علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
معرفة المدبّج وما عداه من رواية الأقران بعضهم عن بعض
المؤلف:
عثمان بن عبد الرحمن المعروف بـ(ابن الصلاح)
المصدر:
معرفة أنواع علوم الحديث ويُعرَف بـ(مقدّمة ابن الصلاح)
الجزء والصفحة:
ص 413 ـ 414
2025-04-21
155
النَّوْعُ الثَّانِي والأَرْبَعُونَ.
مَعْرِفَةُ الْمُدَبَّجِ (1) ومَا عَدَاهُ (2) مِنْ رِوَايَةِ الأقْرَانِ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ.
وَهُمُ المتَقَارِبُونَ في السِّنِّ والإسْنادِ. ورُبَّما اكْتَفَى الحاكِمُ أبو عبدِ اللهِ فيهِ بالتَّقارُبِ في الإسنادِ، وإنْ لَمْ يوجَدْ التقارُبُ في السِّنِّ (3).
اعْلَمْ أنَّ رِوايَةَ القَرِينِ عَنِ القَرِيْنِ تَنْقَسِمُ:
فَمِنْها الْمُدَبَّجُ، وهوَ أنْ يَرْوِيَ القَرِينانِ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما عَنِ الآخَرِ.
مِثَالُهُ في الصَّحَابةِ: عائشَةُ وأبو هُرَيرةَ رَوَى كُلُّ واحِدٍ مِنْهُما عَنِ الآخَرِ.
وفي التَّابعينَ: رِوايَةُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُمَرَ بنِ عبدِ العزيزِ وروايةُ عمرَ عنِ الزهريِّ.
وفي أتباعِ التابعينَ: روايةُ مالكٍ عنِ الأوزاعيِّ، وروايةُ الأوزاعيِّ عنْ مالكٍ.
وفي أتباعِ الأتباعِ: روايةُ (4) أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ عنْ عليِّ بنِ المدينيِّ وروايةُ عليٍّ عنْ أحمدَ. وذكرَ الحاكمُ في هذا روايةَ أحمدَ بنِ حَنْبَلٍ عنْ عبدِ الرزاقِ، وروايةَ عبدِ الرزاقِ عنْ أحمدَ (5) وليسَ هذا بمرضيٍّ.
ومنها غيرُ المدبَّجِ (6)، وهوَ أن يرويَ أحدُ القرينَينِ عَنِ الآخَرِ ولا يرويَ الآخرُ عنهُ فيما نعلمُ. مثالُهُ: روايةُ سليمانَ التَّيْمِيِّ عن مِسْعَرٍ (7)، وهما قرينانِ، ولا نعلمُ لِمسْعَرٍ روايةً عنِ التَّيْمِيِّ. ولذلكَ أمثالٌ كثيرةٌ، واللهُ أعلمُ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بضم الميم، وفتح الدال المهملة وتشديد الباء الموحّدة المفتوحة، وآخره جيم، قال الحافظ العراقي في التقييد: 334: ((ما المناسبة المقتضية لتسمية هذا النوع بالمدبّج؟ ومن أيّ شيء اشتقاقه؟ لَمْ أرَ من تعرّض لِذَلِكَ إلا أنّ الظاهر أنَّهُ سمّي بذلك لحسنه فإنّ المدبّج لغة هو المزيّن. قال صاحب المحكم الدبج النقش والتزيين فارسي معرّب قال: وديباجة الوجه حسن بشرته، ومنه تسمية ابن مسعود الحواميم ديباج القرآن، وإذا كان هذا منه، فإنّ الإسناد الذي يجتمع فيه قرينان أو أحدهما أكبر والآخر من رواية الأصاغر عن الأكابر إنّما يقع ذَلِكَ غالباً فيما إذا كانا عالمين أو حافظين أو فيهما أو في أحدهما نوع من وجوه الترجيح حتّى عدل الراوي عن العلو للمساواة أو النزول لأجل ذَلِكَ فحصل للإسناد بذلك تحسين وتزيين كرواية أحمد بن حَنْبَلٍ عن يحيى بن معين، ورواية ابن معين عن أحمد وإنّما يقع رواية الأقران غالباً من أهل العلم المتميّزين بالمعرفة، ويحتمل أن يقال: إنّ القرينين الواقعين في المدبّج في طبقة واحدة بمنزلة واحدة فشبّها بالخدّين، فإنّ الخدّين يقال لهما الديباجتان كما قاله صاحب المحكم والصحاح، وهذا المعنى يتّجه عَلَى ما قاله الحاكم وابن الصلاح أنّ المدبّج مختصٌ بالقرينين، ويحتمل أنَّهُ سمّي بذلك لنزول الإسناد، فإنّهما إن كانا قرينين نزل كلّ منهما درجة، وإن كان من رواية الأكابر عن الأصاغر نزل درجتين، وقد روينا عن يحيى بن معين، قال: الإسناد النازل قرحة في الوجه، وروينا عن علي بن المديني وأبي عمرو المستملي قالا: النزول شؤمٌ، فعلى هذا لا يكون المدبّج مدحاً له ويكون ذَلِكَ من قولهم رجل مدبّج قبيح الوجه والهامة حكاه صاحب المحكم، وفيه بعد. والظاهر أنَّهُ إنّما هو مدح لهذا النّوع أو يكون من الاحتمال الثاني، والله أعلم)). انتهى.
وانظر المستدرك 2/ 437، والجامع لأخلاق الراوي 1/ 123، 124، والصحاح 1/ 312، ولسان العرب 2/ 65، ونزهة النظر: 160 وفتح المغيث 3/ 160، وتدريب الراوي 2/ 247. وانظر في المدبّج: معرفة علوم الحديث: 215 - 220، والإرشاد 2/ 620 - 622، والتقريب: 168، والاقتراح: 311 - 313، واختصار علوم الحديث: 197، والشذا الفياح 2/ 541 - 546، والمقنع 2/ 521 - 523، وشرح التبصرة 3/ 76 - 79، ونزهة النظر 159 - 160، وطبعة عتر: 61 - 62، وفتح المغيث 3/ 160 - 162، وفتح الباقي 3/ 67 - 69، وتدريب الراوي 2/ 246 - 248، وتوضيح الأفكار 2/ 475 - 476.
(2) في (جـ): ((وما سواه)).
(3) معرفة علوم الحديث: 215.
(4) سقطت من (م).
(5) معرفة علوم الحديث: 218.
(6) انظر نقد العراقي لذلك في التقييد: 335.
(7) بكسر الميم وسكون السين وفتح العين المهملة. انظر: الإكمال 7/ 191، والخلاصة: 374، وتاج العروس 12/ 30.