قال تعالى : {يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأعراف : 26] .

- يمكن لنا وبقليل من الدقة والتأمّل أن نستنتج من هذه الآية مجموعة نكات ، منها :

1. إن الالتفات الى النعم الإلهية سبب لعشق الله والابتعاد عن الغفلة ، {أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ .... لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ}

2. لما كان اللباس يُغطي البدن ويستره فهو نعمة إلهية ، {..... يُوَارِي سَوْآتِكُمْ ......} .

3. الى جانب أن للإنسان والعوامل الطبيعية دخل في تهيئة اللباس إلا أن كل ذلك بيد الله تعالى ، {.... أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا ....}.

4. الستر والمواراة عمل الله تعالى ، ولكن العُري والتعرّي عمل الشيطان ، قال تعالى : {..... أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي  ....} .

5. اللباس نعمة إلهية ، {..... لِبَاسًا يُوَارِي  ....} والعري وخلع اللباس جزاء الذنوب ، {فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} [الأعراف : 22] .

6. اللباس الجميل والتجمّل به أمر مطلوب ومحبوب عند الله تعالى ، { ... قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا ... وَرِيشًا } ، فليس هناك مانع من التجمّل والزينة إذا لم يجرّ ذلك الى الإسراف .

7. المعنويات لازمة الى جانب المادّيات ، كذلك التقوى لازمة الى جانب الزينة ، { ... وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ....} ، وإلا فمن الممكن أن يكون اللباس وسيلة للتكبّر ، والفساد ، والغرور ، والأنانية ، والفسق ، والتفاخر وأمثال هذه الأمور .

8. ثمّ إن اللباس المادّي يواري العيوب ويحافظ على الإنسان من الحر والبرد فضلاً عن الزينة ، كذلك التقوى تعدّ عاملاً لستر العيوب ، والمحافظة من الذنوب ، وهي أيضاً سبب لجمال الإنسان المعنوي ، { ... لِبَاسُ التَّقْوَى ...} .

9. يولّد من التراب القطن ،  و من العلف – الذي هو غناء الحيوان – الصوف ، ومن ماء فم الحشرة الحرير ، كل ذلك هو من آيات الله سبحانه والتي يمكن أن تكون عاملاً للتذكر ويقظة الإنسان ، { ... ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } .