x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

كرائم القرآن

الشفاء في القرآن

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

جمع الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) للقرآن

المؤلف:  السيد مرتضى جمال الدين

المصدر:  الفرقان في علوم القران

الجزء والصفحة:  ص223-235

2023-06-14

2938

بعد ما دوِّن القرآن ، في حياة النبي ، جاءت مرحلة جمع القرآن ، ولا بد ان نفرق بين تدوين القرآن وجمعه ، فمن المواضيع الشائكة موضوع جمع القرآن وذلك لتضارب الروايات ، الا  ان  المسألة واضحة كما بينها ابو ذر الغفاري حيث كانت هناك احداث وملابسات وظلامات .

فكما امر الله جل وعلا والنبي  بالخلافة لعلي (عليه السلام) كذلك أمره الله ورسوله  بجمع القرآن وكان به عالما ويذكر احد الباحثين في كتابه مصحف الامام علي(عليه السلام) ان هناك ست عشرة  رواية من طرق العامة واربع عشرة  رواية من طرق الخاصة تؤكد على ان عليا (عليه السلام)  جمع القرآن بوصية الرسول بعد وفاته ، واليك بعض النصوص

تفسير فرات الكوفي:  قَالَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يُوسُفَ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ بُزُرْجَ الْحَنَّاطُ قَالَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَسَّانَ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) ‏ [فِي‏] قَوْلِهِ [تَعَالَى‏] {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}‏ ثُمَّ إِنَّ جَبْرَئِيلَ [عليه السلام ‏] أَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ قَدْ قَضَيْتَ نَوْبَتَكَ وَ أَسْلَبَتْكَ أَيَّامُكَ فَاجْعَلِ الِاسْمَ‏  الْأَكْبَرَ وَ مِيرَاثَ الْعِلْمِ وَ آثَارَ عِلْمِ النُّبُوَّةِ عِنْدَ عَلِيٍّ وَ إِنِّي لَا أَتْرُكُ الْأَرْضَ إِلَّا وَ فِيهَا عَالِمٌ  يُعْرَفُ بِهِ طَاعَتِي وَ يُعْرَفُ بِهِ وَلَايَتِي وَ يَكُونُ حُجَّةً لِمَنْ وُلِدَ فِيمَا يَتَرَبَّصُ النَّبِيَّ إِلَى خُرُوجِ النَّبِيِّ الْآخَرِ فَأَوْصَى إِلَيْهِ بِالاسْمِ [الْأَكْبَرِ] وَ [هُوَ] مِيرَاثُ الْعِلْمِ وَ آثَارُ عِلْمِ النُّبُوَّةِ وَ أَوْصَى إِلَيْهِ بِأَلْفِ بَابٍ يُفْتَحُ لِكُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ وَ كُلِّ كَلِمَةٍ أَلْفُ كَلِمَةٍ وَ مَرِضَ يَوْمَ الْإِثْنَيْنِ ، وَ قَالَ: يَا عَلِيُّ لَا تَخْرُجْ‏ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ حَتَّى تُؤَلِّفَ كِتَابَ اللَّـهِ كَيْ لَا يَزِيدَ فِيهِ الشَّيْطَانُ شَيْئاً وَ لَا يَنْقُصَ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنَّكَ فِي ضِدِّ سُنَّةِ وَصِيِّ سُلَيْمَانَ فَلَمْ يَضَعْ عَلِيٌّ رِدَاءَهُ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى [جَمَعَ‏ الْقُرْآنَ‏ ] فَلَمْ يَزِدْ فِيهِ الشَّيْطَانُ شَيْئاً وَ لَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ شَيْئا([1])

البصائر : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ عَنْ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام)  يَقُولُ‏ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ يَقُولُ إِنَّهُ جَمَعَ‏ الْقُرْآنَ‏ كُلَّهُ كَمَا أَنْزَلَ اللَّـهُ إِلَّا كَذَّابٌ وَ مَا جَمَعَهُ وَ مَا حَفِظَهُ كَمَا أَنْزَلَ اللَّـهُ إِلَّا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَ الْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِه‏([2])

