بيّن ممثّل العتبة العبّاسية المقدّسة الدكتور أحمد الشيخ علي، أن مسابقة مراقي المجتبى(عليه السلام)، شهدت تنافس 46 قصيدةً من سبع دولٍ عربية وإسلامية. جاء ذلك في كلمته خلال فعّاليات مسابقة مراقي المجتبى(عليه السلام) العالميّة الرابعة للشعر العمودي، التي أشرفَ على تنظيمها قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدّسة وجامعةُ العميد، تحت شعار (المجتبى "عليه السلام" آيةُ السخاء ودستورُ الحكماء). وشهدت الفعّاليات حضور عضو مجلس إدارة العتبة العبّاسية الدكتور عباس الدده الموسوي، وعدد من رؤساء أقسامها، إلى جانب شخصياتٍ من الأكاديميّين والحوزويّين ونخبة من الشعراء المشاركين في المسابقة. وجاء في نصّ الكلمة: إنّه لمن دواعي الغبطة أن أتشرّف بتمثيلِ الأمانةِ العامةِ للعتبة العبّاسية المقدّسة بهذهِ الكلمةِ، التي نفتتح بها مجريات مسابقة مراقي المجتبى(عليه السلام) العالمية المخصّصة للقصيدة العربية العمودية في نسختها الرابعة.. التي تستضيء بشعار: (المجتبى -عليه السلام- آية السخاء ودستور الحكماء). وكما هو معلوم فإن هذه المسابقة السنوية التي نشهد اليوم إعلان نتائجها، إنّما تبارت القصائد فيها قاصدةً نيل بركة الترقّي في سماوات مجد السبط الأكبر إمامنا الحسن المجتبى(عليه السلام) ونحن في ذكرى شهادته، قبل أن يكون قصد الشعراء الفوز بإحدى جوائز المسابقة، ولا أشكّ أبداً في فوز جميع من كتب وشارك وراجع وقرأ وقوّم وأسّس ودعم وبذل واستمع وشهد وبارك هذه المسابقة بكلّ مجرياتها، فطوبى لنا ولكم جميعاً ونحن نحتفي بإمامنا المظلوم أبي محمد الحسن بن علي(عليهما السلام). الحضور الكريم.. إنّ العتبة العبّاسية المقدّسة بتوجيهٍ مباشر من مقام متولّيها الشرعيّ السيد أحمد الصافي (دام عزّه) ودعمٍ لا محدود من لدنه.. أدركت أهمية المعنى العميق الكامن في مقولة الإمام الصادق (عليه السلام): (أحيوا أمرنا، رحم الله من أحيا أمرنا)، لذلك تراها دائبةً في إقامة المهرجانات والمؤتمرات والمحافل والمسابقات والندوات، والبرامج وورش العمل والمعارض والمتاحف وفي مختلف الأطر التاريخية والفكرية والثقافية والأدبية والفنية، وعلى الصعد كافة. وما هذه المسابقة المباركة إلّا بعض ذلك الغرس الطيّب للعتبة العبّاسية المقدّسة ممثّلةً بقسم الشؤون الفكرية والثقافية المبارك، وتشاركه في الجهد والعطاء جامعةُ العميد الزاهرة. وفي هذه النسخة الرابعة من مسابقة مراقي المجتبى(عليه السلام) العالمية، تنافست على مراكزها العشرة الأولى ستٌّ وأربعون قصيدة، استلهم فيها شعراؤها القيم السامية والمواقف الجليلة والدروس والعبر والمآثر الكبرى، لسبط النبوّة وسليلها ونجل الإمامة العلويّة وأحد فرعيها الزكيّ ابن الزكي أخ الزكيّ وثمرة الطهر والعفّة والرفعة الإمام الحسن المجتبى، عليه وعلى جدّه وأبيه وأمّه وأخيه صلوات الله وسلامه. وقد كان الشعراء المشاركون في هذه النسخة من المسابقة فضلاً عن شعراء العراق البلد المُضيِّف، من لبنان، وسوريا، وإيران، والمملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وهذا ما منحَ المسابقة صفة العالمية، وهي من ثمّ تنفتح على مشارق الأرض ومغاربها، ناشدةً كلمة الحقّ من قبل ومن بعد. ويقيني أنّ قبّة أبي الفضل والجود المولى العباس(عليه السلام) لا تضيق بقاصديها، وستبقى إن شاء الله مشرعة القلب وسبّاقةً للنهوض بما ينتصر للإنسان في مغزاه الذي أراده الله، رمزاً للخير والمحبّة والإخاء والوفاء كما هو رمز للعطاء والإباء والفداء. الحضور الكريم.. لا أريد أن أسترسل طويلاً في كلمتي، لا سيّما أنّ هذا المنبر الشريف سيشهد بعد برهةٍ وجيزة إن شاء الله، الكشفَ عن الشعراء الذين ارتقت بهم كلماتُهم، وتألّقت قصائدُهم فنالوا لقاء ذلك ما يستحقّونه من تقويم اللجنة التحكيمية، التي أخصّها بالشكر والثناء وأسأل الله أن تكون مسدّدةً في تقويمها لما بلغها من قصائد، وفي خلدي أقول إنّ ما سيناله الفائزون من لدن الله أعظم طالما كانت النيّة فيما قدّموه المودّة في القربى، والانتصار لها في زمن الجفاء والتخاذل والأهواء أعاذنا الله جميعاً من مزالقه. لذا أبارك للفائزين وللمشاركين فوزهم جميعاً بعظيم مواهب الرحمن، وأسأله سبحانه أن يتقبّل قليلنا هذا بكثير عطائه، ويجعلنا من المرحومين لديه ببركة من اجتمعنا على اسمه اليوم، وكذلك بركة من ظلّلنا بقبّته الشماء واحتوانا بنظرته السمحاء.