وحدةُ الإعارة هي إحدى وحدات مكتبة ودار مخطوطات العتبة العبّاسية المقدّسة، وتقوم هذه الوحدة باستقبال الباحثين والمطالِعين، وتقديم يد المساعدة لهم في إتاحة الكتب والمصادر المهمّة التي يحتاجونها في بحوثهم، وإدارة الخدمات المكتبيّة من إعارةٍ وخدمة مرجعيّة، وكذلك استقبال الوفود الزائرة للمكتبة واصطحابهم في جولاتٍ استطلاعيّة على وحدات المكتبة مع تقديم شرحٍ مفصّل عنها.
وعن جهود هذه الوحدة بيّن مسؤولُها الأستاذ عبد الحميد عبد الرضا الصافي: "تنقسم مهامّ الوحدة إلى قسمين، القسم الأوّل: العناية بالكتاب وكيفيّة تهيئته للباحثين ويكون على عدّة مراحل:
المرحلة الأولى: بعد استلام الكتاب من وحدة التزويد يتمّ ختم الكتاب بختم مُلكيّة مكتبة العتبة المقدّسة، حيث يقوم موظّفٌ مختصّ بهذا العمل، ويُعطى لكلّ كتابٍ رقمُ ثبتٍ خاصّ بعد أن يتمّ إدخال معلوماته في برنامج سجلّ الثبت الإلكترونيّ (القيد العام)، وبهذا يكون الكتاب قد أُدخل في ملكيّة المكتبة.
المرحلة الثانية: يتمّ تصنيف الكتاب تصنيفاً أوّلياً بحسب موضوعه وتفرّعه العلميّ؛ ليتسنّى وضعُه في القسم الذي خُصّص له لحين فهرسته بشكلٍ نهائيّ وفق التصنيف العالميّ في وَحدة الفهرسة.
المرحلة الثالثة: يتمّ اختيار المكان المناسب للكتاب في الأقفاص وفق ترقيمٍ معيّن، وبحسب رقم القفص والرفّ وتسلسل الكتاب مع مراعاة قطع الكتاب وحجمه الطباعيّ.
المرحلة الرابعة: بعد التأكّد من عدم تكرار الرقم المحدّد لكلّ كتاب، يتمّ إدخال معلومات كلّ كتابٍ في برنامج البحث الخاصّ بالمكتبة في حاسبات قاعة المطالعة؛ ليتسنّى اختصار الوقت والجهد للباحث في الحصول على المصدر.
المرحلة الخامسة: تتمّ طباعة لواصق (ليبلات) الأرقام الخاصة بكلّ كتاب، ويتمّ لصقها على عطف الكتاب، وهذا الرقم يثبّت مع معلومات الكتاب في حاسبات قاعة المطالعة، حيث تحتوي هذه اللّواصق على رقم القفص والرفّ وتسلسل الكتاب، ممّا يوفّر إمكانيّةً أُخرى للبحث عن طريق الرقم.
المرحلة السادسة: أمّا الكتب ذات الطبعات القديمة التي تُعدّ قيّمةً ونفيسة، فيتمّ عزلها أو حفظها في مكانٍ خاصٍّ بها؛ حفاظاً عليها من التلف بسبب كثرة الاستعمال، ويتمّ تصويرها نسخاً عديدة منها الورقيّ والإلكتروني وأيضاً بصيغة الـ(PDF) وجعلها في متناول يد الباحثين.
المرحلة السابعة: إدامة الكتب بشكلٍ خاصّ، وذلك بالتنظيف الدوريّ لها من الأتربة التي قد تصل إليها، ومتابعة ما يحتاج إلى الصيانة منها؛ لغرض إرساله إلى وحدة التصحيف المختصّة بصيانة الكتب، وكذلك إعادة ترتيب الكتب جرّاء الاستعمال حسب التسلسلات".
وتابع الصافي: "أمّا القسمُ الثاني فيتلخّص بالعناية بالباحث والمطالع، وذلك من خلال:
أوّلاً: توفير الكتب والمصادر الإسلاميّة للمذاهب والأديان المختلفة، وكذلك المصادر الأكاديميّة على اختلاف تخصّصاتها والمعارف العامّة جميعها، فالمكتبة تضمّ كتباً ومصادر في العلوم المختلفة التي يحتاجها الباحث، حيث وُزّعت هذه الكتب في أقفاص خشبيّة يتجاوز عددها (208) أقفاص، وهي مبوّبة بحسب المواضيع، وبلغ عدد الكتب فيها أكثر من (45.000) كتاب، وهي في تزايدٍ مستمرّ.
ثانياً: وجود مِلاكٍ متخصّص يعمل على مساعدة الباحثين في إخراج المصادر التي يحتاجونها في بحوثهم، من خلال البحث في الحاسبات المخصّصة لذلك.
ثالثاً: بالنظر لوقفيّة الكتب والمصادر في المكتبة، وعدم إمكانيّة استعارتها خارجيّاً، وفّرت إدارةُ المكتبة خدمة الاستنساخ والطباعة لتحقيق أكبر قدرٍ من الاستفادة للباحثين".
وأشار الصافي إلى أنّ الوحدة تعمل حاليّاً بنظام التزويد عن بُعْد، نظراً للظرف الصحّي الذي تمرّ به البلاد.