 

شواهد التنزيل: وَ حَدَّثُونَا عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ عُقْدَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُعَمَّرٌ، عَنْ أَيُّوبَ: عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ‏ لَمَّا بُويِعَ لِأَبِي بَكْرٍ، تَخَلَّفَ عَلِيٌّ فِي بَيْتِهِ فَلَقِيَهُ عُمَرُ فَقَالَ: تَخَلَّفْتَ عَنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ! فَقَالَ: إِنِّي آلَيْتُ يَمِيناً حِينَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّـهِ  أَنْ لَا أَرْتَدِيَ بِرِدَاءٍ إِلَّا إِلَى الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ- حَتَّى أَجْمَعَ الْقُرْآنَ فَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَنْقَلِبَ الْقُرْآنُ‏ ([3])

شواهد التنزيل: قُرِئَ عَلَى الْحَاكِمِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ سَنَةَ أَرْبَعِمِائَةٍ وَ أَنَا أُصْغِي قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَعْقِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ: عَنْ يَمَانٍ قَالَ‏ لَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ  أَقْسَمَ عَلِيٌّ أَوْ حَلَفَ- أَنْ لَا يَضَعَ رِدَاءَهُ عَلَى ظَهْرِهِ- حَتَّى يَجْمَعَ الْقُرْآنَ بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ، فَلَمْ يَضَعْ رِدَاءَهُ عَلَى ظَهْرِهِ حَتَّى جَمَعَ الْقُرْآنَ‏ ([4])

بعد هذه الروايات التي تؤكد بان عليا (عليه السلام) جمع القرآن بعد شهادة رسول الله مباشرة بسبعة ايام كما في خطبة الوسيلة ، بعد  غصب الخلافة من امير المؤمنين واحراق دار فاطمة ،وقتل المحسن، ولطم الزهراء (عليها السلام)  لم يتخلَ  علي عن واجبه حيث امره الرسول بعرض القرآن على مدعي الخلافة في مسجد رسول الله وفيه القرآن وتفسيره وتأويله وفيه فضيحة المهاجرين والانصار من المنافقين فردوا القرآن ، ومنعوا تدوين السنة لأنها الشارحة للقرآن والمفسرة له ، ومن ثم فكروا في جمع القرآن على قاعدة حسبنا كتاب الله فقال قائلهم: ( جردوا القرآن من احاديث رسول الله وانا زعيمكم  )، ويقول للولاة الذين يولونهم (لا تحدثوا عن رسول الله غير القرآن) ، بدعوى انهم يخافون اختلاط القرآن بالحديث، ولكن واضح للعيان ان اسلوب القرآن يختلف عن اسلوب الحديث ، ولكنهم يخافون ان تظهر فضائل ال محمد ومثالب اعدائهم  فينقلب السحر على الساحر .

وفي خضم هذه الاحداث الخطيرة والنصوص المتضاربة تضاربت الاقوال في مسألة جمع القرآن ، لولا رواية ابي ذر الغفاري وهو احد شهود العيان على هذه الاحداث حيث جاء :

وَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِ‏ أَنَّهُ قَالَ‏: لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ (صل الله عليه واله ) جَمَعَ عَلِيٌّ (عليه السلام ) الْقُرْآنَ وَ جَاءَ بِهِ إِلَى‏ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ عَرَضَهُ عَلَيْهِمْ لِمَا قَدْ أَوْصَاهُ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ (صل الله عليه واله ) فَلَمَّا فَتَحَهُ أَبُو بَكْرٍ خَرَجَ فِي أَوَّلِ صَفْحَةٍ فَتَحَهَا فَضَائِحُ الْقَوْمِ فَوَثَبَ عُمَرُ وَ قَالَ يَا عَلِيُّ ارْدُدْهُ فَلَا حَاجَةَ لَنَا فِيهِ فَأَخَذَهُ (عليه السلام )  وَ انْصَرَفَ ثُمَّ أَحْضَرُوا زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَ كَانَ قَارِياً لِلْقُرْآنِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ إِنَّ عَلِيّاً جَاءَ بِالْقُرْآنِ وَ فِيهِ فَضَائِحُ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ قَدْ رَأَيْنَا أَنْ نُؤَلِّفَ الْقُرْآنَ وَ نُسْقِطَ مِنْهُ مَا كَانَ فَضِيحَةً وَ هَتْكاً لِلْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ فَأَجَابَهُ زَيْدٌ إِلَى ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ فَإِنْ أَنَا فَرَغْتُ مِنَ الْقُرْآنِ عَلَى مَا سَأَلْتُمْ وَ أَظْهَرَ عَلِيٌّ الْقُرْآنَ الَّذِي أَلَّفَهُ أَ لَيْسَ قَدْ بَطَلَ كُلَّ مَا عَمِلْتُمْ؟ قَالَ عُمَرُ فَمَا الْحِيلَةُ؟ قَالَ زَيْدٌ أَنْتُمْ‏ أَعْلَمُ‏ بِالْحِيلَةِ فَقَالَ عُمَرُ مَا حِيلَتُهُ دُونَ أَنْ نَقْتُلَهُ وَ نَسْتَرِيحَ مِنْهُ فَدَبَّرَ فِي قَتْلِهِ عَلَى يَدِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ وَ قَدْ مَضَى شَرْحُ ذَلِكَ فَلَمَّا اسْتَخْلَفَ عُمَرُ سَأَلَ عَلِيّاً (عليه السلام )  أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِمُ الْقُرْآنَ فَيُحَرِّفُوهُ فِيمَا بَيْنَهُمْ فَقَالَ يَا أَبَا الْحَسَنِ إِنْ جِئْتَ بِالْقُرْآنِ الَّذِي كُنْتَ قَدْ جِئْتَ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ حَتَّى نَجْتَمِعَ عَلَيْهِ فَقَالَ (عليه السلام )  هَيْهَاتَ لَيْسَ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلٌ إِنَّمَا جِئْتُ بِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ لِتَقُومَ الْحُجَّةُ عَلَيْكُمْ وَ لَا تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ‏ أَوْ تَقُولُوا مَا جِئْتَنَا بِهِ إِنَّ الْقُرْآنَ الَّذِي عِنْدِي‏ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ‏ وَ الْأَوْصِيَاءُ مِنْ وُلْدِي قَالَ عُمَرُ فَهَلْ لِإِظْهَارِهِ وَقْتٌ مَعْلُومٌ؟- فَقَالَ (عليه السلام ) نَعَمْ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِي يُظْهِرُهُ وَ يَحْمِلُ النَّاسَ عَلَيْهِ فَتَجْرِي السُّنَّةُ بِهِ ‏ ([5])

مصير مصحف الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام )

فلما اطمأن عمر ان القرآن الذي جمعه علي (عليه السلام ) لا يخرج الا بزمن الامام المهدي (عليه السلام ) فكر ان يجمع القرآن من دون تفسيره حتى يخلو لذوي الاغراض تحريف معانيه .

فانتبدوا لذلك زيد بن ثابت كما مرَّ وكان قد قرأ القرآن فجمعوه على غير ترتيب نزوله لا في سوره ولا في اياته لانهم لم يواكبوا نزول القرآن ولم يكونوا من حملته ، ولم يشركوا عليا وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وباجماع المسلمين انهم حملة القرآن وجماعه على راي المخالفين .

