x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

سعادة حقيقية.. بلا مثيل

المؤلف:  هادي المدرسي

المصدر:  كيف تتمتع بحياتك وتعش سعيداً

الجزء والصفحة:  ص21ــ23

27-6-2022

1233

من أراد سعادة بلا شقاء.. ولذة بلا انقضاء.. وراحة بلا نهاية.. وحياة بلا موت.. فلا يبحث عنها في دار الدنيا.

إن الله تعالى لم يخلق في هذه الحياة قوة إلا وفيها جانب من الضعف، ولا جمالاً إلا وفيه شيء من القبح، ولا وردة إلا وهي محاطة بالشوك، ولا فاكهة إلا وفيها بعض القشور، ولا نهاراً إلا وبعده ليل، ولا غنى إلا ومعه حاجة..

إلا أن كل اللذات، وأكثر مما يمكن أن يتخيله عقل البشر، موجودة في الجنة فهي السعادة الحقيقية، والراحة الحقيقية، والحياة الحقيقية.

يقول ربنا تعالى:

{فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [هود: 105 - 108]

فمن أراد مثل هذه السعادة فليبتغ فيما آتاه الله الدار الآخرة، من غير أن ينسى نصيبه من الدنيا.

«فالسعيد من خاف العقاب فآمن، ورجا الثواب فأحسن، واشتاق إلى الجنة فأدلج»(1) فـ «سعادة الرجل في إحراز دينه والعمل لأخرته»(2)، إذ «عند العرض على الله سبحانه، تتحقق السعادة من الشقاء»(3).

وهكذا فإن «أسعد الناس من ترك لذة فانية للذة باقية»(4) و«أفضل السعادة استقامة الدين»(٥).

فبالمقارنة مع الدنيا فإن الجنة لا تعوض بشيء، فأقل مشاكل الدنيا أنها زائلة، وأعظم ما في الجنة أنها باقية.

ومن يبيع الباقي بالزائل، ودار نعيم الله تعالى بدار فتنته، يكون إما غافلا او معتوهاً.

يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ألا وإن السعيد السعيد من اختار (حياة) باقية، يدوم نعيمها. على فانية، ينفد عذابها»(٦) .

إن «السعادة الحقيقية هي سعادة الآخرة؛ وهي على أربع:

بقاء بلا فناء . .

وعلم بلا جهل..

وقدرة بلا عجز..

وغنى بلا فقر..»(٧)

ويقول عليه السلام: «ما أعظم سعادة من بوشر قلبه برد ليقين»(8)، ويقول عليه السلام: «لو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها (أي من الجنة) لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من شهواتها ولذاتها وزخارف مناظرها، ولذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غيبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها، وفي تعليق كبائس اللؤلؤ الرطب في عساليجها وأفنانها وطلوع تلك الثمار مختلفة في غلف أكمامها، تجنى من غير تكلف فتأتي على منية مجتنيها، ويطاف على نزالها في أفنية قصورها بالأعسال المضعقة، والخمور المروقة.. قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتى حلوا دار القرار، وأمنوا نقلة الأسفار. فلو شغلت قلبك أيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر المونقة، لزهقت نفسك شوقاً إليها»(9).

حقاً إن جنة عرضها كعرض السماوات والأرض، فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، مما لاعين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، لهي موطنا لسعادة الحقيقية، والسعيد كل السعيد من ابتغى بدنياه آخرته، وأحرز بأعماله في هذه الدار ما أعد الله لعباده في الدار الأخرى.

غير أن ذلك لا يعني أن نطلب الشقاء في هذه الدار، فما دامت الحياة الدنيا خلقها الله فإن أولى الناس بها هم المؤمنون به تعالى، يقول ربنا: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [الأعراف:32].

ولذلك فإن المؤمنين يطلبون من الله تعالى أن يمنحهم سعادة الدارين ويقولون: {بَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [البقرة: 201].

ولكنهم لا يريدون سعادة الدنيا على حساب سعادتهم في الآخرة، ولا يرتكبون أعمالاً قد تؤدي إلى حرمانهم من لذات الآخرة، وهذا ما يميزهم عن الآخرين من أهل الدنيا وحدها.

____________________________________

(١) غرر الحكم ودرد الكلم: 2/59.

(٢) المصدر: 4/144.

(٣) المصدر: 4/325.

(٤) المصدر نفسه.

(٥) المصدر نفسه.

(٦) موسوعة الأقوال المأثورة.

(٧) مقال في قول: ص١٢٨.

(٨) غرر الحكم ودرر الكلم.

(9) نهج البلاغة: ص249. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+