أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2016
4159
التاريخ: 11-4-2016
1569
التاريخ: 22-04-2015
1558
التاريخ: 8-5-2016
1709
|
يقول تعالى عز وجل :
بسم الله الرحمن الرحيم
{لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ (1) وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ (2) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (3) بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ (4) بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ (5) يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ } [القيامة : 1 - 6] صدق الله العظيم.
هذه آيات من اول سورة القيامة ، وهي من السور المكية ، التي تتميز بمعالجة أصول العقيدة ؛ ومنها الإيمان بالله تعالى والإيمان بتكليف الإنسان وأنه لم يخلق سدى ، والإيمان باليوم الآخر، حيث الحساب والجزاء.
وتصور السورة في مطلعها صورة الإنسان الذي لا يريد أن يؤمن باليوم الآخر ، ثم هو ينساق لاهئاً وراء الدنيا، فيفجر ولا يرعوي، مع أن نفسه اللوامة تلومه كلما فعل سواءاً ، لكنه لا يصغي لها سمعاً :
{ لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }
هذا الإنسان أنكر الله سبحانه وتعالى ؛ أنكر قدرته ، وانكر تقديره، وانكر نعمه ، وانكر اليوم الآخر. لذلك جاء سبحانه ليقول له { أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ }.
هذه الآية هي مدار حديثنا . آية من الآيات العظيمة التي ترد على الكافرين الذين قالوا: إن الله لا يستطيع ان يرجع الإنسان كما كان بعد الموت، فيجمع عظامه التي أصبحت رميماً، ثم يرجعه كما كان تماماً. يرد سبحانه عليهم بقوله : (بلى قادرين).
إن الله سبحانه وتعالى ليس قادراً فقط على ان يرجع عظام الإنسان، بل إنه يرجعه بتمامه وكمال وبجميع دقائقه، حتى البصمة (التي هي البنان)، يرجع بنائه سويا كما كان تماماً.
انكر الكفار خلقهم الجديد واستبعدوه بعد أن تكون عظامهم رميماً وأجسادهم تراباً، وكانوا يقولون:
{أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ} [الواقعة : 47] . وبجيب الحق تبارك وتعالى في أسلوب توكيدي : إن الله ليس بقادر فحسب على أن يجمع عظام الإنسان ، بل قادر على أن يعيد تسوية بنائه ، والبنان هو نهاية الأصبع (مكان البصمة). ولكن لماذا خصص الله البنان دون سائر اجزاء جسم الإنسان ؟ وهل أشد تعقيداً من العظام ؟ أيهما أعظم :
جمع عظام الإنسان، أم تسوية هذه القطعة الصغيرة من اللحم التي هي البنان؟
لقد توصل العلم إلى سر البصمة في القرن ما في الماضي، القرن التاسع عشر. وقبل ذلك القرن لم يأت إلى خلد أحد أن هذه البصمة لها قيمة في هوية الإنسان ، بينما القرآن منذ أربعة عشر قرناً جاء بهذه اللمسة العلمية التي لم يدركها الناس حتى جاء العلم الحديث.
وبين العلم أن البصمة تتكون من خطوط البارزة في بشرة الجلد تجاورها انخفاضات. وتعلو الخطوط البارزة البارزة فتحات المسام العرفية. وتتمادى هذه الخطوط وتتلوى، وتتفرع عنها تغصنات وفروع لتأخذ في النهاية وفي كل شخص شكلاً متميزاً. وقد ثبت أنه لا يمكن للبصمة ان تتطابق وتتماثل في شخصين في العالم، حتى في التوائم المتماثلة التي أصلها من بويضة واحدة ... ما هذا الإعجاز الإلهي العظيم !
تكون البنان في الجنين :
يتم تكون البنان في الجنين في الشهر الرابع من الحمل، وتظل صورته ثابتة ومميزة للإنسان طوال حياته ... لا حظوا أنه في بعض الأحيان قد تنزع قطعة لحم صغيرة من البصمة ، ولكنها تعود البصمة بعد التئامها كما كانت بجميع تعاريجها، وكأنه لم يحدث شيء! ذلك أن الأدمة التي تحت الجلد، تشكل من جديد نسيجاً، وترجع البصمة كانت تماماً.
ويمكن أن تتقارب بصمتان في الشكل تقارباً ، ولكنهما لا تتطابقان ابداً. ولذلك فإن البصمة تعد دليلاً قاطعاً ومميزاً لشخصية الإنسان ، وهذا معمول به في كل بلاد العالم اليوم.
ويعتمد على هذا المبدأ القائمون على تحقيق القضايا الجنائية للكشف عن المجرمين.
وقد يكون هذا هو السر الذي من أجله خصص سبحانه ذكر "البنان" في الآية، دون ذكر بقية اجزاء بدن الإنسان. إنه يريد أن يبين للإنسان ولو بعد قرون من نزول القرآن، أن الله قادر على أن يعيد بناء كل الإنسان وحتى ما يميزه عن باقي بني البشر الذين مروا على هذه الأرض.
وفي هذا بيان كاف لأن يؤمن الإنسان بالله تعالى، وبالمعاد بعد الفناء، والبعث والحساب والجزاء.
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
نشر مظاهر الفرح في مرقد أبي الفضل العباس بذكرى ولادة السيدة زينب (عليهما السلام)
|
|
|