أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-05-01
![]()
التاريخ: 23-8-2017
![]()
التاريخ: 2024-12-15
![]()
التاريخ: 20-11-2016
![]() |
( يُرَاعَى فِي مَسْجَدِ الْجَبْهَةِ ) بِفَتْحِ الْجِيمِ ، وَهُوَ الْقَدْرُ الْمُعْتَبَرُ مِنْهُ فِي السُّجُودِ ، لَا مَحَلُّ جَمِيعِ الْجَبْهَةِ ( أَنْ يَكُونَ مِنْ الْأَرْضِ ، أَوْ نَبَاتِهَا غَيْرِ الْمَأْكُولِ وَالْمَلْبُوسِ عَادَةً ) بِالْفِعْلِ ، أَوْ بِالْقُوَّةِ الْقَرِيبَةِ مِنْهُ بِحَيْثُ يَكُونُ مِنْ جِنْسِهِ ، فَلَا يَقْدَحُ فِي الْمَنْعِ تَوَقُّفُ الْمَأْكُولِ عَلَى طَحْنٍ وَخَبْزٍ وَطَبْخٍ ، وَالْمَلْبُوسِ عَلَى غَزْلٍ وَنَسْجٍ وَغَيْرِهَا ، وَلَوْ خَرَجَ عَنْهُ بَعْدَ أَنْ كَانَ مِنْهُ كَقِشْرِ اللَّوْزِ ارْتَفَعَ الْمَنْعُ لِخُرُوجِهِ عَنْ الْجِنْسِيَّةِ .
وَلَوْ اُعْتِيدَ أَحَدُهُمَا فِي بَعْضِ الْبِلَادِ دُونَ بَعْضٍ ، فَالْأَقْوَى عُمُومُ التَّحْرِيمِ نَعَمْ لَا يَقْدَحُ النَّادِرُ كَأَكْلِ الْمَخْمَصَةِ وَالْعَقَاقِيرِ الْمُتَّخَذَةِ لِلدَّوَاءِ مِنْ نَبَاتٍ لَا يَغْلِبُ أَكْلُهُ .
( وَلَا يَجُوزُ السُّجُودُ عَلَى الْمَعَادِنِ ) لِخُرُوجِهَا عَنْ اسْمِ الْأَرْضِ بِالِاسْتِحَالَةِ وَمِثْلُهَا الرَّمَادُ وَإِنْ كَانَ مِنْهَا وَأَمَّا الْخَزَفُ فَيُبْنَى عَلَى خُرُوجِهِ بِالِاسْتِحَالَةِ عَنْهَا ، فَمَنْ حَكَمَ بِطُهْرِهِ لَزِمَهُ الْقَوْلُ بِالْمَنْعِ مِنْ السُّجُودِ عَلَيْهِ ، لِلِاتِّفَاقِ عَلَى الْمَنْعِ مِمَّا خَرَجَ عَنْهَا بِالِاسْتِحَالَةِ وَتَعْلِيلُ مَنْ حَكَمَ بِطُهْرِهِ بِهَا ، لَكِنْ لَمَّا كَانَ الْقَوْلُ بِالِاسْتِحَالَةِ بِذَلِكَ ضَعِيفًا كَانَ جَوَازُ السُّجُودِ عَلَيْهِ قَوِيًّا .
( وَيَجُوزُ ) السُّجُودُ ( عَلَى الْقِرْطَاسِ ) فِي الْجُمْلَةِ إجْمَاعًا لِلنَّصِّ الصَّحِيحِ الدَّالِّ عَلَيْهِ ، وَبِهِ خَرَجَ عَنْ أَصْلِهِ الْمُقْتَضِي لِعَدَمِ جَوَازِ السُّجُودِ عَلَيْهِ ، لِأَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ جُزْأَيْنِ لَا يَصِحُّ السُّجُودُ عَلَيْهِمَا ، وَهُمَا النُّورَةُ وَمَا مَازَجَهَا مِنْ الْقُطْنِ ، وَالْكَتَّانِ ، وَغَيْرِهِمَا ، فَلَا مَجَالَ لِلتَّوَقُّفِ فِيهِ فِي الْجُمْلَةِ وَالْمُصَنِّفُ هُنَا خَصَّهُ بِالْقِرْطَاسِ ( الْمُتَّخَذِ مِنْ النَّبَاتِ ) كَالْقُطْنِ وَالْكَتَّانِ وَالْقِنَّبِ ، فَلَوْ اُتُّخِذَ مِنْ الْحَرِيرِ لَمْ يَصِحَّ السُّجُودُ عَلَيْهِ ، وَهَذَا إنَّمَا يُبْنَى عَلَى الْقَوْلِ بِاشْتِرَاطِ كَوْنِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ مِمَّا لَا يُلْبَسُ بِالْفِعْلِ حَتَّى يَكُونَ الْمُتَّخَذُ مِنْهَا غَيْرَ مَمْنُوعٍ ، أَوْ كَوْنُهُ غَيْرُ مَغْزُولٍ أَصْلًا إنْ جَوَّزْنَاهُ فِيمَا دُونَ الْمَغْزُولِ ، وَكِلَاهُمَا لَا يَقُولُ بِهِ الْمُصَنِّفُ وَأَمَّا إخْرَاجُ الْحَرِيرِ فَظَاهِرٌ عَلَى هَذَا لِأَنَّهُ لَا يَصِحُّ السُّجُودُ عَلَيْهِ بِحَالٍ .
