الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات وزيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
شرح (يا نور يا قدّوس).
المؤلف:
السيّد عبد الأعلى السبزواري.
المصدر:
شرح دعاء كميل.
الجزء والصفحة:
ص 54 ـ 60.
2023-07-18
1616
(يا نور):
بيان قسمَي النور الحسّي والمعنوي:
النور قسمان:
حسّي: وهو الذي يجري علىٰ ظواهر السطوح، وعُرّف بأنّه كيفيّة ظاهرة بذاتها مُظهرة لغيرها، كالأنوار السراجية والكوكبية، حتّىٰ أظلالها وأظلال أظلالها، إلىٰ أن ينتهي إلىٰ الظلمة، وهي عدم قاطبة النور.
ومعنوي: وهذا حقّ حقيقة الوجود؛ لأنّها ظاهرة بذاتها ومظهرة لغيرها، وهذا هو القدر المشترك بين جميع مراتب النور المعنوي أيضاً، من الظل وظل الظل، والضوء وضوء الضوء إلىٰ نور الأنوار، والنيّر الحقيقي: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35] فمراتب الوجود، من الحقائق والرقائق والأمثلة والأرواح والأشباح والأشعة والأظلّة، كلّها أنوار بحقيقته النورية لتحقّق هذا المعنى فيها؛ لأنَّ حقيقة الوجود ظاهرة بذاتها، ومظهرة بها جميع الماهيات والأعيان الثابتات التي بذاتها لا موجودة ولا معدومة، ولا نورانية ولا ظلمانية، بل الماهية من حيث هي.
قال الحكماء: إذا سُئل بطرفي النّقيض فالجواب السلب لجميع الأطراف.
بيان فروق كثيرة بين النورين الحسّي والمعنويّ:
ثمّ بين النورين الحسّي الظاهري العرضي والمعنوي الوجودي الحقيقي الذاتي فروق كثيرة، كما قال صدر المتألّهين (1) قدس سره وغيره من الحكماء.
منها: أنّ النور الحسّي العرضي ـ كنور الشمس مثلاً ـ قائم بغيره، ونور الوجود قائم بذاته.
ومنها: أنّ النور الحسّي يجري علىٰ ظواهر السطوح والألوان المبصرة، ونور الوجود وسع كلّ شيء من المعقولات والمحسوسات، من المبصرات والمسموعات والمذوقات والمشمومات والملموسات والمتخيّلات والموهومات، وما وراء الحسّ والعقل.
ومنها: أنّ النور الحسّي انبسط علىٰ ظاهر الألوان، ونور الوجود نفذ في أعماق المستنيرات وبواطنها، حتىٰ لم يبق من المستنير سوى الاسم.
ومنها: أنّ النور الحسّي لا شعور له، وأنوار الوجود كلّها أحياء، بعضها بالحياة العامّ، وبعضها بالحياة الخاصّ، وبعضها بالحياة الأخصّ؛ إذ الحياة ثلاثة أقسام:
الأوّل: وهي الحياة العامة، وهي التي في جميع الموجودات، من الدرّة إلىٰ الذرّة، هي نحو وجود الأشياء، ولهذا قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [الإسراء: 44]؛ إذ التسبيح فرع الشعور والحياة، ومن الأشياء: الجماد والنبات، ولو لم تكن حية لما تسبح بحمده تعالى، ولكنها حية بالحياة العامة.
الثاني: وهي الحياة الخاصّة، هي التي مبدأ الدرك والفعل، أدناها حياة الخراطين، وأعلاها هي الحياة الواجبة بذاتها.
الثالث: وهي الحياة الأخصّ، التي تختص بأهل العلم والعرفان والإيمان بالله، وإلى هذا أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله: (الناس موتى وأهل العلم أحياء) (2). وقال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] والمقتول هاهنا أعمّ من المقتول الاضطراريّ كما في الشهداء، والمقتول الاختياري كما في العلماء المجاهدين الذين قتلوا أنفسهم بالرياضات والمجاهدات، وارتكاب الأعمال الشاقة والمخالفة مع نفوسهم، كما قال الله تعالى: {اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ} و {تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ}
بيان أقسام الموت الاختياري:
فإذا بلغ الكلام إلىٰ هذا المقام فالأنسب أن نذكر المؤتاة الاختيارية الأربعة التي هي معتبرة عند أهل السلوك، ومشار إليها في قوله صلىاللهعليه وآله: (موتوا قبل أن تموتوا) (3).
فاعلم أنّ أقسام الموت الاختياري أربعة، وقيل: ثلاثة، بجعل أحد الأقسام ـ وهو الموت الأسود ـ في الموت الأحمر.
