تمرّ علينا اليوم ذكرى أعظم الفاجعات التي مُني بها العراقيّون جميعاً، وهي ذكرى تفجير مرقد الإمامين العسكريّين(عليهما السلام) في مدينة سامراء المقدّسة يوم (23 محرّم الحرام 1427هـ)، هذا الحدث الذي ثلم قلوب العراقيّين وتسبّب بجرحٍ بليغ في وجدانهم الدينيّ والإنسانيّ، يستذكره العراقيّون وباقي الأمّة الإسلاميّة بحزنٍ شديد، فما قامت به الأيادي الظالمة المجرِمة وقتها ما هو إلّا جرمٌ لا يقترفُه إلّا مَنْ طرده الله تبارك وتعالى من رحمته بلا رجعة.
ولا يسعنا عند استذكار هذا الحدث المأساويّ إلّا أن نستذكر معه بيان المرجعيّة الدينيّة العُليا في النجف الأشرف، ذلك البيانُ المهمّ الذي دعت من خلاله الى الحكمة وضبط النفس وعدم الانجرار وراء ما يريده أعداء البلاد من إحداث فتنةٍ طائفيّة كبرى.
وفي الوقت الذي كانت فيه الأجواء مشحونةً بالخطاب الطائفيّ الذي يستقطب ضعفاء النفوس، خرجت المرجعيّة كما جرت عليه العادة في الأزمات التي تمرّ بها البلاد، ببيانٍ عقلائيّ حكيم كان هذا نصّه:
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) التوبة: 32.
لقد امتدّت الأيادي الآثمة في صباح هذا اليوم، لترتكب جريمةً مخزيةً ما أبشعها وأفظعها، وهي استهداف حرم الإمامين الهادي والعسكريّ(عليهما السلام) وتفجير قبّته المباركة، ممّا أدّى إلى انهدام جزءٍ كبير منها وحدوث أضرارٍ جسيمة أخرى.
إنّ الكلمات قاصرةٌ عن إدانة هذه الجريمة النكراء، التي قصد التكفيريّون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقيّ، ليتيح لهم ذلك الوصول إلى أهدافهم الخبيثة.
إنّ الحكومة العراقيّة مدعوّة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ مضى، إلى تحمّل مسؤوليّاتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجراميّة التي تستهدف الأماكن المقدّسة، وإذا كانت أجهزتها الأمنيّة عاجزةً عن تأمين الحماية اللازمة فإنّ المؤمنين قادرون على ذلك بعون الله تبارك وتعالى.
إنّنا إذ نعزّي إمامنا صاحب الزمان (عجّل الله فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل، نعلن الحداد العامّ لذلك سبعة أيّام، وندعو المؤمنين ليعبّروا خلالها بالأساليب السلميّة عن احتجاجهم وإدانتهم لانتهاك الحرمات واستباحة المقدّسات، مؤكّدين على الجميع وهم يعيشون حال الصدمة والمأساة للجريمة المروّعة، أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغاً يجرّهم إلى اتّخاذ ما يؤدّي إلى ما يريده الأعداء من فتنةٍ طائفيّة، طالما عملوا على إدخال العراق في أتونها.
ولا حول ولا قوّة إلّا باللّه العليّ العظيم، وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون.
23/محرم الحرام/1427هـ

اخبار ذات صلة

شعبة الخطابة النسوية تطلق سلسلةً من الورش التطويرية لخطيبات المنبر الحسينيّ

آية الله الشيخ عبد الله الجواديّ الآمليّ يلقي محاضرةً حول مقام الأنبياء وأئمّة أهل البيت ومنزلة أبي الفضل العباس (عليهم السلام)

مركز الكفيل للصحّة والسلامة يواصل تنفيذ الممارسة التطبيقية لملاكات أقسام العتبة العباسية المقدسة

مستشفى الكفيل يُنهي معاناة مريضٍ بعد إجراء عمليةٍ ناجحة لزراعة الكلى

آية الله الشيخ عبد الله الجوادي الآملي يزور مرقد أبي الفضل العباس (عليه السلام)

في معرض طِهران الدولي للكتاب.. خطيب جمعة طِهران يُشيد بتنوُّع إصدارات العتبة العباسيَّة المقدَّسة

قسم المشاريع يعلن ضخ نحو 8 ملايين لتر من المياه المفلترة خلال الزيارات المليونية

وفد متحف الكفيل يجري زيارة ثانية إلى العتبة العسكرية المقدسة لاستكمال إجراءات تأسيس متحفها

قسم الإعلام يقدم ورشة تطويرية في التصميم الجرافيكي لملاكات كشافة الكفيل

قسم الشؤون الفكرية يشرع بأعمال المرحلة الثانية من مشروع استعادة مكتبة جامعة الموصل

شعبة مدارس الكفيل تُقيم الفعاليات المسائية لليوم الأول من مخيم بنات العقيدة الثامن والعشرين

مركز الكفيل للصحّة والسلامة يقيم ممارسةً تطبيقية لبرنامج (في كلّ بيتٍ مُنقِذ)