وَهَذَا الشَّرْطُ عَلَى تَقْدِيرِ جَوَازِ السُّجُودِ عَلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ لَيْسَ بِوَاضِحٍ لِأَنَّهُ تَقْيِيدٌ لِمُطْلَقِ النَّصِّ أَوْ تَخْصِيصٌ لِعَامِّهِ مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ، لِأَنَّ ذَلِكَ لَا يُزِيلُهُ عَنْ حُكْمِ مُخَالَفَةِ الْأَصْلِ ، فَإِنَّ أَجْزَاءَ النُّورَةِ الْمُنْبَثَّةِ فِيهِ بِحَيْثُ لَا يَتَمَيَّزُ مِنْ جَوْهَرِ الْخَلِيطِ جُزْءٌ يَتِمُّ عَلَيْهِ السُّجُودُ كَافِيَةٌ فِي الْمَنْعِ ، فَلَا يُفِيدُهُ مَا يُخَالِطُهَا مِنْ الْأَجْزَاءِ الَّتِي يَصِحُّ السُّجُودُ عَلَيْهَا مُنْفَرِدَةً .
وَفِي الذِّكْرَى جَوَّزَ السُّجُودَ عَلَيْهِ إنْ اُتُّخِذَ مِنْ الْقِنَّبِ ، وَاسْتَظْهَرَ الْمَنْعَ مِنْ الْمُتَّخَذِ مِنْ الْحَرِيرِ ، وَبَنَى الْمُتَّخَذَ مِنْ الْقُطْنِ وَالْكَتَّانِ عَلَى جَوَازِ السُّجُودِ عَلَيْهِمَا ، وَيُشْكِلُ تَجْوِيزُهُ الْقِنَّبَ عَلَى أَصْلِهِ ، لِحُكْمِهِ فِيهَا بِكَوْنِهِ مَلْبُوسًا فِي بَعْضِ الْبِلَادِ ، وَأَنَّ ذَلِكَ يُوجِبُ عُمُومَ التَّحْرِيمِ ، وَقَالَ فِيهَا أَيْضًا : فِي النَّفْسِ مِنْ الْقِرْطَاسِ شَيْءٌ ، مِنْ حَيْثُ اشْتِمَالُهُ عَلَى النُّورَةِ الْمُسْتَحِيلَةِ مِنْ اسْمِ الْأَرْضِ بِالْإِحْرَاقِ ، قَالَ : إلَّا أَنْ نَقُولَ الْغَالِبُ جَوْهَرُ الْقِرْطَاسِ أَوْ نَقُولَ : جُمُودُ النُّورَةِ يَرُدُّ إلَيْهَا اسْمَ الْأَرْضِ .
وَهَذَا الْإِيرَادُ مُتَّجَهٌ لَوْلَا خُرُوجُ الْقِرْطَاسِ بِالنَّصِّ الصَّحِيحِ وَعَمَلِ الْأَصْحَابِ ، وَمَا دُفِعَ بِهِ الْإِشْكَالُ غَيْرُ وَاضِحٍ ، فَإِنَّ أَغْلَبِيَّةَ الْمُسَوِّغِ لَا يَكْفِي مَعَ امْتِزَاجِهِ بِغَيْرِهِ وَانْبِثَاثِ أَجْزَائِهِمَا بِحَيْثُ لَا يَتَمَيَّزُ ، وَكَوْنُ جُمُودِ النُّورَةِ يَرُدُّ إلَيْهَا اسْمَ الْأَرْضِ فِي غَايَةِ الضَّعْفِ ، وَعَلَى قَوْلِهِ رَحِمَهُ اللَّهُ لَوْ شَكَّ فِي جِنْسِ الْمُتَّخَذِ مِنْهُ - كَمَا هُوَ الْأَغْلَبُ - لَمْ يَصِحَّ السُّجُودُ عَلَيْهِ ، لِلشَّكِّ فِي حُصُولِ شَرْطِ الصِّحَّةِ .
وَبِهَذَا يَنْسَدُّ بَابُ السُّجُودِ عَلَيْهِ غَالِبًا ، وَهُوَ غَيْرُ مَسْمُوعٍ فِي مُقَابِلِ النَّصِّ وَعَمَلِ الْأَصْحَابِ .
( وَيُكْرَهُ ) السُّجُودُ ( عَلَى الْمَكْتُوبِ ) مِنْهُ مَعَ مُلَاقَاةِ الْجَبْهَةِ لِمَا يَقَعُ عَلَيْهِ اسْمُ السُّجُودِ خَالِيًا مِنْ الْكِتَابَةِ ، وَبَعْضُهُمْ لَمْ يَعْتَبِرْ ذَلِكَ، بِنَاءً عَلَى كَوْنِ الْمِدَادِ عَرَضَا لَا يَحُولُ بَيْنَ الْجَبْهَةِ وَجَوْهَرِ الْقِرْطَاسِ ، وَضَعْفُهُ ظَاهِرٌ
|
|
مقاومة الأنسولين.. أعراض خفية ومضاعفات خطيرة
|
|
|
|
|
أمل جديد في علاج ألزهايمر.. اكتشاف إنزيم جديد يساهم في التدهور المعرفي ؟
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقيم ندوة علمية عن روايات كتاب نهج البلاغة
|
|
|