x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

تأملات قرآنية

مصطلحات قرآنية

هل تعلم

علوم القرآن

أسباب النزول

التفسير والمفسرون

التفسير

مفهوم التفسير

التفسير الموضوعي

التفسير الترتيبي

التأويل

مناهج التفسير

منهج تفسير القرآن بالقرآن

منهج التفسير الفقهي

منهج التفسير الأثري أو الروائي

منهج التفسير الإجتهادي

منهج التفسير الأدبي

منهج التفسير اللغوي

منهج التفسير العرفاني

منهج التفسير بالرأي

منهج التفسير العلمي

مواضيع عامة في المناهج

التفاسير وتراجم مفسريها

التفاسير

تراجم المفسرين

القراء والقراءات

القرآء

رأي المفسرين في القراءات

تحليل النص القرآني

أحكام التلاوة

تاريخ القرآن

جمع وتدوين القرآن

التحريف ونفيه عن القرآن

نزول القرآن

أخبار القرآن الكريم في المدينة

أخبار القرآن الكريم في مكة

الناسخ والمنسوخ

المحكم والمتشابه

المكي والمدني

الأمثال في القرآن

فضائل السور

مواضيع عامة في علوم القرآن

القصة القرآنية

البلاغة القرآنية

رسم وحركات القرآن

القسم في القرآن

اشباه ونظائر

آداب قراءة القرآن

الإعجاز القرآني

الوحي القرآني

الصرفة وموضوعاتها

الإعجاز الغيبي

الإعجاز العلمي والطبيعي

الإعجاز البلاغي والبياني

الإعجاز العددي

مواضيع إعجازية عامة

قصص قرآنية

قصص الأنبياء

قصة النبي ابراهيم وقومه

قصة النبي إدريس وقومه

قصة النبي اسماعيل

قصة النبي ذو الكفل

قصة النبي لوط وقومه

قصة النبي موسى وهارون وقومهم

قصة النبي ثمود وقومه

قصة النبي داوود وقومه

قصة النبي زكريا وابنه يحيى

قصة النبي شعيب وقومه

قصة النبي سليمان وقومه

قصة النبي صالح وقومه

قصة النبي نوح وقومه

قصة النبي هود وقومه

قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف

قصة النبي يونس وقومه

قصة النبي إلياس واليسع

قصة ذي القرنين وقصص أخرى

قصة نبي الله آدم

قصة نبي الله عيسى وقومه

قصة النبي أيوب وقومه

سيرة النبي والائمة

سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام

سيرة الامام علي ـ عليه السلام

سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله

مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة

حضارات

مقالات عامة من التاريخ الإسلامي

العصر الجاهلي قبل الإسلام

اليهود

مواضيع عامة في القصص القرآنية

العقائد في القرآن

أصول

التوحيد

النبوة

العدل

الامامة

المعاد

سؤال وجواب

شبهات وردود

فرق واديان ومذاهب

الشفاعة والتوسل

مقالات عقائدية عامة

قضايا أخلاقية في القرآن الكريم

قضايا إجتماعية في القرآن الكريم

مقالات قرآنية

التفسير الجامع

حرف الألف

سورة آل عمران

سورة الأنعام

سورة الأعراف

سورة الأنفال

سورة إبراهيم

سورة الإسراء

سورة الأنبياء

سورة الأحزاب

سورة الأحقاف

سورة الإنسان

سورة الانفطار

سورة الإنشقاق

سورة الأعلى

سورة الإخلاص

حرف الباء

سورة البقرة

سورة البروج

سورة البلد

سورة البينة

حرف التاء

سورة التوبة

سورة التغابن

سورة التحريم

سورة التكوير

سورة التين

سورة التكاثر

حرف الجيم

سورة الجاثية

سورة الجمعة

سورة الجن

حرف الحاء

سورة الحجر

سورة الحج

سورة الحديد

سورة الحشر

سورة الحاقة

الحجرات

حرف الدال

سورة الدخان

حرف الذال

سورة الذاريات

حرف الراء

سورة الرعد

سورة الروم

سورة الرحمن

حرف الزاي

سورة الزمر

سورة الزخرف

سورة الزلزلة

حرف السين

سورة السجدة

سورة سبأ

حرف الشين

سورة الشعراء

سورة الشورى

سورة الشمس

سورة الشرح

حرف الصاد

سورة الصافات

سورة ص

سورة الصف

حرف الضاد

سورة الضحى

حرف الطاء

سورة طه

سورة الطور

سورة الطلاق

سورة الطارق

حرف العين

سورة العنكبوت

سورة عبس

سورة العلق

سورة العاديات

سورة العصر

حرف الغين

سورة غافر

سورة الغاشية

حرف الفاء

سورة الفاتحة

سورة الفرقان

سورة فاطر

سورة فصلت

سورة الفتح

سورة الفجر

سورة الفيل

سورة الفلق

حرف القاف

سورة القصص

سورة ق

سورة القمر

سورة القلم

سورة القيامة

سورة القدر

سورة القارعة

سورة قريش

حرف الكاف

سورة الكهف

سورة الكوثر

سورة الكافرون

حرف اللام

سورة لقمان

سورة الليل

حرف الميم

سورة المائدة

سورة مريم

سورة المؤمنين

سورة محمد

سورة المجادلة

سورة الممتحنة

سورة المنافقين

سورة المُلك

سورة المعارج

سورة المزمل

سورة المدثر

سورة المرسلات

سورة المطففين

سورة الماعون

سورة المسد

حرف النون

سورة النساء

سورة النحل

سورة النور

سورة النمل

سورة النجم

سورة نوح

سورة النبأ

سورة النازعات

سورة النصر

سورة الناس

حرف الهاء

سورة هود

سورة الهمزة

حرف الواو

سورة الواقعة

حرف الياء

سورة يونس

سورة يوسف

سورة يس

آيات الأحكام

العبادات

المعاملات

السمع صفة لله عز وجل ودلالاته

المؤلف:  الدكتور ضرغام كريم الموسوي

المصدر:  بحوث قرآنية على ضوء الكتاب والعترة

الجزء والصفحة:  133 - 139

2024-03-28

194


السمع صفة لله عز وجل ودلالاته:  

         السمع  من صفات الله عز وجل الثبوتية[1] وهذه الصفات لا يجوز أن يخلو عنها؛ لا ثابتة له، ومن أسمائه الحسنى وشأنها ادراك كل مسموع وان خفي ، فهو سميع بغير جارحة ، فهي صفة تنكشف بها المسموعات من غير آلة، فلا يعزب عن سمعه شيء وضدها الصمم، فالأصوات لا تخفى عليه وسماعه السـر والنجوى وهي لازمة لكماله عز وجل، وقد اتصف بها المخلوق والله احق بالاتصاف بها من المخلوق، والا لزم أن يكون للمخلوق من صفات الكمال  ما ليس للخالق ، ووجوب اتصاف الله تعالى بها ، فلو لم يتصف بها لزم ان يتصف بضدها وهذا نقص والنقص عليه محال[2]، واختلف المتكلمون في تفسير الصفات على قولين :

   أحدهما : قول الاشاعرة  والماتريدية، وهو : ان الله يتصف بصفة تسمى سمعًا، وهذه الصفة لديهم ازلية ( أي ليست حادثة؛ لأن الله تعالى الواجب الوجود لا تقوم الحوادث بذاته ) وقائمة بذاته أي ليست قائمة بذاتها أي ليست وجودًا خارجيًا مستقلًا، وهي ليست غير الذات ولا عين الذات ولكنها زائدة عن الذات[3] .

   الثاني : وهو مذهب المعتزلة والفلاسفة الامامية ، وهو نفي الصفات الزائدة على الذات، فالله سميع بالذات، لا بآلة سمع، وقالوا: ان القديم ذات واحدة قديمة ولا يجوز اثبات ذوات قديمة ، واستدلوا بأن القديم واحد لا غير، وانه ليس في الازل الا الله تعالى . وكل ما عداه ممكن وكل ممكن حادث ولو اقتضـى ان صفات الله تـعالى غير ذاته فأما ان تكون  قديمة واما حادثة ، وعلى الأول يلزم تعدد القديم، وعلى الثاني يلزم ان يكون الله تعالى قد وجد في  الازل من دون سمع؛ لأن المفروض ان هذه الصفات قد حدثت بعده ، وكلاهما محال. فتعين ان صفاته عين ذاته ونفس حقيقته ، ولا شيء زائد عليه وقائم به[4].

         وفي هذا المعنى يذكر الامام ابو جعفر الصادق  (عليه السلام) قول أمير المؤمنين علي  (عليه السلام): (.. سَمِيعٌ‏ لَا بِآلَة..)[5]، وكذلك قول الامام الرِّضَا  (عليه السلام): (....وَسُمِّيَ رَبُّنَا سَمِيعاً لَا بِجُزْءٍ فِيهِ يَسْمَعُ بِهِ الصَّوْتَ وَلَا يُبْصِـرُ بِهِ كَمَا أَنَّ جُزْءَنَا الَّذِي نَسْمَعُ بِهِ لَا نَقْوَى عَلَى النَّظَرِ بِهِ وَ لَكِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ الْأَصْوَاتُ لَيْسَ عَلَى حَدِّ مَا سُمِّينَا نَحْنُ فَقَدْ جَمَعَنَا الِاسْمُ بِالسَّمِيعِ وَ اخْتَلَفَ الْمَعْنَى ...)[6].  

         وعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الرِّضَا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى (عليه السلام) يَقُولُ: ( لَمْ يَزَلِ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلِيماً، قَادِراً، حَيّاً، قَدِيماً، سَمِيعاً، بَصِيراً فَقُلْتُ لَهُ: يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ إِنَّ قَوْماً يَقُولُونَ: إِنَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَزَلْ عَالِماً بِعِلْمٍ، وَقَادِراً بِقُدْرَةٍ، وَحَيّاً بِحَيَاةٍ، وَقَدِيماً بِقِدَمٍ، وَسَمِيعاً بِسَمْعٍ، وَبَصِيراً بِبَصَـرٍ، فَقَالَ  (عليه السلام) : مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، وَدَانَ بِهِ ، فَقَدِ اتَّخَذَ{مَعَ اللهِ آلِهَةً أُخْرى‏}[7] وَلَيْسَ مِنْ وَلَايَتِنَا عَلَى شَيْ‏ءٍ ، ثُمَّ قَالَ (عليه السلام): لَمْ يَزَلِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلِيماً قَادِراً حَيّاً قَدِيماً سَمِيعاً بَصِيراً لِذَاتِهِ تَعَالَى عَمَّا يَقُولُ الْمُشْـرِكُونَ وَالْمُشَبِّهُونَ عُلُوّاً كَبِيراً)[8].

         وقريب منه ما ذكره الامام  أبو جعفر الثّاني‏- محمّد بن عليّ الجواد-  (عليه السلام) ردًا على رجل سأله عن سمع الله عز وجل: ( فَقَالَ: لِأَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ مَا يُدْرَكُ بِالْأَسْمَاعِ، ولَمْ نَصِفْهُ بِالسَّمْعِ الْمَعْقُولِ فِي الرَّأْسِ)[9].

          واني مررت على هذا الاختلاف بسـرعة حتى يتضح للقارئ مفاهيم المتكلمين في تفسير الصفات،  والآن نلقي نظرة على الآيات التي تناولت سمع الله، والصيغ التي جاء بها ودلالتها ، وهي كالآتي :

أولا: الفعل الماضي:

       قال تعالى: { لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْـحَرِيقِ }[10]، ومثله قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }[11].

         فظاهر النص ان الله عز وجل يسمع الاصوات والمحاوارت ، ولكن الدلالة في السمع ابعد من ذلك إذ المراد منه هو علم الله عز وجل، وقد بيّن الامام الرِّضَا  (عليه السلام) هذا المعنى بقوله: (...وَ قُلْنَا إِنَّهُ سَمِيعٌ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَصْوَاتُ خَلْقِهِ مَا بَيْنَ الْعَرْشِ إِلَى الثَّرَى مِنَ الذَّرَّةِ إِلَى أَكْبَرَ مِنْهَا فِي بَرِّهَا وَ بَحْرِهَا وَ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ لُغَاتُهَا ، فَقُلْنَا عِنْدَ ذَلِكَ إِنَّهُ سَمِيعٌ لَا بِأُذُنٍ...)[12].

