي و أدنيك (أقرّبك من أنفي) أتخيّل أنّني أضمّ حبيبي.

47) طبقات علماء إفريقية و تونس ١٠٧-١١١،١٧٣؛ مجمل تاريخ الأدب التونسي لحسن حسني عبد الوهّاب ٣٧-٣٨؛ الأعلام للزركلي 4:٢5٢.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


اللجنة التحضيرية للمؤتمر الحسيني الثاني عشر في جامعة بغداد تعلن مجموعة من التوصيات
السيد الصافي يزور قسم التربية والتعليم ويؤكد على دعم العملية التربوية للارتقاء بها
لمنتسبي العتبة العباسية قسم التطوير ينظم ورشة عن مهارات الاتصال والتواصل الفعال
في جامعة بغداد.. المؤتمر الحسيني الثاني عشر يشهد جلسات بحثية وحوارية