الأوّل: هو الموت الأبيض، وهو عبارة عن الجوع الذي يصفو القلب به، بل هو سحاب يمطر الحكمة، كما قال صلىاللهعليه وآله: (الجوع سحاب يمطر الحكمة) (4) وقال: (الجوع طعام الله تعالى). فإذا اعتاد السالك نفسه بالتجوّع وقلّة الأكل والشرب، ابيّض قلبه وسرى الابيضاض في وجهه، فحينئذٍ مات موتاً أبيض.
والثاني: الموت الأخضر، وهو عبارة عن لبس المرقّع، وهو الثوب الموصل من الخرق الملقاة في الطّرق، التي لا قيمة لها، كما قال أمير المؤمنين عليهالسلام: (والله لقد رقَّعت مدرعتي هذه، حتّىٰ استحييت من راقعها، فقال لي قائل: ألا تنبذها عنك؟ فقلت: أعزب عنّي، فعند الصباح بحمد القوم السري) (5).
فإذا قنع السالك من اللباس بالثوب المرقّع اخضرّ عيشه، ووجدت نضارة في وجهه، مات بالموت الأخضر.
والثالث: الموت الأحمر، وهو عبارة عن المجاهدة مع النفس، ويسمى بالجهاد الأكبر، كما قال صلىاللهعليه وآله حين رجوعه من بعض غزواته: (قد رجعنا من الجهاد الأصغر، عليكم بالجهاد الأكبر) قالوا: وما الجهاد الأكبر؟ قال: (مخالفة النفس) (6).
فإذا خالف السالك أهوية نفسه، وعَبدَ الله تعالى، وقوى عقله في الطاعات وتحصيل المعارف، فقد مات بالموت الأحمر؛ لإهراق دم النفس.
والرابع: الموت الأسود، وهو عبارة عن تحمل الملامة والأذى من الشامتين اللائمين، في حبّ الله تعالى، ومحبّة أوليائه من النبيين والشهداء والصدّيقين، كما قال الله تعالى: {يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54].
وقال الشاعر:
أجدُ المَلامَةَ في هَواكَ لَذيذَةً *** حُبّاً لِذِكرِكَ فَلْيَلُمني اللُّوَّمُ (7)
فإذا لم يكترث السالك بتشنيع الواشين ولوم اللائمين في الحبّ، مات بالموت الأسود.
وسرّ التسمية والتوصيف بهذه الأوصاف واضحة.
أمّا في الأوّل؛ لابيضاض وجه السالك بالجوع، كما مرّ، وفي الثاني لاخضرار عيشه بالقناعة، وفي الثالث لإهراق دم النفس في الرياضة، وفي الرابع لاسوداد وجه السالك بملامة الواشين.
ومنها: أنّ النور الحسّي له أوّل وله ثان، وله مقابل، ونور الوجود ليس له أوّل ولا ثانٍ ولا مقابل؛ لأنّه واحد بالوحدة الحقّة الحقيقية، ولا مضادّ له.
نقل كلام شيخ الاشراقيّين:
قال الشيخ المقتول شهاب الدين السهر وردي، رئيس الحكماء الإشراقيّين قدس سره: «وإخوان التجريد يشرق عليهم أنوار، ولها أصناف:
الأول: نور بارق يرد عليهم، وينطوي كلمعة بارقة لذيذة.
والثاني: وهو بعد الأول، نور بارق أعظم من النور الأوّل، وأشبه منه بالبرق، إلّا إنّه برق هائل، وربما سمع معه كصوت رعد، أو دوي في الدماغ.
والثالث: نور وارد لذيذ، يشبه وروده ورود ماء حار علىٰ الرأس.
والرابع: نور ثابت زماناً طويلاً، شديد القهر، يصحبه خدر في الدماغ.
والخامس: نور برّاق لذيذ جدّاً، لا يشبه البرق، بل يصحبه بهجة لطيفة حلوة، تتحرّك بقوّة المحبّة.
والسادس: نور محرق، يتحرّك من تحريك القوّة العزّية، وقد يحصل من سماع طبول وأبواق واُمور هائلة للمبتدئ.
والسابع: نور لامع في خطفة عظيمة، يظهر مشاهدةً وإبصاراً، أظهر من الشمس في لذة مغرقة.
والثامن: نور برّاق لذيذ جدّاً، يتخيّل كأنّه متعلّق بشعر الرأس زماناً طويلاً.
والتاسع: نور سانح مع قبضة مثالية، تتراءى كأنّها قبضت شعر رأسه، وتجرّه شديداً وتؤلمه ألماً لذيذاً. العاشر: نور مع قبضة، تتراءى كأنّها متمكّنة في الدماغ.
الحادي عشر: نور يشرق من النفس علىٰ جميع الروح النفساني، فيظهر كأنّه تدرّع بالبدن شيء، ويكاد يقبل روح جميع البدن صورةً نوريةً، وهو لذيذ جداً.
الثاني عشر: نور مبدؤه في صولة، وعند مبدئه يتخيّل الإنسان كأنّ شيئاً ينهدم.
الثالث عشر: نور سانح، يسلب النفس وتتبيّن معلّقة محضة، منها تشاهد تجرّدها عن الجهات.
الرابع عشر: نور يتخيّل معه ثقل لا يكاد يطاق.
الخامس عشر: نور معه قوّة تحرّك البدن، حتّىٰ يكاد يقطع مفاصله.
وهذه كلّها إشراقات علىٰ النور المدبّر، فتنعكس علىٰ الهياكل علىٰ الروح النفساني، وهذه غايات المتوسّطين.
وقد تحملهم هذه الأنوار فيمشون علىٰ الماء والهواء، وقد يصعدون إلىٰ السماء مع أبدان، فيلتصقون ببعض السيارة العلوية، وهذه أحكام الإقليم الثامن، الذي فيه جابلقا وجابرصا وهورقليا ذات العجائب.
وأعظم الملكات ملكة موت، ينسلخ النور المدبّر من الظلمات البدنيّة وإن لم يخل عن بقية علاقة مع البدن، إلّا أنّه يبرز إلىٰ عالم النور ويصير معلّقاً بالأنوار القاهرة، ويصير كأنّه موضوع في النّور المحيط.
وهذا [المقام] (8) عزيز جدّاً، حكاه أفلاطون عن نفسه وهرمس وكبار الحكماء، وصاحب هذه الشريعة وجماعة من المُنسلخين عن النواسية، ولا يخلو الأدوار عن هذه الأمور، وكلّ شيء عنده بمقدار.
ومن لم يشاهد في نفسه هذه المقامات فلا يعترض علىٰ أساطين الحكمة، فإنّ ذلك نقص وجهل وقصور، ومن عبد الله علىٰ الإخلاص، وتاب (9) عن الظلمات، ورفض مشاعره، يشاهد ما لا يشاهد غيره» (10) انتهى كلامه رفع مقامه.
ثم إنّ من المعلوم أنّ مراد السائل بالنور هاهنا هو حقيقة الوجود التي أنارت كلّ الظلمات الإمكانية، من الدرّة البيضاء إلىٰ الذرّة الهباء، واستشرقت بها جميع الماهيات، من الجواهر والأعراض وما فوقها، وهو نور الأنوار، بهر برهانه وقهر سلطانه.
(يا قُدّوس):
(القُدُّوس) ـ بضم القاف وتشديد الدال مع ضمّها ـ وكذا (السُبُّوح)، بمعنى: الطاهر، المنزّه عن العيوب والنقائض. وقد يفتح القاف في (القدّوس) والسين في (السبوح).
فهو تعالى قدّوس، أي منزّه عن جميع النقيصة والعيب حتّىٰ عن الماهيّة ؛ لأنه تعالى ماهيته إنسيته، وهي تأكدّ الوجود والوجوب وشدّة النورية، كما قرّر في محلّه، ومجرّد عن جميع المواد، سواء كانت المادّة بمعنى المحلّ المستغني فيها، كما في المادّة بمعن الموضوع بالنّسبة إلی العرض، أو كانت المادّة بمعنى المتعلّق، كما في البدن بالنسبة إلىٰ النفس، أو كانت المادّة العقلية، كالجنس إذا أخذ بشرط ( لا ) في البسائط الخارجيّة، كالأعراض أو كالمادة التبعية ؛ لأنَّ هذه معنى المادّة العقلية في الأعراض، وكالماهية بالنسبة إلىٰ الوجود، فإنَّ الماهية مادّة للوجود. فعلت ساحة كبريائه تعالى عن أن يصل إليها أغبرة النقائص والحاجات والماهيات والموادّ علوّاً كبيراً...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- «شرح الأسماء» ص 269.
- «ديوان الإمام علي» ص 5.
- «بحار الأنوار» ج 66، ص 317، ج 69، ص 59.
- انظر «الاُصول الأصيلة» ص 165.
- «نهج البلاغة» الخطبة: 160.
- «الكافي» ج 5، ص 12، ح 3، «الحكمة البيضاء» ج 5، ص 13، باختلاف.
- «مختصر المعاني» ص 306، والقائل: هو أبو الشيص.
- من المصدر.
- في المصدر: ومات.
- «حكمة الإشراق» ضمن مجموعة مصنفات شيخ الإشراق، ج 1، ص 252 ـ 255، باختلاف.
الاكثر قراءة في أدعية وأذكار
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
