x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الشباب ومشكلة الثقافة والانتماء الفكري

المؤلف:  السيد مرتضى الحسيني الميلاني

المصدر:  الى الشباب من الجنسين

الجزء والصفحة:  ص 181 ــ 185

2024-02-29

255

إن مما يميز إنسانية الإنسان أنه كائن عاقل مفكر ينمي فكره ومعارفه عن طريق التفكير والتجارب والتعلم من الآخرين. وإن من الغرائز الأساسية التي يشترك فيها الإنسان والحيوان هي غريزة التجمع، أو ما يسميها علماء النفس غريزة القطيع. فالحيوانات والطيور والأسماك تتجمع في شكل جماعات ومجموعات في المراعي وأثناء السير والاستراحة والهجرة والبحث عن الطعام والشراب.

وقد عبر المثل العربي عن ذلك بقوله: (إن الطيور على أشكالها تقع).

فتتجمع هذه الحيوانات المتماثلة مع بعضها البعض. كما يتجمع الناس في المجالس والنوادي ومواقع الإجتماعات المتعددة.

ومن الواضح أن الطفل ينشأ في بيئة محددة الثقافة والحضارة والانتماء الفكري والثقافي. فتساهم تلك البيئة في تكوين شخصيته وتحدد نمط حياته، فمنها يكتسب وبها يتأثر.

ولكن القرآن الكريم يرفض طريقة التبعية غير الواعية، ويهاجمها بشدة، ويطالب بالوعي.

وتوظيف العقل في إختيار الطريق الأسلم، وتحديد الانتماء الفكري على وعي وبصيرة. قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].

ولقد استنكر القرآن الكريم طريقة الانتماء البيئي غير الواعي أو تقليد الآباء والأجداد من غير فهم ولا تمحيص ولا تمييز بين الخطأ والصواب في العديد من آياته المباركة منها قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة: 104].

وينقل لنا القرآن معاناة الأنبياء والرسل من التحجر الفكري لدى أممهم والوقوف على الموروث الثقافي المتردي لدى شعوبهم فقال: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: 23].

وحذر الرسول (صلى الله عليه وآله) من تبعية الإمعة الذي لا يحدد موقفه وانتماءه عن وعي وقناعة علمية، ويعيش مقلداً تابعاً للآخرين فقال (صلى الله عليه وآله): (لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا فلا تظلموا) (1).

إن من القضايا المتأصلة في أعماق الإنسان هي طبيعته البشرية، وانتماؤه الشعوري واللاشعوري إلى الجماعة، كالانتماء إلى الأسرة والعشيرة وإلى المدينة والإقليم والنادي والفريق الرياضي وغيرها من أطر الإنتماء أو التجمع.

ومن الطبيعي إن الجيل الجديد يشهد تحولات إجتماعية وطروحات فكرية وسياسية جديدة. فالحياة حركة وتحول وتواصل. ويختلف حجم تلك التحولات حسب ظروف المجتمع وأوضاعه، فجيل الشباب الذي عاصر بداية الدعوة ومرحلة النبوة مثلاً كان قد واجه تحولاً فكرياً وحضارياً عظيماً في السعة والعمق والشمول. فكان هو جيل الرسالة، وكان أنصار الإسلام هم من جيل الشباب والناشئين في الأعم الأغلب.

وهكذا تشهد الإحصاءات أن جيل الشباب في عصرنا الحاضر هم حملة الإسلام لاسيما في الجامعات والمعاهد والمدارس، ذكوراً وإناثاً.

وجيل الشباب المسلم، كما هو مهيأ لتقبل الفكر الإسلامي والانتماء إليه بقوة وحيوية وإخلاص فإنه عرضة إلى التيارات الفكرية والسياسية المنحرفة، إذ كانت ولا زالت بعض الأجهزة الإعلامية والكتب الهدامة وقصص الأفلام والمسرحيات والشعر وغيره من وسائل النشر هي الوسائل والأدوات لاحتواء جيل الشباب. في حين لم يعرف بعض الشباب ما انطوى عليه الموقف من خطط سرية وأهداف عدوانية للقضاء على الدين في نفوس المسلمين، والإبقاء على تخلفهم وغزوهم فكرياً وحضارياً.

وربما حرك أعداء الإسلام بعض الحركات والتيارات الهدامة والجماعات التكفيرية لضرب كل بادرة خير في مهدها، وقبل أن يقوى عودها ويستفحل أمرها، ليتسنى لأعداء الدين الوصول إلى غاياتهم وأهدافهم المريضة الشريرة.

وهنا لابد أن يكون الشباب ذكوراً وإناثاً على وعي تام مما يجري خلف الستار وما يحاك للأمة من مؤامرات خبيثة، وأن يصححوا مفهوم الإنتماء إلى الدين، وأن يثقفوا أنفسهم من مصادر الثقافة الأصيلة الحقة.

ولابد للشباب أن تكون لديهم شخصية ثقافية وهوية حضارية واضحة المعالم. وهوية الشاب المسلم الثقافية هي الهوية الإسلامية. ولا يعني ذلك أن كل حصيلته الثقافية هي مجموعة من المعلومات الدينية. وإن كان الإهتمام بها مطلوباً، إنما نعني بالثقافة الإسلامية وعي الحياة والمعرفة والسلوك والطبيعة من خلال المنهج الإسلامي.

فالمثقف المسلم يتعامل مع مفهوم الحرية ومع السياسة والدولة والجنس، والعلاقة مع الله والثروة والذات والفكر من خلال الفهم والمنهج الإسلامي.

فالشاب المسلم إذن بحاجة إلى فهم العقيدة الإسلامية والأحكام الشرعية والسيرة النبوية الصحيحة، والإلمام بالسنة المطهرة ومفاهيم القرآن، وأن يبدأ بتكوين ثقافته من خلال الكُتاب المخلصين والمفكرين المؤمنين، ليكون قادراً على التمييز بينما هو إسلامي وبينما هو غير ذلك.

والذي نخشاه أن يكون الشباب ضحية الأزمات والصراعات الفكرية التي يعج بها مجتمعنا اليوم وهو يعيش ثورة جبارة في نقل المعلومات بواسطة الإنترنت والقنوات الفضائية والصحافة والحاسوب الآلي وغيره.

فلا يوجد الآن بيننا وبين ثقافات العالم أي حاجز، لذا ينبغي أن نميز بين الإستفادة من ثقافات الأمم وفق ما تمليه علينا شريعتنا الغراء، وبين الذوبان وفقدان الهوية الثقافية.

وفي كل الأحوال فإن تكوين الثقافة الإسلامية وتحديد المسار الصحيح هو واجب الإنسان المسلم نفسه.

وتتحمل المؤسسات الإسلامية مسؤولية توزيع المطبوعات النافعة، وإصدار النشرات والدوريات، وبث الوعي الديني في حملة الكلمة الطيبة وهم المبلغون والخطباء، ليصل من خلالهم إلى الشباب في مناطق عملهم.

وأن نشد على أيدي إخواننا المرابطين في ثغور التشيّع ومن حولهم أعزاءنا الشباب المؤمنون أينما كانوا.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ميزان الحكمة: 3 / 2620. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+