المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9130 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

اشتراط الجزم في النية وعدم التشريك بين وجهي الفعل من الفرض والنفل.
5-1-2016
الشيخ أبو عبد الله الحسين بن علي
25-5-2017
Cellular Connective Tissue—Ovary
5-1-2017
خواص الأحماض الكربوكسيلية
2023-08-24
المواد المرة Bitter Principles
1-12-2020
إستصحاب الكلي
23-8-2016


الامير معجزة بذاته (عليه السلام)  
  
3606   03:33 مساءً   التاريخ: 5-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص220-223.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-5-2016 4402
التاريخ: 2-02-2015 5014
التاريخ: 7-01-2015 3174
التاريخ: 21-12-2017 2782

اعلم انّ المعجزة هي اظهار أمر من شخص خارج عن قدرة البشر، و يكون خارقا للعادة، بحيث يعجز الناس عن الإتيان بمثله، لكن لا يجب على ذي المعجزة ان تكون معاجزه ظاهرة دائما، و كذا لا يجب انّه كلّما رئي صاحب المعجزة رئيت المعجزة منه، بل يظهر معجزته اذا تحدّاه أحد أو طلب منه اظهارها.

أما أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد لازمته الكثير من معاجزه و لم تكن منفكة عنه، و كان يراها الصديق و العدو، و لم يتمكن أحد من إنكارها، و هي أكثر من أن تحصى، منها شجاعته و قوته (عليه السلام) و قد اتفق على انّه كرّار غير فرّار و غالب غير مغلوب، و هذا الأمر منجل لمن نظر الى حروبه و غزواته من قبيل بدر، و أحد، و حروب البصرة و صفين و غيرها.

وقد قتل (عليه السلام) من الأعداء ليلة الهرير أكثر من خمسمائة نفر و قيل تسعمائة نفر، و كان يكبّر في كل ضربة يضربها، و من المعلوم انّ سيفه (عليه السلام) ينزل على الدروع و الخوذ الحديدية فيقدّها قدّا و يقتل صاحبها.

فهل يقدر أحد على هذا؟ مضافا الى انّ أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يكن في صدد اظهار معجزة أو خرق عادة في هذه الغزوات والحروب، بل هذه الشجاعة والقوة كانت ملازمة لوجوده الشريف غير منفكة عنه.

وقد ذكر ابن شهرآشوب قضايا كثيرة في قوته (عليه السلام)، كنتره للقماط في طفولته‏ ، وقتله‏

الحية بيده وهو في المهد، و أخذه عنقها و ادخال أصابعه فيه حتى ماتت، فسمّته امّه حيدرة ، و كان منه (عليه السلام) في ضرب يده في الأسطوانة حتى دخل ابهامه في الحجر وهو باق في الكوفة وكذلك مشهد الكف في تكريت والموصل وأثر سيفه في صخرة جبل ثور عند غار النبي (صلى الله عليه واله) وأثر رمحه في جبل من جبال البادية وفي صخرة عند قلعة خيبر .

وحكاية قوته (عليه السلام) وأخذه قطب الرحى وجعله في عنق خالد بن الوليد، وأخذه أيضا خالدا باصبعه السبابة والوسطى وعصره له بهما حتى كاد ان يموت، فصاح صيحة منكرة و أحدث في ثيابه، معلومة لكل أحد .

ومنها رفعه الصخرة العظيمة التي كانت على عين ماء في طريق صفين، ورميها عن العين أربعين ذراعا، وقد عجز عن رفعها الرجال‏ ، وحكاية قلعه لباب خيبر وقتله مرحبا أشهر من أن تذكر وقد أشرنا إليها في باب تاريخ النبي (صلّى اللّه عليه و آله).

قال ابن شهرآشوب: ومن عجائبه طول ما لقي من الحروب لم ينهزم قط و لم ينله فيها شين و لا جراح سوء و لم يبارز أحدا الّا ظفر به و لا نجا من ضربته أحد فصلح منها و لم يفلت منه قرن ولم يخرج في حروبه الّا وهو ماش يهرول طوال الدهر بغير جند الى العدو.

وما قدمت راية قوتل تحتها عليّ (عليه السلام) الّا انقلبوا (اعداؤها) صاغرين، ويروى وثبته أربعون ذراعا الى عمرو و رجوعه الى خلف عشرون ذراعا وذلك خارج عن العادة , وروى ضربته على رجليه وقطعهما بضربة واحدة مع ما كان عليه من الثياب والسلاح.

وروي انّه ضرب مرحب الكافر يوم خيبر على رأسه فقطع العمامة و الخوذة و الرأس و الحلق وما عليه من الجوشن من قدام وخلف الى أن قدّه بنصفين ... .

وأما فصاحته وبلاغته فقد اتفق فصحاء العرب وعلماء الأدب انّ كلامه فوق كلام المخلوق و دون كلام الخالق كما ذكر سابقا.

وأما علمه وحكمته فلا يدركهما احد سوى اللّه ورسوله، وليس بالامكان شرحهما مفصلا، وقد ذكرنا نبذا منها، فعروجه (عليه السلام) الى معارج العلم والحكمة من دون معلّم ومدرس بحيث لا يتمنّى أحد نيل تلك الدرجة من المعاجز الظاهرة الجليّة.

أما جوده وسخاؤه (عليه السلام) فانّه انفق كل ما حصل عليه وبات ثلاث ليال مع زوجته فاطمة وابنيه الحسن والحسين (عليهما السّلام) دون ان يفطروا على شي‏ء وتصدقوا بطعامهم للمسكين واليتيم و الأسير.

وانفق (عليه السلام) في ركوعه خاتما ثمينا وقد انزل اللّه تعالى في شأنه وشأن أهل بيته، سورة هل أتى وآية «انما» و ذكرنا فيما سبق عتقه ألف مملوك بكدّ يمينه ورشح جبينه.

أما عبادته و زهده (عليه السلام) فباتفاق العلماء انّه سيد العابدين وقد قنع طوال عمره بخبز الشعير، ولم يتجاوز ادامه الخل والملح الجريش، وكانت له تلك القوة مع هذا القوت القليل وقد أشرنا إليها، فهذه معجزة اخرى له لأنها خارجة عن حد البشر، وقس على هذا عفوه وحلمه و رحمته وشدّته ونقمته وشرفه وتواضعه التي يقال فيها «جمع بين الأضداد وتأليف بين الأشتات».

وهذه أيضا من خوارق عاداته وفضائله (عليه السلام) كما قالها السيد الرضي رحمه اللّه في افتتاحه لنهج البلاغة فقال هناك:

ومن عجائبه (عليه السلام) التي انفرد بها وأمن المشاركة فيها، انّ كلامه الوارد في الزهد و المواعظ والتذكير والزواجر اذا تأمله المتأمل وفكّر فيه المتفكر وخلع من قلبه انّه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ أمره وأحاط بالرقاب ملكه، لم يعترضه الشك في انّه كلام من لا حظّ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة، قد قبع في كسر بيت أو انقطع الى سفح جبل لا يسمع الا حسّه ولا يرى الا نفسه.

ولا يكاد يوقن بأنّه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه، فيقطّ الرقاب ويجدّل الابطال و يعود به ينطف دما و يقطر مهجا  وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الابدال.

وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة التي جمع بها بين الأضداد وألّف بين الأشتات‏ .

ولنعم ما قال الصفي الحلّي في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام):

جمعت في صفاتك الأضداد                 فلهذا عزّت لك الأنداد

زاهد حاكم حليم شجاع‏                     فاتك ناسك فقير جواد

شيم ما جمعن في بشر قط                 و لا حاز مثلهنّ العباد

خلق يخجل النسيم من‏                     اللطف و بأس يذوب منه الجماد

وبالجملة حوى (عليه السلام) جميع الصفات وكان فيها أعلى من كل أحد، سوى ابن عمه محمد رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله)، فوجوده الشريف في الكون محيط بالممكنات ومن أظهر المعجزات، ولن يتمكن أحد من إنكاره (بأبي أنت و أمي يا آية اللّه العظمى و النبأ العظيم).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.