الا انه قرآن كما بين امير المؤمنين (عليه السلام ) في محاورته مع طلحة في واقعة الجمل والتي تبين تقرير الامام و تبين مصير الكتاب الذي جمعه علي (عليه السلام ) 

قَالَ طَلْحَةُ لَا أَرَاكَ يَا أَبَا الْحَسَنِ أَجَبْتَنِي عَمَّا سَأَلْتُكَ عَنْهُ مِنْ أَمْرِ الْقُرْآنِ أَلَّا تُظْهِرَهُ لِلنَّاسِ؟

قَالَ يَا طَلْحَةُ عَمْداً كَفَفْتُ عَنْ جَوَابِكَ، [ قال علي ] فَأَخْبِرْنِي عَمَّا كَتَبَ عُمَرُ وَ عُثْمَانُ أَ قُرْآنٌ كُلُّهُ أَمْ فِيهِ مَا لَيْسَ بِقُرْآنٍ؟

قَالَ طَلْحَةُ بَلْ قُرْآنٌ كُلُّهُ، قَالَ(عليه السلام ):  إِنْ أَخَذْتُمْ بِمَا فِيهِ نَجَوْتُمْ مِنَ النَّارِ وَ دَخَلْتُمُ الْجَنَّةَ فَإِنَّ فِيهِ حُجَّتَنَا وَ بَيَانَ حَقِّنَا وَ فَرْضَ طَاعَتِنَا قَالَ طَلْحَةُ حَسْبِي أَمَّا إِذَا كَانَ قُرْآناً فَحَسْبِي.

 ثُمَّ قَالَ طَلْحَةُ فَأَخْبِرْنِي عَمَّا فِي يَدِكَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ تَأْوِيلِهِ وَ عِلْمِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ إِلَى مَنْ تَدْفَعُهُ وَ مَنْ صَاحِبُهُ بَعْدَكَ ؟قَالَ (عليه السلام ): إِنَّ الَّذِي أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ‏ أَنْ أَدْفَعَهُ إِلَيْهِ وَصِيِّي وَ أَوْلَى النَّاسِ بَعْدِي بِالنَّاسِ ابْنِيَ الْحَسَنُ ثُمَّ يَدْفَعُهُ ابْنِيَ الْحَسَنُ إِلَى ابْنِيَ الْحُسَيْنُ ثُمَّ يَصِيرُ إِلَى وَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ حَتَّى يَرِدَ آخِرُهُمْ حَوْضَهُ هُمْ مَعَ الْقُرْآنِ لَا يُفَارِقُونَهُ وَ الْقُرْآنُ مَعَهُمْ لَا يُفَارِقُهُمْ أَمَا إِنَّ مُعَاوِيَةَ وَ ابْنَهُ سَيَلِيَانِ بَعْدَ عُثْمَانَ ثُمَّ يَلِيهَا سَبْعَةٌ مِنْ وُلْدِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ تَكْمِلَةُ اثْنَيْ عَشَرَ إِمَامَ ضَلَالَةٍ وَ هُمُ الَّذِينَ رَأَى رَسُولُ اللَّهِ عَلَى مِنْبَرِهِ يَرُدُّونَ الْأُمَّةَ عَلَى أَدْبَارِهِمُ الْقَهْقَرَى‏ عَشَرَةٌ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ رَجُلَانِ أَسَّسَا ذَلِكَ لَهُمْ وَ عَلَيْهِمَا مِثْلُ جَمِيعِ أَوْزَارِ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ([6])

تبين مما تقدم ان القرآن المدون: الموجود بين ايدي المسلمين لم يدون على ترتيب النزول. لا ترتيب السور ولا ترتيب الآيات وما كتب احدٌ المصحف حسب ترتيب النزول سوى علي بن ابي طالب(عليه السلام) فمن المعروف ان اول ما انزل هو  سورة العلق والسور المكية وقد كتبت في نهاية المصحف، بينما نرى السور المدنية التي نزلت لاحقاً كسورة البقرة والانفال والمائدة وغيرها كتبت في اول المصحف ، وهذا مجمع عليه والدليل على ذلك اختلاف مصاحف الصحابة ([7]).

