أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2016
1603
التاريخ: 12-9-2016
1023
التاريخ: 15-9-2016
1095
التاريخ: 15-9-2016
1177
|
الجزريون: وهي التسمية التي أطلقت على الأقوام التي جاءت من الجزيرة العربية وقد انتشروا منذ أزمان بعيدة في أطراف الجزيرة ومنها بوادي العراق الغربية، وجزيرة العرب وأطرافها الشمالية وما يعرف بالهلال الخصيب ومن تلك المناطق انحدرت إلى المناطق الأكثر خصوبة مثل وادي الرافدين وسوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من المناطق (1).
ومما سهل الاتصال بين الجزيرة العربية من جهة وبلاد الرافدين و بلاد الشام من جهة أخرى هو طبيعة الفرات الأوسط من السهل الرسوبي الذي يتصل اتصالا مباشراَ ببلاد الشام مما جعل الأقوام تستقر في تلك المنطقة ومنذ أقدم العصور و من الجدير بالذكر إن الطبيعة الجغرافية والظروف الاقتصادية التي فرضت تحرك الجماعات البدوية في العصور الحديثة كانت بلا شك هي نفسها التي كانت في السابق قد أدت إلى تحرك الموجات البشرية في العصور القديمة فأن تحرك الجزريين من شبه الجزيرة العربية نحو الشمال والشمال الشرقي و الاستقرار فيه كان قديما قدم وجودهم فيه (2).
أما عن تسمية ( الساميين ) فقد أطلقه لأول مرة الباحث النمساوي ( أوغست لا دويك شلوتزر ) في عام ( 1781 ) م (3). وأن هذه التسمية هي نسبة إلى سام بن نوح الذي أقتبسه شلوتزر من العهد القديم ( سفر التكوين ) الإصحاح العاشر ( 21-31 ) والإصحاح الحادي عشر ( 10- 26 ) الذي يتحدث عن أنساب سام بن نوح وأطلق تلك التسمية على الأقوام التي استقرت في سوريا وفلسطين والعراق منذ أقدم الأزمنة وعلى لغاتها المتشابهة(4). ثم أستخدم المصطلح ليشمل الأقوام العربية الشمالية والأقوام الأكدية والبابلية والأشورية بعد أن ثبت أن لهجات هذه الأقوام ترجع إلى الأصل المشترك نفسه الذي ترجع أليه لغات الأقوام التي استقرت في سوريا وفلسطين وشاع استخدام هذا المصطلح أو التسمية منذ ذلك الحين بين الكتاب والمؤلفين العرب والأجانب على حد سواء للدلالة على الأقوام الكنعانية , الأمورية , العبرية ,الأكدية ,الأشورية , البابلية , الآرامية, السريانية, العربية الشمالية والجنوبية, وعلى اللهجات التي تكلمت بها وعلى اللهجات التي تفرعت منها, على أن الرأي الحديث أتجه إلى البحث في أصل هؤلاء الأقوام وتسميتهم من الناحية اللغوية وليس من الناحية العرقية (5).
ولا بد من الإشارة إلى إن هناك اتفاقا في الرأي بين معظم الآثاريين وفي مقدمتهم الباحثون العراقيون على ضرورة أعادة النظر في هذا المصطلح الذي لا يستند في الواقع إلى أساس تاريخي مقبول (6).
وإن المفردات ( سامي و سامية ) تسميات مقبولة طالما استخدمت لأغراض لغوية ولكن لأن اللغات السامية كما أطلق عليها كانت شائعة في منطقة محدودة قبل الفتح الإسلامي الكبير فأن هذا قد دفع بالعديد من الكتاب إلى عدّ الساميين عنصراً خاصاً , أو بالأحرى مجموعة بشرية متناغمة, ويرفض علماء الأنثروبولوجي المحدثون مفهوم ( الجنس السامي ) لأفراد يشتركون ليس في اللغة فحسب بل في الخلفية السيكولوجية وفي العادات والتقاليد وفي المعتقدات الدينية أي أن هؤلاء الكتاب يعدّون الساميين شعبا واحدا كبيراً (7).
أما من هم هؤلاء الجزريون فإن نظرية كون الجزيرة العربية مهداً لهم أصبحت في عداد الحقائق (8). والتي فندت النظرية التي تقول أن بلدهم الأصلي هو الصحراء السورية التي كانت مركز انتشار الجماعات الرحالة, فيجب التخلي عن هذه النظرية (9). وكذلك نظرية كونهم من بلاد الرافدين أو إن إفريقيا أو أرمينيا مهداً لهم (10).