         وقال الراغب في مفرداته ( اذا وصفت الله تعالى بالسمع فالمراد به علمه بالمسموعات ) [13] ، فمعنى (سمع الله) ادراك قولهم وعلمه به . (أي يسمع المسموعات ، ويرى المرئيات ، والسميع البصير من هو على حالة يجب لأجلها أن يسمع المسموعات ، ويبصـر المبصرات إذا وجدتا ، وذلك يرجع إلى كونه حيا لا آفة به) [14]، فسمع الله علمه المحيط بكل شيء، قال تعالى { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[15]، فلا يخفى على الله شيء فهو اقرب الينا من حبل الوريد.

         وكما جاء في رواية الحسن البصـري[16]: ان سائلاً سأل رسول الله النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أقريب ربنا فتناجيه ام بعيد فتناديه ؟ فنزل قوله تعالى { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }[17]، فالمراد بالقرب هنا ليس المسافة بل الاحاطة بدقائق الأمور؛ لأن ذلك لا يجوز الا في الممكن .

ثانيًا: الفعل المضارع :

         قال تعالى : {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى }[18]، من ظاهر النص يستفاد السمع من قِبل الله عز وجل لما يدور في المحاورة بين موسى وفرعون لكن هناك معنى ابعد من الظاهر و هو ان السماع والرؤية اللتان تدلان على الاحاطة والعلم تبعثان في نفسيهما القوة والعزيمة وشد الازر؛ إذ ان معية الله تعالى بسماعه ورؤيته تودع في نفسيهما الطمأنينة والسكينة والقوة، التي تمكنهم من الوقوف امام الطاغية في عصـرهم – فرعون – وليس خوفهم هذا على انفسهم، وانما خوفهم منبعث من رفض فرعون ارسال بني اسـرائيل مع موسى  (عليه السلام) . وكيف يخاف والله معهما فقد استخدم هاتين الحاستين لبيان ان الله معهما ، وحافظًا لهما وهو مطلع على أدق الأمور[19]، وكذا قوله تعالى : { أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سـرهُمْ وَنَجْوَاهُمْ }[20] ، فهو يسمع حتى ما حدث به الرجل نفسه أو غيره في مكان خال[21]، ورد الله تعالى عليهم بقوله : { بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ }أي ما يقولونه ويفعلونه .

         ثالثًا: الاسم :

         ويأتي دائمًا من ابنية المبالغة ، على وزن فعيل[22]، وفي التنزيل{وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا بَصِيرًا }[23]، وهو اسم مشتق يدل على معنى أوصفه بالموصوف على وجه الثبوت والدوام[24]، فلا تنفك هذه الصفة عن ذات الله عز وجل وهي تفيد معاني كثيرة منها :

      أ ادراك ما دق ولطف : قال تعالى {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[25] ، فالآية الكريمة في معرض الطلاق فالله تبارك وتعالى يعلم ويسمع ما يحدث العازم به نفسه ويناجيها بذلك ، وذلك الحديث لا يسمعه الا الله كما يسمع وسوسة الشيطان [26].

    ب- السمع بمعنى القبول والاجابة [27] : كما في قوله سمع الله لمن حمده ، أي يقبل حمد من حمده ويثبت عليه ذكر السمع والارادة والقبول والإجابة، وهو شائع في المخاطبات العرفية يقال : فلان سمع حاجتي فقضاها وفي الحديث (أي الليل أسمع ؟قال: جوف الليل الاخر)[28]. وفي المصدر ذاته ما يؤيد هذا المعنى ان الحديث روي بلفظ آخر قال رجل : (سألت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) أي الليل أجوب؟)[29].

ج- تأتي بمعنى الكمال والتتمة[30]: لأنها من المعاني التي تخرج لها صيغة فعيل، قال تعالى: { فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }[31] .  فهو ضمان من الله لإظهار الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) على بني قريظة، وبني النضير وكمال هذا الدين وتمامه وفيه وعيد[32].

د - صيغة التعجب : قال تعالى{ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَبْصـر بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشـركُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا }[33]، فأخرجه مخرج التعجب على وجه التعظيم ولم يقل اسمع به؛ لأنه يلزم التفاضل وهذا محال على الله عز وجل؛ لأنه ليس محلا ً للحوادث ولان السمع قوة في الاذن فالله تعالى لا يوصف به .