وقد تبين من خلال الوثيقتين السابقتين وهما نص ابي ذر الغفاري ،ونص طلحة ان مصحف الامام علي (عليه السلام)  بيد الائمة (عليهم السلام) واحدا بعد واحد الى ان وصل بيد الامام الحجة (عليه السلام)  وانه اذا ظهر يظهر مصحف الامام علي حتى يضرب لأصحابه الفساطيط اي الخيام يعلمون الناس القرآن كما أنزل .

غيبة النعماني :  أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ التَّيْمُلِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ وَ مُحَمَّدٌ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ صَبَّاحٍ‏ الْمُزَنِيِ‏  عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ عَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِ‏  قَالَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) ‏ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى شِيعَتِنَا بِمَسْجِدِ الْكُوفَةِ قَدْ ضَرَبُوا الْفَسَاطِيطَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ أَمَا إِنَّ قَائِمَنَا إِذَا قَامَ كَسَرَهُ وَ سَوَّى قِبْلَتَهُ([8]).

جمع الخلفاء للقرآن

لما رفض الخلفاء الجمع الالهي للقرآن على يد علي (عليه السلام)  ،كما رفضوا خلافته . اضطروا بعد ان عُرض القرآن عليهم ان يدونوا القرآن وان يجمعوه ، وبدأ المشروع من زمن ابي بكر وانتهى في زمن عثمان يعني ما يقارب 25 سنة ،بينما جمعه الامام علي (عليه السلام)  في ثلاثة ايام .

والآلية التي  استخدموها كما يقول الشيخ معرفة :

1- جمع الصحف التي عند الصحابة بالترغيب والترهيب .

2- الف لجنة من خمسة وعشرين عضوا كما جاء في رواية اليعقوبي وكان عمر المشرف عليها .

3- كان اجتماعهم على باب المسجد يوميا والناس يأتون باي القرآن وسوره.

4- كانوا لا يقبلون شيئا من أحد حتى يأتي بشاهدين بصحة ما عنده من القرآن .

5- انتدبوا لهذه المهمة الخطيرة زيد بن ثابت وكان يقرأ القرآن على عهد رسول الله وزكاه ابو بكر بقوله (انا لا نتهمك ).

6- اتفقوا على ان يجردوا القرآن من أحاديث النبي  ,على قاعدة حسبنا كتاب الله

والدليل على عدم الترتيب التوقيفي كما بينه السيد الطباطبائي :

 يظهر من بعض الروايات كما ينقل ابن اشته في المصاحف عن ابن سرين ان علياً(عليه السلام ) كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وان بن سيرين قال تطلبت ذلك وكتبت فيه الى المدينة فلم اقدر عليه.

وفي  كتاب سليم بن قيس الهلالي: ان عليا(عليه السلام)  بعد وفاة النبي  لزم بيته واقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله وكتب على تنزيله الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه).

وذكر الشيخ المفيد في كتاب الارشاد و الرسالة السروية ان علياً(عليه السلام)  (قدم في مصحفه المنسوخ على الناسخ وكتب فيه بعض تأويل الآيات وتفسيرها بالتفصيل).

وقال ابن حجر: قد ورد عن علي (عليه السلام)  انه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي واخرجه ابي داود

وفي روايات الفساطيط ان الامام المهديf اذا خرج خرج بمصحف علي(عليه السلام) وهو يخالف تأليف القرآن اليوم فيصعب على الناس لحفظهم الترتيب المتعارف.

الفصل السادس :توحيد المصاحف

بعد ان انجزت الخلافة مشروعها الذي دام زهاء ربع قرن ، نتج عن ذلك مصحفا يسمى المصحف الام ، ثم نسخوا منه ستة مصاحف :مصحف المدينة ، ومكة، والكوفة والبصرة والشام، واليمن ، الا ان هذه المصاحف فيها اختلاف وتصحيف وهي مسألة عادية كما توجد في النسخ الخطية من كتاب واحد ،ولا جل تحقيقها لابد من المقابلة بين نسختين أو أكثر لا جل ضبط النص ، ولما بعث عثمان المصاحف الى الامصار ،كان قبل ذلك انتشار الصحابة مع مصاحفهم الخاصة بهم في البلدان التي تخالف المصحف العثماني في الترتيب ورسم بعض الكلمات، وبعض الاخطاء الاملائية كما ذكر الشيخ محمد هادي معرفة مما ادى الى تعارض القراءة ، فالكوفة تقرأ بقراءة عبد الله بن مسعود، والمدينة تقرأ بقراءة أبي بن كعب ، ومكة تقرأ بقراءة عبد الله بن عباس ، والبصرة بقراءة ابي موسى الاشعري ، والشام بقراءة المقداد بن الاسود الكندي ، وكل هذه القراءات فيها التنزيل والتأويل وهذا الشيء لا يروق للدولة انتشاره ، اضافة الى اختلاف الترتيب ، وكذلك القراءة باختلاف الحركات الاعرابية لان القرآن كما قيل غير منقط وغير مشكل ، وظهرت اختلافات بين المسلمين في القراءة مما دفع عثمان الى ارغام اصحاب المصاحف  تسليمها بالقوة حتى قُتل من جراء ذلك عبد الله بن مسعود بعد ما كسروا اضلاعه ،وكذلك موت ابي بن كعب الغامض .فمزقها وحرق جميع مصاحف الصحابة حتى عرف بحرّاق المصاحف وصدق فيه  قول الرسول (أما الكتاب :فقد حرقوه ومزقوه وحرفوه ) اما الحرق والتمزيق فقد عرفت واما التحريف فقد حرفوا القرآن عن مواضعه بتغيير ترتيبه ،وتجريده من تفسير رسول الله  ، وتحت سلطة الدولة القاهرة الزمَ المسلمين بقراءة المصحف الذي جمعوه.

ولم ينجُ الا مصحف الامام علي (عليه السلام)  وهو محفوظ عند ولده الامام المهدي (عليه السلام).

مسألة : التشكيل والاعجام

بعد خلافة عثمان ظهرت مشكلة التشكيل والاعجام اذ لم يكن القرآن مشكلٌ و لا معجم.

التشكيل : هو ضبط الكلمة صرفياً ، ونحوياً ،والصرف يهتم بحركة حروف الكلمة ماعدا الحرف الاخير ، والنحو يهتم بحركة  الحرف الاخير.

الاعجام: هو التنقيط ، فيقال حرف  مهمل أي بدون نقاط ، وحرف معجم أي منقط.

وكلا المشكلتين تم تداركها ببركة امير المؤمنين (عليه السلام)  الذي علم تلميذه أبو الاسود الدؤلي علم النحو، وعلّمه التشكيل ،واما الاعجام (التنقيط) فكان على يد يحيى بن يعمر تلميذ ابي الاسود الدؤلي .

ويلخص الشيخ محمد هادي معرفة صفات المصحف العثماني بنقاط:

1- اختلاف بالترتيب: ان ترتيب المصحف اليوم يخالف ترتيب مصحف الامام علي (عليه السلام)  ومصاحف الصحابة آنذاك .

2- كانت المصاحف العثمانية خالية من النقط و التشكيل  .

3- مخالفات في رسم الخط: في رسم الألفات ، في مثل (الرحمن – الرحمان) ،(الكتب – الكتاب ) ، ووجود بعض الاخطاء الاملائية ، الأيكة في سورة الحجر /78 وكتبت في الشعراء/ 176 لئيكة. دعؤا وكتبت دعاء وهكذا

 


([1])تفسير فرات الكوفي، ص: 399،ح530

([2])بصائر الدرجات ، ج‏1، ص: 193،ب6،ح2

([3])شواهد التنزيل ، ج‏1، ص: 37،ح24

([4])شواهد التنزيل ، ج‏1، ص: 37،ح25

([5])الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏1، ص: 156

([6])الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏1، ص: 155

([7])الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 318