المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Cluster simplification
2024-02-19
النشر العلمي لتكنولوجيا النانو
2023-12-24
ابن مسكويه
2-5-2017
التنظيم المكاني للخدمات في المدينة
15-2-2021
اخبار الكاظم(عليه السلام) بالحدث المغيب عن الناس
15-05-2015
أنواع القرائن
2024-06-01


التمييز يبن الذكر والأنثى  
  
1757   01:19 مساءاً   التاريخ: 7-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص152-153
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الأبناء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-8-2022 1513
التاريخ: 2-4-2022 2046
التاريخ: 7-12-2016 1853
التاريخ: 2023-04-06 1497

 من الأمور الشائعة في مجتمعاتنا والتي تؤثر سلبا على الأسرة موضوع تمييز الذكور على الإناث في كل شيء, فالولد الذكر هو صاحب الكلمة في البيت حتى على أخته التي قد تكون أكبر سنا منه وعلى المستوى العقلي أكثر, وحتى عندما يقارب الأهل الموت تراهم يحرصون على أن تذهب كل تركتهم الى أبنائهم الذكور وان لا تأخذ منها البنت شيئا, بل إن نظرة المجتمع للتي تصر على اخذ ارثها من أهلها نظرة سيئة جدا, فهم يعتبرونها أنها تأخذ من طريق أخيه وأولاده وكأنها تأخذ شيئا لا يحق لها, أو تسرق مال غيرها .

هذه النظرة تبتدئ منذ اللحظات الأولى لولادة البنت فهي تحيا مع التمييز ما ينعكس سلبا على كلا الولدين الذكر والأنثى, فبالنسبة للأنثى فإنه ستحس بالإهانة والامتهان ويجعلها تعيش أزمة نفسية. أما الصبي فسيحس بالعصمة عن الخطأ والبعد عن المحاسبة وإلقاء عبء العمل على أخته وملاحقتها حتى بعد أن تكبر ليحاسبها كأنه والدها. كل هذا يؤكد على خطأ التصرف هذا من قبل الأهل الى الاهتمام الأكبر بالأنثى لا بالذكر, فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) أنه دعا الى ذلك بقوله:(ساووا بين أولادكم في العطية فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء)(1) .

من عظمة الإسلام أنه التفت الى أهمية المرأة في المجتمع فأعطاها حقها في كل جوانب الحياة  ووفر لها الأجواء المناسبة في الأسرة لأنه لو تعرضت لمعاملة سيئة, أو تربية غير سليمة في البيت فإنها ستنشأ في أجواء مؤذية لها, وتنعكس غدا سلبا عليها وعلى مجتمعها, تشجيعها من الإسلام للمؤمنين كي يعاملوا البنات معاملة حسنة ولا تمييز فيها بين ذكر وأنثى جعل جزءا من يقوم بذلك الجنة فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) قوله:(من كانت له أنثى فلم يؤذها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة)(2) .

لذلك فإن كل ما هو متوارث ومتعارف في مجتمعاتنا من تمييز في المعاملة بين الذكر والأنثى لصالح الذكر لا أساس له من الناحية الشرعية , بل هو من أعراف الجاهلية المتجددة في كل زمان .

______________

1ـ كنز العمال الجزء 16 ص 444 .

2ـ نفس المصدر ص447.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.