الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
نسبية السعادة
المؤلف:
الشيخ عباس امين حرب العاملي
المصدر:
الحياة الزوجية السعيدة
الجزء والصفحة:
ص28-30
24-6-2020
2059
من الجميل جداً ان يرسم الزوجان طموحاً مثالياً لحياة يسودها الوئام والسلام والطمأنينة والاناقة والولد المهذب والبيت المنيف والعلاقات الذهبية، ولكن من الخطأ القاتل تصورهما ادراك ذلك في الأمد القريب بل البعيد أيضاً، وذلك لأن الحياة ليس تصورات على كرسي مطاط تحت شجرة ورقاء، انها حية مركبة من كفاح وجهاد وسعي متواصل يتخللها صدمة وهرم وقلق وقسوة ظرف.
ان ما ينبغي ادراكه على الزوجين هو ان السعادة التي سيحصلان عليها لن تكون إلا نسبية يشوبها دائما الكدر والغم، وبعبارة اخرى ان العلاقات الزوجية ان أحسن استغلالها تكون تعويضاً نافعاً وجيداً عن مشاق الحياة التي لن يفر منها أحد .. فالحياة الزوجية ان اردنا اختصار مضمونها: (سعادة كبرى في هم لا هم ،.. أكبر في سعادة)، انه اذا كانت سعادتنا نسبية لا مطلقة فما هي النسبة التي حصلنا عليها كانت غاية الآمال والا كان انهاء الحياة الزوجية اسلم من بقائها، والجواب على ذلك اننا لو اخذنا نسبة المئة كمقياس أخير للسعادة الزوجية ، فتارة تتجاوز نسبتها النصف أو قد ترقى الى ما يقرب الثمانين 80% وهذه الصورة مقبولة ورائجة ويحسن جداً الاحتفاظ بها والسكوت وشكر الله عز وجل على وجودها.
وان تضاءلت هذه النسبة إلى حد يمكن الصبر معه وخصوصا مع الظروف المانعة للزوج أو الزوجة من متابعة مطالب الحياة بسلامة كان الصبر أيضاً من علائم العقل والتضحية، واما ان انحسرت النسبة لتصل الى العشرة والعشرين 10% 20% وذلك عند توفر اوضاع متعددة منها:
ـ الوجه العبوس الدائم لأحدهما وخصوصاً الرجل .
ـ قضاء جل الاوقات بالأسفار من غير ضرورة ومع القدرة على تقطيعها .
ـ قضاء جل الليالي خارج الدار وفي قضايا تافهة... الخ .
ـ إعتبار أحد الطرفين الآخر كائناً مهملاً في حياته .
ـ إعتماد احدهما الاساليب المحرمة لجلب الثروة من السرقة والمقامرة والغش والخداع .
ـ التحلل الديني بجملة مستوياته من الالفاظ النابية والسباب والتلفظ بالقبيح والكفر .
ـ إعتماد الاهانات الموجهة او الضرب كأسلوب لفرض الرأي وحل المشكلة ضمن المبدأ الآثم (العصا من الجنة ) .
ـ إعتماد سياسة التقطير امام الحاجات الملحة من دون مبررات مقبولة .
ـ إغراق الشريك لشريكه بالمتاعب عبر طلب الاعمال المتلاحقة التي لا توفر فرصة لفراغ او نشاط .
ـ إهمال احدهما الاخر جسديا ولفترات طويلة ولو بمبرر المحاسبة على الهفوات والثغرات .
في كل هذه الحالات منفردة اما مجتمعة واما ملفقة يكون من المستحسن اعادة النظر في اللحمة الزوجية فانا نملك حياة واحدة ولا نملك تكرارها ونملك روحا واحدة ولا نملك سواها نملك جسدا واحدا تضمحل نضارته بأفضل الظروف.. فكيف بأقصاها، في هذه الحالات إن الطلاق وان ذمته الروايات وجعلته ابغض الحلال عند الله تعالى ولكن لا بد من فهم هذه الاخبار على ضوء الذم المبدئي وغير الخاضع للظروف التي قد تجعل ذلك واجباً او راجحاً، بل ان التأمل فيما ورد عن رسول الله "صلى الله عليه واله وسلم" من قوله : (ايما امرأة سالت زوجها طلاقا من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة) (1) .
تأكيد على ما ذكرته حيث خصت المبغوضة بظرف كون الطلاق مزاجيا (من غير بأس) وقال الامام جعفر الصادق "عليه السلام" : (خمس لا يستجاب لهم رجل بيده طلاق امراته وهي تؤذيه وعنده ما يعطيها ولم يخل سبيلها) (2).
_______________________
1ـ موسوعة سنن الترمذي ج3 حديث 1187 .
2ـ الوسائل ج15 مقدمات الطلاق باب 3 حديث 5 .
الاكثر قراءة في الزوج و الزوجة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
