الموقع الجغرافي:

تقع بلاد الشام بين خطي عرض 30,36 شمالا وخطي طول 22,40 شرقا في غرب قارة اسيا وتمتد بين جبال طوروس شمالا وسيناء جنوبا والبحر المتوسط غربا وبادية الشام وبلاد مابين النهرين شرقا. وهذه المنطقة تظم حاليا دول سوريا ولبنان وفلسطين والاردن.

وكانت بلاد الشام تعرف عند سكان بلاد وادي الرافدين القدامى (امورو) وفي العهد اليوناني اطلق عليها اسم (سورية). وكان يعنى ببلاد الشام او الشأم اليسار او الشمال ويقابلها اليمن في جنوب الجزيرة العربية ويعني به اليمن او الجنوب.

العوامل التي اثرت في تاريخ وحضارات بلاد الشام:

وتتلخص فيما يلي:

(1) الموقع الجغرافي الاستراتيجي:

تقع بلاد الشام بين قارات العالم القديم الثلاث آسيا وافريقيا واوربا ويعتبر حلقة اتصال فيما بينها. وقد اتاح هذا الموقع ان تقوم بالتبادل التجاري وفي انتشار كثير من المظاهر الحضارية بين اقطار الشرق الادنى، ولكنها من جهة اخرى كانت عرضة للهجرات والغزوات العديدة.

وكانت بلاد الشام دائما محل اطماع الممالك القوية التي قامت في هذه المنطقة التي كانت تسعى لبسط نفوذها عليها لتستغل ثرواتها الطبيعة من معادن واخشاب ومحاصيل زراعية وماشية وغيرها. وقد استفادت بلاد الشام من مجاورتها الى اعرق الحضارات في العالم القديم في العراق ومصر واسيا الصغرى.

 (2) التضاريس:

تتكون تضاريس بلاد الشام من اقسام طبيعية طولية تتناوب فيها بوجه عام الاراضي المنخفضة والمرتفعة حيث تلي السهل الساحلي سلسلة الجبال الغربية ويليها سهل البقاع ثم سلسلة من المرتفعات التي تنتهي الى بادية الشام وهذه الاقسام الطبيعية تختلف في اتساعها من منطقة الى اخرى.

وقد ادى توسع هذه التضاريس على هذا النحو مع خلوها من مجاري مائية رئيسية الى قيام وحدات منفصلة سياسية منفصلة في بلاد الشام ومنح ذلك ممالكها ودويلاتها من ان تجمع كلمتها وتندمج في كيان سياسي موحد كما حدث في اراضي بلاد سومر واكاد وفي مصر واسيا الصغرى. ولم تتمكن احدى هذه الوحدات لعدم اتساعها من ان تصبح وحدة قوية تستطيع ان توحد سوريا بأكملها تحت سيطرتها.

(3) المناطق الصحراوية واطماع البدو:

وتقع المناطق الصحراوية في شرق وجنوب سوريا وكانت تسكنها جماعات البدو. وكثيرا ما كانت هذه المناطق مسرحا للنزاع المتواصل بسبب اطماع البدو وغاراتهم على السهول المجاورة واشتباكهم في صراع مع سكانها.

وهذه العوامل مرتبطة بعضها ببعض كان لها اثرها الحضاري والتاريخي على الاقليم السوري واستمر ذلك في معظم الادوار التاريخية.