x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

ماهية التقليد والاستهزاء

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال

الجزء والصفحة:  ص181 ــ 184

2023-03-15

778

ان التقليد والسخرية يعبر عن سلوك غير عادي. وأحياناً ينشأ من عوامل نفسية. وأحياناً من عوامل اجتماعية. حيث يخضع المصاب بهذه الصفة إلى اختلالات واضطرابات يكون معها في مجموعة المرضى المصابين بمرض (بسيكونورتيك). وهذا الأمر يبرز أحياناً نتيجة فقدان أحد الأعزاء.

والبعض يعتقد بان هذا الابتلاء ناجم عن الشعور بالظلامية والطفل هنا يسعى للتخلص أو التقليل من الخوف والاضطراب والهيجان الناتج عن هذا الشعور. والبعض يرى بأن هذا الامر بعد ارضية للممارسات الهستيرية. أو تمارض يحمل في طياته عامل حب الذات والأنانية.

ويمكن أن نحسب هذا الأمر بعنوان ردود فعل لجبر النواقص والاحباطات التي يتعرض لها الطفل. فيتجلى هذا الأمر بصورة سعي لأجل اثارة غضب أحد الاشخاص من خلال بيان نقصه بشكل علني. طبعاً الاصل هو ان الطفل لديه طرقاً وأساليب اخرى لهذه المسألة. ولكن ولعدم توفيقه في اعمال هؤلاء فإنه يلجأ إلى الاساليب الخاطئة والطرق الملتوية.

تصور وشعور هؤلاء

هؤلاء يحملون مشاعر واحساسات متضادة ومتباينة، فاحياناً يشعرون بالحقارة والعجز. ومن اجل التغلب على هذه الصفة فإنه يتوسل بأية طريقة. فيتظاهر بالحماقة والخفة وكل الاساليب الطفولية، واحياناً يتظاهر بكونه شخصاً موفقاً ومتفوقاً ويشعر بأنه شخصاً مهماً وشجاعاً لأنه استطاع ان ينفذ في الآخرين ويؤثر عليهم أو يجذبهم إلى طريقته وسلوكه.

وعلى هذا الأساس يعتري هؤلاء شعوران. أولهما الاحساس بالاستعلاء والثاني الاحساس بعدم الأمن.

وهنا نقول حتى ولو كان شعوره بالاستعلاء تصنعياً، فإن الغرض من هذا الشعور هو القضاء على عقدة الحقارة والتغطية على الذلة والمسكنة التي تعتريه.

اما إذا تركناه ليحصل على النجاح والتوفيق بنفسه فتعود له الثقة بنفسه، فإن هذه الصفة ستتأصل في نفسه وسيستمر على هذا المنوال والاسلوب.

المقاصد والاهداف

مثل هؤلاء الأطفال دائماً يحاولون ابتكار واختراع اساليب التقليد والسخرية، فيخلطون اطوار مختلفة وغريبة وذلك بغية لفت نظر واعجاب الآخرين، هؤلاء يتصورون بأنهم إذا ما قاموا بأعمال وسلوك وإدراك طفولي فإنهم سينجحون في اعمالهم ويصبحوا معروفين لدى الناس. وعلى هذا الأساس فإنهم يحبذون العيش في عالم الطفولة.

وفي بعض الاوقات تصدر هذه الممارسات بغية الحصول على اللذة والنجاة من العزلة واللاأبالية. وأحياناً لغرض النجاة من الاضطراب والهيجان الروحي. وفي موارد اخرى لغرض جلب توجّه والتفات الاخرين أو كسب الشهرة والصيت.

وكل ذلك يشير إلى ان هناك فراغ يعيشه الطفل ويريد ان يركن إلى الهدوء والراحة مما يعانيه، حيث يعاني من شيء باطني يسبب له عدم الراحة والاذى ويرغب دائماً في التخلص منه بواسطة التقليد والاستهزاء والتهريج والذي يحمل بعدا جبرياً للشخص.

شمولية هذا الأمر

ان التقليد والسخرية امر لا يخص فئة دون اخرى ان ميزان هذه الصفة في المجتمع يصل إلى حد الشيوع. طبعاً لدى الأطفال الذين يعيشون اوضاعاً مضطربة وغير عادية. وهذه الحالة موجودة عند البنين والبنات وتكون قوية لدى البنات وبالأخص اثناء النزاع والعراك وذلك بسبب العواطف القوية التي تتصف بها البنات. والبنات أنفسهن على اطلاع باوضاعهن بالنسبة لهذا الامر وبالأخص عندما يردن ايذاء الطرف المقابل فإنهن يلجأن إلى هذا الاسلوب.

وأحياناً نشاهد هذه الحالة لدى الشباب وحتى الكبار وبالأخص في حالة الغضب من الآخرين ـ وفي الحقيقة ن السخرية والاستهزاء والتهريج يمثل مظهراً من مظاهر الغضب والخصومة لان التقليد والسخرية تثير غضب الطرف الآخر بشكل ملحوظ.