احتجاب الامين عن الرعية
المؤلف:
باقر شريف القرشي
المصدر:
حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة:
ج2،ص233-234.
7-8-2016
3784
من نزعات الامين انه كان ينفر من الناس تكبرا عليهم فقد احتجب عن رعيته وأهالي مملكته وقد خف إليه اسماعيل بن صبيح وكان أثيرا عنده فقال له:
يا امير المؤمنين ان قوادك وجندك وعامة رعيتك قد خبثت نفوسهم وساءت ظنونهم وكبر عندهم ما يرون من احتجابك عنهم فلو جلست لهم ساعة من نهار فدخلوا عليك فان في ذلك تسكينا لهم ومراجعة لآمالهم .
و استجاب الأمين لهذه النصيحة فجلس في بلاطه ودخل عليه الشعراء فمدحوه في قصائدهم وهو لا يفهم ما يقولون ثم انصرف عن الناس فركب الحراقة الى (الشماسية) واصطفت له الخيل وعليها الرجال وقد اصطفوا على ضفاف دجلة وحملت معه مطابخ القصر وما فيه من الخزائن.
أما الحراقة التي ركبها فكانت سفينة صنعت شبيهة بالأسد وما رأى الناس منظرا أبهى ولا أجمل من ذلك المنظر وكان معه في السفينة ابو نواس ينادمه وقال يصف تلك السفينة:
سخّر اللّه للأمين مطايا لم تسخّر لصاحب المحراب
فإذا ما ركابه سرن بحرا سار في الماء راكبا ليث غاب
أسدا باسطا ذراعيه يعدو أهرت الشدق كالح الأنياب
لا يعانيه باللجام ولا الس و ط ولا غمز رجله في الركاب
عجب الناس إذ رأوك على صو رة ليث يمر مرّ السّحاب
سبّحوا إذ رأوك سرت عليه كيف لو أبصروك فوق العقاب
ذات زور ومنسر وجناحي ن تشف العباب بعد العباب
تسبق الطير في السماء إذ ما اس تعجلوها بجيئة وذهاب
بارك اللّه للامين وأبقا ه له رداء الشباب
ملك تقصر المدائح عنه هاشمي موفق للصواب
هذه نزعة من نزعات الأمين وصفاته وهي تحكي صورة انسان تافه قد اتجه صوب ملذاته وشهواته ولم يعن بأي حال من الأحوال في شئون الدولة الاسلامية وانما كان متجها نحو شهواته.
الاكثر قراءة في موقفه السياسي وولاية العهد
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة