الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
طبقات فحول الشعراء
المؤلف:
د. عبد الرسول الغفاري
المصدر:
النقد الأدبي بين النظرية والتطبيق
الجزء والصفحة:
ص :108-110
23-3-2018
8248
وجاء بعد الاصمعي محمد بن سلاّم الجمحي ت 232هـ إذْ الّف كتابه "طبقات فحول الشعراء" وقد جعله عشر طبقات للشعر الجاهلي، ومثلها للشعر الاسلامي، وفي كل طبقة أربعة شعراء، إلّا أن ابن سلّام في تقسيمه هذا قد اعتمد على أقوال من سبقه أو مَن عاصره، ونخصّ بالذكر منهم الاصمعي.
وقد أدرك ابن سلاّم ان بعض الشعر الجاهلي مفتعل موضوع، لذا فقد ترك الانتحال آثاراً سيئة على الحياة الأدبية، وقد وفّق ابن سلاّم- الى حدٍ ما- في تعليل الانتحال، والدوافع الذاتية واثر العصبية القبلية في ذلك، ثم تطرّق الى طبيعة الشعر الجاهلي ومقداره وسبب ضياعه، وقد أشار إلى ذلك فأوعز السبب الى العرب انفسهم إذ انشغلوا بالفتوحات الاسلامية مما سبب استشهاد الكثير من رواة الشعر والقسم الاَخر اهمله مراعاة للسنن والاخلاق الاسلامية.
لقد اجتهد ابن سلاّم في كتابه حيث صنّف الشعراء حسب المدن وهكذا وفق الاغراض الشعرية، فمثلاً جعل شعراء الرثاء في طبقة خاصة، وشعراء المدن كالبحرين والطائف والمدينة ومكة في طبقة، بل ميّز بين شعراء المسلمين وغيرهم؟ فقد جعل شعراء اليهود في طبقة.
ثم هناك خصائص منهجيّة نقدية تبرز في طبقات الشعراء منها:
أولاً: إن ابن سلّام فاضل بين الشعراء بميزان القِدَم، فقد جعل الشعراء الجاهليين في أوّل كتابه، بل ورتّبهم حسب الاسبق فالأسبق، وقد ذكر في الاثناء بعض الشعراء المخضرمين، والذين شعرهم الى الجاهلية اقرب منه إلى الاسلام، وبعد هذه الطبقة من الشعراء الجاهليين ذكر الشعراء الاسلاميين، واتبع في ترتيبهم كالطبقة السابقة.
ثانياً: جعل الميزان الاَخر في تفضيل الشاعر على غيره هو كثرة شعره ووفرته، اذ قال في وصف بعض الشعراء:
"اخل بهم قلة شعرهم بأيدي الرواة" (1).
وقال عن عمرو بن شأس: "اكثر طبقته شعراً".
ثالثا: اراد من الشاعر أن يكون صادقاً في شعره واقعياً لذا قدّم الشاعر الواقعي الصادق في عاطفته على غيره، مما جعلنا نحسّ ان ميزانه ليس الجودة، فهو مثلاً يميّز بين الشاعر العاشق حقاً والشاعر المتكلّف في إظهار معاناة العشق دون أن يكون له المصداق الحقيقي للعشق في الخارج.
رابعاً: تأثر الى حدّ ما بمن سبقه كالأصمعي، بالخصوص في تقديم الكثرة على الجودة.
خامساً: جعل التفاوت والتفاضل بين الشعراء على اساس التعدد في الاغراض الشعرية، فمثلاً قدّم كثير عزّة على جميل بثينة على ان الثاني اصدق قولاً من الأول وان كان ذلك ليس دائماً بل في أغلب الاحيان لان في تعدد الاغراض يكون عنصر الصدق في الجملة موجوداً في اغراض دون أخرى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) طبقات الشعراء لابن سلّام.
الاكثر قراءة في النقد القديم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
