x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

سوء التصرف مع الأطفال

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب

الجزء والصفحة:  ص 103 ــ 105

2024-02-18

332

هناك آباء وأمهات لا يتورعون، لسوء تصرفهم عن ضرب الأطفال، ورغم ذلك فإن بعض الضربات، أحياناً، ليست مضرة للجسم كضرر التشدد على القلب والنفس.

إن بعض الأولياء يضعون الطعام لأطفالهم في أوان تشبه أواني طعام الحيوانات، بل إن بعض الآباء والامهات غير العاديين يقدمون الطعام للأطفال في مغرفة الأوساخ، أو ما يشبهها، أو أن الأب يبصق في وجه طفله، أو يعريه في الشارع. إن أمثال هؤلاء الأطفال، يصبحون عادة حادي المزاج ويكونون ذوي أخلاق سيئة، وأعمالهم تكون بلا روية ومحيرة. ومن جهة إنهم ليسوا في الواقع سيئون إلآ أن الكراهية، وعدم الرغبة في شيء، تسوقهم نحو الإنحراف، وغالباً يظهرون كمجرمين، لأن هؤلاء الأطفال كنوع من الفخر الأخلاقي يريدون الانتقام من الأشخاص الذين يعذبونهم. لذا فإنهم، ربما، لم يهتموا بالترحم الذي يلاقونه كما لا ينفع معهم أي تنبيه (1).

(إن مشاهدة الأطفال الصغار من جهة، ودراسة عدد كبير من البالغين الذين لم يستطيعوا أن يكونوا لأنفسهم شخصية قوية من جهة ثانية، لا تبقيان شكاً أن هناك علاقة مباشرة لا يمكن إنكارها بين تصرفاتهم عند البلوغ، والصدمات النفسية والحرمان العاطفي في فترة طفولتهم..

إن جميع الدراسات والمشاهدات والتحقيقات أدت إلى نتيجة أن الضعف والعجز لدى البالغين، في تحمل المشاكل والآلام العادية في الحياة اليومية 0 يعود إلى أنهم في فترة الطفولة قد اصيبوا بحرمان شديد. ولهذا السبب نمت لديهم روح التمرد والحقد أكثر فأكثر) (2).

الغذاء الجسدي والروحي للطفل:

إن احترام الطفل بمثابة الغذاء الروحي والبناء النفسي له، وإن لم يكن أهم من غذاء الجسم، فإنه بالتأكيد لا يقل عنه أهمية. إن قلة الغذاء تقلل من النمو الطبيعي للطفل. ونقص غذاء الروح يبعث على نقص في نمو نفس الطفل والطفل الذي يصاب بنقص في التغذية الكاملة للجسم والروح، في فترة الطفولة، يصاب بعوارض مختلفة في مرحلة الشباب، مع فارق، وهو أن أعراض نقص تغذية الجسم، تتعلق بالشخص نفسه، وتظهر آثارها عليه هو. ولكن النقص في الغذاء الروحي، يعني عدم احترام الطفل، ليس فقط أن (نفسه) لا تنمو نمواً صحيحاً ويصاب بأعراض مشؤومة، بل إن من يحيطون به يتألمون ويتعذبون من سوء تصرفاته وأخلاقه السيئة.

إن الأشخاص الذين عانوا في مرحلة الطفولة من التحقير وجرح المشاعر والإهانة، أو نشأوا في حرمان في ظل اختلاف وشجار دائمين بين الوالدين. وأصيبوا خلال نموهم الفاشل بالغضب والأمراض العصبية. فإنهم يكونون في مرحلة شبابهم ذوي طباع عدائية وغير متفاهمين. ويسيئون الظن بالجميع وبكل شيء، وتعج أذهانهم بالأفكار الهجومية والانتقامية، ويقفون دائماً على شفا ارتكاب الجرائم. ومن المحتمل أن يصاب أشخاص، من جراء تعرض هؤلاء لهم، بمصائب كبيرة لا يمكن تلافيها.

تصرفات غير متساوية للآباء:

إن بعض الآباء والأمهات الجاهلين يتصرفون مع ابنائهم بشكل غير متساو، فيهتمون بأحدهم دون غيره، ويخصونه بالعطف والمحبة والملابس والطعام أكثر من الآخرين. وبتصرفهم الخاطئ يحقرون طفلاً ويبذرون في باطنه بذور الحقد والعداء. إن هذا الطفل عندما يصل إلى مبلغ الشباب يصبح في معرض المخالفات والاعتداء نظراً للإختلالات العاطفية والذكريات المرة لفترة الطفولة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ماذا أعلم؟ تربية الأطفال الصعبين، ص 30.

2ـ اعجاز التحليل النفسي، ص 19. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+