أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-5-2016
3042
التاريخ: 17-12-2017
3520
التاريخ: 2024-10-23
151
التاريخ: 4-5-2017
2884
|
لقد تسبّب التقدمُ العظيم والمتزايد الّذي تحقق في ميدان العلوم الطبيعية في سلب الكثير من العلماء القدرة على فهم وادراك القضايا المعنوية والخارجة عن اطار العلوم الطبيعية والتالي أدى إلى تحديد وتضييق آفاق الفكر عندهم.
فاذا بهم اصبحوا يتصورون أن الوجود يتلخص في هذا الكون المادي وانه ليس في الوجود من شيء سوى المادة وان كل ما لا يمكن تفسيره وتبريره بالقوانين والقواعد المادية فهو أمر باطل ومن نسج الخيال!!
إن هذا الفريق ـ لتسرعه في اصدار الحكم في الاُمور المتعلقة ـ بالغيب وقضايا ما وراء الطبيعة وحصر أدوات المعرفة بالحس والتجربة ـ انكروا عالم الوحي بحجة أنّ الحس والتجربة لا يقودانهم إلى ذلك العالم ولا يخبرانهم عن مثل تلك الموجودات فلكونها بالتالي لا تخضع لمبضع التشريح ومجهر الاختبار أنكروها بالمرة وكانت النتيجة أن أدوات المعرفة المعروفة ( الحسّ والتجربة ) حيث انها لا تهدي إلى عالم ما وراء المادة فأذن لا وجود خارجي لذلك العالم ولحقائقه أبداً!
إنَّ هذا النمط من التفكير نمط جدُّ ضيق ومحدود مضافاً إلى انه يتسم بالغرور والغطرسة فهو من باب استنتاج عدم الوجود من عدم الوجدان في خطوة متعجلة فجّة!!
فمادامت هذه الحقائق الّتي يعتقد بها الالهيّون المؤمنون باللّه لا يمكن التوصل اليها عن طريق الادوات الفعلية المتعارفة بينهم للإدراك والمعرفة فهي اذن لا اساس لها من الواقع!!
ان الّذي لا شك فيه هو : ان الماديين لم يدركوا مقالة العلماء الالهيين حتّى في مسألة اثبات الصانع الخالق فكيف بالعوالم الاُخرى لما فوق الطبيعة ولو أنّ الفريقين تحاورا في جوّ علمي مناسب بعيداً عن الأغراض والعصبيّات لكان من المتوقع ان تزول الفواصل بين الماديين والالهيين في اقرب وقت وأين يرتفع هذا الاختلاف الّذي قسَّم العلماء إلى فريقين على طرفي نقيض.
لقد اقام المؤمنون الموحِّدون عشرات الأدلة والبراهين القاطعة على وجود الله تعالى واثبتوا بأَنَّ هذه العلوم الطبيعية هي نفسها تقودنا إلى الخالق العالم القادر وان هذا النظام العجيب السائد في ظواهر الكائنات الطبيعيّة وبواطنها لدليل قاطع وبرهانٌ ساطع على وجود مبدع هذا النظام وأن جميع أجزاء هذا الكون الماديّ من ذراته إلى مجراته يسير وفق قوانين دقيقة متقنة ولا تستطيع الطبيعة الصماء العمياء ابداً أن تكون مبتكرة لهذا النظام البديع ومبدعة لهذا الترتيب الدقيق.
وهذا هو بنفسه برهان نظام الوجود أو ( برهان النظم ) الّذي ألّف العلماء الالهيون الموحدون حوله عشرات الكتب والدراسات.
وحيث ان ( برهان النظم ) هذا ممّا يفهمه جميع الناس على مختلف مراتبهم ومداركهم لذلك ركزت عليها الكتب الاعتقادية دون سواها وسلك كلُ واحد من العلماء طريقاً معيناً وخاصاً لتقريره وبيانه كما ودرست الأدلة والبراهين الاُخرى الّتي لا تتسم بمثل هذه الشمولية في الكتب والمؤلفات الفلسفية والكلاميّة بصورة مفصلة ومبسوطة.
إنّ للعلماء الالهيين بيانات وأدلة في مجال ( الروح المجردة ) وعوالم ما وراء الطبيعة ( الميتافيزيقيا ) نشير إلى بعضها هنا :
إن الاعتقاد بالروح من القضايا الشائكة الطبيعة الّتي استقطبت اهتمام العلماء وشغلت بالهم بشدة.
فهناك فريقٌ ـ ممّن اعتاد أن يُخضِعَ كل شيء لمبضع التشريح ـ ينكر وجود ( الروح ) ويكتفي بالاعتقاد بالنفس ذات الطابع المادي والعاملة ضمن نطاق القوانين الطبيعية فقط.
ووجود الروح والنفس غير المادية ( اي المجردة المستقلة عن المادة ) من القضايا الّتي عُولجت ودُورست من قِبَل المؤمنين باللّه والمعتقدين بالعام الروحاني بصورة دقيقة وعميقة.
فهم أقاموا شواهِدَ عديدةً على وجود هذا الكائن ( غير الماديّ ) وهي أدلة وبراهين لو تمَّ التعرّف عليها والنقاش حولها في جوّ علمي هادئ مع الأخذ بنظر الاعتبار ما يقوم عليه منطق الالهيين ـ في هذا المجال ـ من قواعد واُسس لأدّى ذلك إلى التصديق الكامل بها. على أن ما يقوله الالهيّون في مجالات اُخرى مشابهة مثل ( الملائكة ) و ( الوحي ) و ( الإلهام ) يقوم هو الآخر على الأساس الّذي شيدوه ومهدوه وبرهنوا عليه قبل ذلك بالأدلة المحكمة المتقنة .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
وفد كلية الزراعة في جامعة كربلاء يشيد بمشروع الحزام الأخضر
|
|
|