بحثت مؤسّسة الوافي للتوثيق والدراسات وقسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبّاسية مع فريق الأمم المتّحدة، سبل توثيق جرائم عصابات داعش الإرهابية. جاء ذلك خلال زيارة وفد فريق التحقيق وتوثيق الجرائم الإرهابية في الأمم المتحدة برئاسة المستشار الخاص للأمين العام للمنظمة الدولية ورئيس الفريق السيد كريستيان ريتشر، إلى مؤسّسة الوافي، ضمن سلسلة الزيارات المستمرة لبعض الهيئات والمؤسّسات المهتمّة بقضايا التوثيق؛ للتباحث مع المؤسّسة والمركز العراقيّ لتوثيق جرائم التطرّف التابع لقسم الشؤون الفكرية، ومدّ جسور التعاون لتحقيق أفضل خدمة ممكنة في مجال التوثيق. وقال رئيس مؤسّسة الوافي السيد أحمد صادق إن "زيارة فريق الأمم المتّحدة جاءت من أجل التباحث حول الكيفيّة التي سيتمّ بها تبادل المعلومات والخبرات، والعمل على توثيق تلك الجرائم في الأمم المتّحدة كجرائم حرب، مدعومةً بكافّة الأدلّة والتفاصيل والوثائق وما يرافقها من صور وفيديوهات، ودعم هذه القضيّة وجعلها قضيّة دوليّة مثبّتة لدى الأمم المتّحدة". وأضاف أن "العتبة العبّاسية هي من أوّل الساعين لقضيّة التوثيق، وخاصّة بعد عام 2014، إذ افتتحت مؤسّسات ومراكز عديدة تُعنى بالتوثيق، وقد أصدرت مجموعةً من الموسوعات مثل موسوعة فتوى الدفاع الكفائي وموسوعة سبايكر، لتوثيق الجرائم التي حدثت خلال فترة تحرير العراق من العصابات الإرهابية". وبين صادق أن "الفريق اطّلع على كيفيّة عمل المركز وطريقة التوثيق في العتبة العبّاسية المقدّسة"، مؤكّداً "استطاعت العتبة العباسية عبر مركز الوافي إيصال رسالتها من التوثيق إلى الأمم المتّحدة".
من جهته قال مدير المركز العراقي الشيخ الدكتور عباس القريشي، إنّ رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدّة لتعزيز المساءلة عن الجرائم المرتكبة من قبل داعش والمستشار الخاص السيد كريستيان ريتشر ، زار المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف، كونه الوحيد في العراق المتخصّص بتوثيق جرائم التطرّف التي تطال العراقيين. وأضاف القريشي، جرى النقاش مع الوفد الأممي حول إمكانية تبادل الخبرات وتعزيز الإفادة والاستفادة من الأدلة التي تدين كيان داعش الإرهابي. وأبدى القريشي الاستعداد للتعاون وعقد اتفاقيات وتبادل الأدلة، ما دام العمل يسير وفق المنهجية العلمية ويتمتع بالحيادية، مشيرًا إلى أنّ المركز العراقي لتوثيق جرائم التطرف لم يغفل عن جميع الجرائم المرتكبة بحق الشعب العراقي، ولم يفرّق بين مكوناته، وقد دأب على توثيق الجرائم التي ارتُكِبت ضد المسيحيين والشبك والأيزيديين والتركمان وباقي مكونات الشعب العراقي . من جانبه أبدى رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة السيد كريستيان ريتشر، إعجابه بعمل العتبة العبّاسية قائلاً "أنا منبهر ومعجب جدّاً بالعمل الذي يقوم به مركز التوثيق العراقي في العتبة العبّاسية، وهذا مجهودٌ جيّد وعملٌ رائع، وسنرى ما بالإمكان عمله حول هذا الموضوع من أجل تبادل المعلومات والاستفادة من الطرفين".