هـ الترغيب والترهيب : قال تعالى{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }[34] ، وقد ذكر الزمخشـري في كشافه انه اراد بها وعيدًا  لهم بأنه يسمع ما يقولون ويبصـر ما يعملون، وانه يعاقبهم عليه وتعريض بما يدعون من دون الله عز وجل ، وانها – الآلهة – لا تسمع ولا تبصـر[35]، فهذا اكثر ايقاعاً وترهيبها من سخطه . ففي هذه الآية وامثالها نوع من التهديد وفيها إرشاد الى مراقبة الانسان لأقواله ونياته ، وهذا يتعلق في جميع مجالات الحياة العبادية والمعاملاتية، ومنه قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سـرهُمْ وَنَجْوَاهُمْ }[36]، فالله عز وجل محيط بما يسـره المرء وما يناجي به غيره .

ز - الحث على الدعاء  : قال تعالى : {الْـحَمْدُ للهِ  الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ }[37]، فهذا الدعاء من لطائف حكمة الله عز وجل في تعليم الأمة الدعاء والاتجاه الى الله تبارك وتعالى .  

ح - الرد على المشـركين : لقد رد الله تعالى على المشـركين الذين جعلوا مع الله الها ً آخر لا يسمع ولا يجيب بقوله تعالى : { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ * إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشـركِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }[38] .

 

 


[1] صفات الله عز وجل على قسمين : (ثبوتية وسلبية . أما الثبوتية : فهي أيضا على قسمين : صفات الذات: وهي التي يكفي في انتزاعها ملاحظة الذات فحسب. وصفات الفعل: وهي التي يتوقف انتزاعها على ملاحظة الغير ، وإذ لا موجود غيره تعالى إلا فعله فالصفات الفعلية ، هي المنتزعة من مقام الفعل: فمن الأول حياته تعالى وعلمه بنفسه ، ومن الثاني الخلق والرزق والغفران والإحياء ونحوها). المظفر: محمد رضا عقائد الامامية.

[2] عليان: رشدي، والدوري: عبد الرحمن: اصول الدين الاسلامي،ط1-1977جامعة بغداد134ـ 135.

[3] القدسي : ابن ابي شريق: المسامرة بشرح المسايرة مطبعة السعادة مصر :70 .

[4] محمد جواد مغنية : معالم الفلسسفة الاسلامية: دار احياء التراث ، بيروت : 117 .

[5] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي ‏1: 139.

[6] الصدوق: محمد بن علي: التوحيد 186-190.

[7] سورة الانعام : 19.

 [8] الصدوق: محمد بن علي: التوحيد: 140.

[9] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي ‏1: 117ح7 .

[10] سورة آل عمران : 181.

[11] سورة المجادلة : 2.

[12] الصدوق: محمد بن علي: التوحيد 186-190.

[13] الراغب الاصفهاني: مفردات الفاظ القرآن: 426.

[14] الطبرسي: مجمع البيان 9 : 410.

[15] سورة الانبياء : 4.

[16] الطبرسي: مجمع البيان : 1 :  278.

[17] سورة البقرة : 186.

[18] سورة طه : 46.

[19] ابن كثير: عماد الدين ابو الفداء اسماعيل: تفسير القران العظيم، ط1- 1986دار الحديث القاهرة3: 162.

[20] سورة الزخرف : 80.

[21] الزمخشري : جار الله محمود بن عمر بن محمد: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الاقاويل في وجوه التأويل ط1، دار المعرفة بيروت4: 258.

[22] الحملاوي: احمد: شذى العرف في فن الصرف دار الكتب العالمية بيروت : 94  .

[23] سورة النساء : 134.

[24] اسبر: محمد سعيد: المعجم الشامل في اللغة، ط1-1985م، بيروت:854 .

[25] سورة البقرة : 227 .

[26] الزمخشري : تفسير الكشاف1: 270 .

[27] حسنين محمد مخلوف: صفوة البياني لمعاني القران، ط1، وزارة الاوقاف الكويتية : 707 .

[28] ابن حنبل : احمد: مسند احمد 4: 235.

[29] المصدر نفسه 4: 231.

[30] الزمخشري: تفسير الكشاف 1 : 18.

[31] سورة البقرة : 137.

[32] الزمخشري:تفسير الكشاف 1 : 194.

[33] سورة الكهف : 26.

[34] سورة غافر : 20.

[35] الزمخشري:الكشاف 4 : 154 .

[36] سورة الزخرف :80 .

[37] سورة ابراهيم : 39 .

[38] سورة فاطر : 13 - 14 .

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+