وجه الاستدلال من القرآن: أنّ كلّ عاقل سمع الاَخبار وخالط أهلها قد علم ظهور نبيّنا (صلى الله عليه واله) وادّعاءه الرسالة من الله إلينا، وأنّه تحدّى العرب بهذا القرآن الذي ظهر على يده وادعى انه اختصه الله به، وان العرب مع تطاول الاَزمان لم يعارضوه، وأنهم إنما لم يعارضوه لتعذّر المعارضة عليهم فهذا التعذّر معجز خارق للعادة.

فأمّا الذي يدلّ على أنّه (صلى الله عليه واله) تحدّى بالقرآن فهو أنّ المراد بالتحدّي أنّه كان يدّعي أنّ جبرئيل يهبط عليه بذلك، وأنّ الله سبحانه قد أبانه به، وهذا معلوم ضرورة وهو غاية التحدّي في المعنى.

وأيضاً: فأنّ آيات القرآن صريحة في التحدّي وهي قوله تعالى: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} [هود: 13] وفي موضع آخر: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} [البقرة: 23].