أما متى دخل الجزريون السهل الرسوبي فلا يمكن تحديده على وجه التأكيد ولكن من المؤكد إنه كان منذ فترات قديمة في عصور ما قبل التأريخ كما ذكرت وعن الآراء التي طرحت في هذا الموضوع ما يأتي:
الرأي الأول: يشير إلى أن الجزريين ربما سبقوا السومريين في استيطان بلاد سومر , وإن بعض الباحثين أكدوا على ذلك استنادا إلى أن سكن الموجات الجزرية جنوب بلاد الرافدين أمر طبيعي لقرب الصحراء من جنوبي بلاد الرافدين والاتصال بينهما ولكن من الصعوبة تحديد الوقت الذي دخلت فيه (11). وإن جداول الملوك السومرية تذكر أريدو بعدّها أول مدينة نزلت فيها الملوكية من السماء قبل الطوفان وتذكر أسم أول ملكين فيها وهما ( ألولم- ألاكار) ونجد الاسم له صفة جزرية وربما يوحي بالوجود والتأثير الجزري بين سكانها فضلاً عن المكانة القيادية والإدارية للجزريين ولكن أسم شخص وإن كان ملكاً ليس دليلاً كافياً على ذلك (12). كما إن موقع مدينة ( اريدو ) على الجانب الغربي من نهر الفرات في أقصى جنوب بلاد سومر وقربها من شبه الجزيرة العربية يزيد من قوة مركزها التجاري ومشجع على مرور القوافل فيها ومن ثمَّ يزيد من احتمال تأثرها بالعنصر الجزري (13). وترينا أسماء ملوك مدينة ( كيش ) البالغ عددهم ( 22 ) ملكاً الذين حكموا بحسب جداول الملوك السومرية بعد الطوفان إن فيها أسماء جزرية وعددها ( 12 ) أسم مثل ( كلبم, قالومو, أربئوم...... الخ), إلى جانب أسماء أعلام جزرية في الألواح والرقم السومرية (14).
الرأي الثاني: يقول بأن الجزريين كانوا قد دخلوا السهل الرسوبي في عصر الوركاء واعتمدوا في ذلك على حدوث تغيير في صناعة الفخار, إذ ظهرت صناعات فخارية جديدة في ذلك العصر وكانت تحمل تأثيرات الجهات الشمالية والغربية أي من العناصر الجزرية (15).
ومهما كان تأريخ دخول هذه الأقوام إلى بلاد الرافدين فإن أسماء الأشخاص الجزرية تظهر في بعض النصوص المدونة خلال عصر فجر السلالات ويبدو منها إن انتشارهم كان في مناطق مختلفة من أهمها منطقة ( كيش ) وفي موقع أخر هو موقع تل ( أبو الصلابيخ ) قرب موقع مدينة نفر في محافظة القادسية, واستنادا إلى نصوص مدينة ماري وبعض الوثائق الأولى يُرى أنهم أصبحوا يشكلون الغالبية من سكان شمال وغرب بلاد الرافدين (16).
______________
(1) عبد الله, عبد الكريم. ملامح الوجود السامي في جنوب العراق, مجلة سومر,العدد30, 1974, ص, 262 .؛ وكذلك ينظر: علي, فاضل عبد الواحد. 1983, ص, 73.
(2) عبد الله, عبد الكريم. 1974, ص, 262.؛ وكذلك ينظر: علي, فاضل عبد الواحد. 1983, ص, 73.
(3) رو, جورج. 1986, ص, 52 .
(4) باقر, طه. 1986, ص, 67.
(5) باقر, طه. 1986, ص, 67.؛ وكذلك ينظر: بوتيرو, جين, وآخرون. 1986, ص, 70.
(6) علي, فاضل عبد الواحد. 1983, ص, 73.؛ وكذلك ينظر: باقر, طه. 1986, ص, 67.؛ حلمي, باكزة رفيق. لغات الجزيرة العربية: العربية أم اللغات السامية, مجلة المجمع العلمي العراقي, مجلد ( 24 ), 1974, ص, 173- 174.
(7) رو, جورج. 1986, ص, 203.
(8) باقر, طه. 1986, ص, 68.
(9) لويد, سيتون. 1980, ص, 160-161.
(10) دروزة, محمد عزة. تأريخ الجنس العربي في مختلف الأطوار والأدوار والأقطار, ج1, بيروت, 1376 للهجرة, ص, 19.؛ وكذلك ينظر, علي, جواد, المفصل في تأريخ العرب قبل الإسلام ج1, بيروت, 1968, ص, 229.
(11) الأحمد, سامي سعيد. 1975, ص, 47-48.
(12) كريمر, صموئيل نوح. 1973, ص,373.
(13) عبد الله, عبد الكريم. 1974, ص, 70.
(14) الأحمد, سامي سعيد. 1975, ص, 48.؛ وكذلك ينظر: علي, فاضل عبد الواحد, 1983, ص, 74.
(15) عبد الله, عبد الكريم. 1974, ص, 70.
(16) رو, جورج. 1986, ص, 207.؛ وكذلك ينظر:
Postgate, N., The Making of the past, the first Empires, Oxford, 1977, P. 73.
|
|
هذا ما يفعله فيروس كورونا بجذع الدماغ الذي "يتحكم في الحياة"
|
|
|
|
|
تسارع نمو قدرة طاقة الرياح في العالم.. وهذه أكبر 6 دول
|
|
|
|
|
من فلسطين إلى لبنان.. دعم المرجعية العُليا وتضامنها حاضر مع القضايا العادلة
|
|
|